سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ريم يحيى.. ليسانس وماجستير و«الدكتوراه» في الطريق.. تغلبت على «الشلل الدماغي» ب«التحدي والعلاج الطبيعي».. دكتورة جامعية صاحبة «الصدمة الأولى».. والإصرار كلمة السر في النجاح (فيديو)
«كلنا عندنا أمراض، لكن الفرق بيني وبين الناس التانية، إن أنا مرضي ظاهر، لكن هما أمراضهم جواهم مش باينة»... حقيقة أدركتها ريم يحيى، منذ سنوات طويلة، فالإصابة التي تعرضت لها خلال لحظة ميلادها، والتي أدت إلى إصابتها ب«شلل دماغي»، كان من الممكن أن تتعامل معها كونها «قضاء وقدر»، ورسالة بأن تكمل بقية أيامها «أسيرة لمرضها». «ريم».. الفتاة التي تعيش في عقدها الثاني من العمر، لم ترتضِ الاستسلام لحالتها الصحية، تمردت على المرض ب«التحدي»، واجهت الألم ب«الأمل»، وظلت محتفظة بابتسامتها المشرقة منذ لحظات استيقاظها في السابعة صباحًا وحتى نهاية يومها. خطأ طبي خطأ طبي، كان السبب في تحويل حياة «ريم»، من مجرد حياة روتينية، لقصة كفاح كبيرة تستحق تسليط الضوء عليها، ولدت ريم مصابة بمرض «الشلل الدماغي»، بسبب خطأ أثناء الولادة، وحالفها الحظ، ولم تُصب بالتأخر العقلي. أسرة «ريم» هي الأخرى كانت بقدر التحدي.. فلم تستسلم لأحاديث الأطباء الجانبية حول خطورة المرض، ومع وصول ابنتهم المدللة لسن الخمسة شهور، بدأت في إرسالها للحصول على جلسات العلاج الطبيعي، نظرًا لكونه العلاج الوحيد لحالتها الصحية، توقف العلاج فترة حتى استكملته بعد ذلك في سن الشباب. المدرسة وكأي طفلة في عمر الابتدائية، فكرت الأسرة في إلحاقها بالمدرسة لبدء مرحلة جديدة من عمرها، لكن الأمر لم يكن أبدًا ميسرًا، حيث كان الرفض هو الرد الوحيد الذي تلقته الأسرة من إدارات المدارس، وقالوا للأب والأم «وجودها هيأثر على الطلاب وهيركزوا معاها أكتر من الحصة». الكلمات الموجعة تلك لم تدفع الأسرة، أو «ريم» للركون إلى حائط الاستسلام، ف«ريم» فهمت المعنى بعد ذلك، «المدرسون قالوا لأهلي دي تقعد بركة في البيت أفضل لكن أهلي مركزوش في الكلام ده»، لم تستمع الأسرة إلى الأقاويل والتكهنات التي يطلقها الأساتذة، وقرروا تقديم شهادات مرضية لابنتهم حتى تمكنت من الدراسة بالمنزل، حتى حصلت على الثانوية العامة بترتيب الرابعة على المدرسة. تحدي التعليم من تحدي «التعليم الأساسي» والمرحلة الثانوية، انتقلت «ريم» إلى تحدٍ آخر، تمثل في التحاقها بكلية البنات قسم آداب علم النفس، لكن الألسنة السوداء لم تتركها تتابع دراستها بصمت، فخلال محاضرتها الأولى، فاجأتها أستاذة في القسم بقولها «أنتِ إيه اللي دخلك؟»، فكانت الصدمة الأولى لها بالكلية، وتملكها الحزن وقررت عدم متابعة مسيرتها الدراسية، والاكتفاء بالثانوية العامة، لكن أسرتها وداعمها الأول رفضت الفكرة تمامًا «مصرفناش عليكِ عشان تستسلمي»، وهنا قررت «ريم» المتابعة، لكن بقسم الاجتماع، وتشعبت بشعبة الإعلام، وكان هناك نقيض كبير بالتعامل معها بالقسم، فاستقبلتها رئيسة القسم بالترحاب وعانقتها وحفزتها على الاستمرار. «ريم» طلبت الالتحاق بشعبة الإعلام، فلم تعارضها رئيسة القسم «قالتلي هتعملي إنترفيو زيك زي زمايلك وحسب درجاتك، وبالفعل دخلت الإنترفيو واتقبلت»، لتتخرج بترتيب «الثانية على الدفعة»، واستكملت بالدراسات العليا، حتى حصلت على ماجستير الإعلام خلال 3 أعوام ونصف العام، تخصص الدراما والتليفزيون، والآن على بُعد خطوات من الانتهاء من الدكتوراه. وعن أصعب المواقف التي مرت بها، كان احتكاكها بأحد الأساتذة بقسم الاجتماع، حين طلبت منه مرافقا خلال امتحان مادته، لكنه رفض طلبها قائلًا: «مادام مش هتعرفي تكتبي دخلتي القسم ليه»، ورفض طلبها، وصمم على امتحانها شفويًا وحصلت على تقدير مقبول. الدراما والتليفزيون وفيما يتعلق باختيارها تخصص «الدراما والتليفزيون» أرجعته إلى طريقة تعامل معظم الأساتذة معها بحب وامتنان، فتشجعت على خوض المجال، بعكس ما حدث بقسم علم النفس، وبعد التخرج درست بالجامعة لمدة 4 سنوات، لكن على سبيل التدريس وليس العمل والتعيين، والمرحلة التالية كانت محاولة البحث عن عمل بمقابل مادي، وعملت نحو عامين بالأعمال الخيرية، وأرسلت سيرتها الشخصية لأكثر من جهة عمل، ولكنها لم تتلق أي رد من أي جهة، حتى نشرت فيديو لها على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبة الشركات بفرصة عمل، وتواصلت معها الشركة التي تعمل بها الآن فورًا، ووفروا لها فرصة عمل بالتواصل مع عملاء الشركة إلكترونيًّا. "نقلا عن العدد الورقي..."