يجلس الطفل الصغير الذي لم يتعد عمره أصابع اليد الواحدة في غرفة أمام 3 أشخاص يسألونه بالإنجليزية أو الفرنسية ليستمعوا لنطقه، ويجيب الطفل بعفوية وتلقائية لينتقل لسؤال آخر وبعد انتهاء جلسته معهم يخرج ليلتقي أسرته ويستمع لكلمات لم يفهم معناها آنذاك "ابنكم مش نافع عندنا شوفوله حضانة الأول". مشهد يتكرر كثيرًا في مدارس اللغات، أو بشكل خاص المدارس الدولية والخاصة المتميزة. تتفق أغلب أسئلة "الإنترفيو" في المدارس، ولعل أبرزها أن يكون الطفل عل دراية باسم والده ووالدته بالكامل ووظائفهم وعنوان سكنه، وأسماء الخضراوات والفواكه، والتفريق بين أشياء مختلفة مثل الفرق بين الكرة والبالونة، وأسماء الحيوانات والطيور، والأعداد والألوان والتفريق بينهم، وإذا كانت المدرسة لغات فيجيب الطفل على تلك الأسئلة باللغة الخاصة بالمدرسة سواء إنجليزية أو فرنسية، مع ترجمة بعض الكلمات . أما بالنسبة ل"إنترفيو" الخاص بالأسر فتكون الأسئلة عن طبيعة عملهم، وشهاداتهم، وبأي وسيلة عرفوا المدرسة، ولماذا يرغبون في إلحاق طفلهم بها، وعن هوايات أطفالهم، ونوع الرياضة التي يمارسونها، والوقت الذين يقضونه معهم، سواء الإجازات أو اليوم العادي، وحول الوقت الذي يقضيه طفلهم أمام التليفزيون وما هي قناته المفضلة، ونوع العقاب الذي تعطيه لابنك حينما يرتكب خطأ وكيف تكافئه وتنظم له وقته، وتجيب الأسرة أيضًا باللغة الخاصة بالمدرسة، إنجليزية أو فرنسية. يقول محمد عطية (ولي أمر) إنه أجرى مقارنة بين المدارس الدولية ليختار الأفضل لابنه، وقد تعرض لغالبية أنواع "الإنترفيو" مؤكدًا أن بعض هذه المقابلات تكون شكلية وهدفها إملاء الاستمارة ، وأخرى تهدف لفرز المستوى الاجتماعي للطالب وأسرته، والنوع الثالث يحتاج لمعرفة مدى تجاوب الطفل معهم والقليل منهم الجاد، مستكملاً "لما نقلت ابني من المدرسة علشان محل الإقامة خضت نفس التجربة تانى ولكن مستواه ومركزنا كأب وأم كانوا حاسمين". وقال عطية إن المقابلات التي تجريها تلك المدارس مع الأسرة تهتم بشكل أساسي ب"اللبس وطريقة الكلام والمظهر الخارجي" وأنها موضة أكثر منها استفادة. "كلمة حق يراد بها باطل" هكذا وصف الدكتور محمد عبد الظاهر أستاذ المناهج بجامعة طنطا والخبير التربوي، مؤكدًا أن "الإنترفيو" يجب أن يكون لهدف أسمى وهو التعرف على مدى جاهزية الشخصية وجوانبها من الناحية الاجتماعية والثقافية واللغوية إذا كانت الجهة تعمل بلغة أخرى، ولكن ما يحدث هو العكس "فالإنترفيو" له محددات وشروط مدروسة وواضحة ومعلنة، وأغلب العاملين به غير مؤهلين وغير دارسين لها. واختتم "إنترفيو الأشخاص علشان تعرف إمكانيتهم وتحدد مدى صلاحيتهم للعمل المتقدمين إليه، لكن ماذا تنتظر من طفل في بداية مراحله التكوينية والتعليمية؟ وكيف ترفضه بناءً على إنترفيو غير مدروس؟!"