عندما تشاهد ابتسامتها التي لا تفارق وجهها تشعر بأنها ابتسامة ثقة وتحد وأمل, كما تشعرك أيضا بأنها فتاة مختلفة ولكن علي طريقتها الخاصة, ولدت قبل ميعادها, خطأ الطبيب في أثناء ولادتها وعدم وضعها في حضانة نتج عنه أصابتها بشلل دماغي, ولكنها خضعت للعلاج الطبيعي وواصلت تعليمها حتي تخرجت في كلية البنات, وتقوم حاليا بإعداد رسالة الماجستير, كما تحرص علي علاقتها الطيبة مع زملائها في العمل, واستطاعت إثبات أنه لا يوجد شيء يسمي إعاقة لأنها قررت أن تنجح وتكمل مسيرتها بعقلها وقوة إرادتها, إنها ريم يحيي. سردت ريم قصتها ل يسرا النحاس قائلة: خطأ الطبيب في أثناء ولادتي تسبب في إصابتي بشلل دماغي, لم يكن لي أي علاج سوي العلاج الطبيعي, وبالفعل بدأت والدتي في إخضاعي للعلاج الطبيعي عندما أتممت خمسة أشهر من عمري, واستمر حتي بلغت الحادية عشرة, ثم توقفت, وأخيرا بدأت أكمله مرة أخري, أما عن رحلتي مع التعليم فقد كان والدي حريصا علي أن أتعلم برغم صعوبة التحاقي بأي مدرسة, فتلقيت العلم في منزلي من المرحلة الابتدائية حتي المرحلة الثانوية, وكنت أحضر فترة الامتحانات مثل أي طالبة, وحصلت علي المركز الرابع علي مستوي المدرسة في الشهادة الثانوية. وتابعت ريم حكايتها قائلة: دخلت كلية البنات قسم علم نفس ولكنني لم أكمل أسبوعا لأن الدكتورة لم تثق في قدراتي, وتحولت لقسم آداب اجتماع, ثم أذهلت الجميع باختياري التخصص في قسم الإعلام, وتخرجت الثانية علي دفعتي, وتقدمت للحصول علي درجة الماجستير في الدراما ومازالت أعمل بالرسالة بجانب عملي في جمعية كيان لرعاية وتأهيل ذوي الإعاقات قسم التسويق والعلاقات العامة, كما أتدرب أيضا علي التصميم, خاصة علي برنامجي الفوتوشوب والفيديو ميكر, ومن هواياتي أيضا الكتابة, وخاصة السيناريو علي وجه التحديد, وقد أذيعت إحدي قصصي علي شكل مسلسل إذاعي في رمضان عام2010 باسم حكاوي بهيج وبهيجة. وتكمل ريم قصتها: بعد تخرجي خضت تجربة التدريس في إحدي الجامعات والتي استمرت لمدة عامين, ثم قررت تغيير مساري, وشاركت في أعمال جمعية رسالة لبعض الوقت وبعد فترة قصيرة تقدمت للعمل في جمعية كيان, ومر عام وسبعة أشهر حتي الآن منذ بدء عملي بها شعرت خلالها بأنني سعيدة في عملي وأحرص دائما علي أن تكون علاقتي طيبة بكل من حولي. وعن المشكلات التي واجهتها قالت: دائما ما كنت أواجه مشكلة في الامتحانات بسبب المرافقين, لأن المرافق في مرحلة المدرسة كان أصغر سنا أما في أثناء الجامعة فقد تتفاوت الأعمار, ومشكلتي كانت تكمن في امتحانات اللغات, نظرا لأن المرافق قد يجهل اللغة من الأساس, أما عن المشكلات التي واجهتها مع المجتمع فهي أننا مجتمع ليس لديه ثقافة تقبل الآخر, ويجب أن يعلم الناس أن المرض ليس إعاقة, فهل من المعقول أن نصنف المريض بأمراض مزمنة مثل القلب والسكري والضغط في فئة ذوي الإعاقة؟! تسري نفس النظرية علي متحدي الإعاقة, وأفضل مسمي ذوي الاحتياجات الخاصة, لأن إعاقتهم لا تنقص من قدراتهم, كما أنني حين واجهت المجتمع بشكل أكبر بعد دخولي الكلية حمدت الله علي أنني كنت أتلقي تعليمي في منزلي في أثناء فترة المدرسة وأنني لم أتعرض لهذا المجتمع في صغري حتي لا أتأثر بنظرة الناس لأن تأثير البيئة المحيطة علي نفسية الطفل يكون أقوي من أي شيء آخر, ويجب أن ينظر لنا المجتمع كأشخاص طبيعيين, فلدي الكثير من الأصدقاء وعلاقتي بهم طيبة جدا لأنهم لم ينظروا إلي كشخص مختلف عندما تعاملوا معي. أما عما تطلبه من الدولة, فقد بدأت بجملة واحدة: لن أفرض وجودي بالقانون. ثم أكملت: من السهل التحايل علي القانون, فمثلا قانون ال5% الخاص بتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة من السهل أن أكون ضمن هذه النسبة براتب بخس, ولكن لن أفيد أو أستفيد فقدراتي تسمح لي بالعمل مثل أي شخص, لذا يجب أن توفر لنا الدولة ظروفا ملائمة لاستغلال قدراتنا وذلك بالعمل الفعلي, وليس بالمؤتمرات, ومن أبسط حقوقنا. حقنا في التعليم, العمل, العيش بكرامة, وأيضا حق مهم في المواصلات, فلابد من توفير الخدمات والمرافق التي تسهل التنقل, وبرغم أنني لا استخدم المواصلات إلا ركوب التاكسي للضرورة, لأن أبي يتولي مسئولية تنقلي, فإن هذا قد لا يتوافر للكثيرين فيضطرون لاستخدام المواصلات. وأخيرا تتحدث ريم عن طموحاتها قائلة: خططي المستقبلية هي الانتهاء من رسالة الماجستير والتقدم للحصول علي رسالة الدكتوراة, أما علي المستوي المهني, فأتمني احتراف تصميم برامج الكمبيوتر والإخراج, كما أحلم بأن أكون سيناريست, ولدي حلم مؤجل وهو أن أكتب قصتي يوما ما لتكون فيلما.