نجحت الولاياتالمتحدةالأمريكية في إطلاق قمر اصطناعي هو التاسع من نوعه الذي تطوره مؤسسة بوينج العالمية من طراز "سات كوم" وتم الإطلاق من قاعدة "دلتا 6" بولاية فلوريدا، وبحسب مصادر دفاعية أمريكية فإن القمر الجديد لن تكون مهمته الأساسية إنتاج صور أرضية بل رصد أقمار التجسس والاتصالات المعادية في فضاء الكون وإعطاء إحداثيات تعقبها للقيادة العسكرية الأمريكية. وقال خبراء أمريكيون إن إطلاق هذا القمر الاصطناعي الجديد هو خطوة على طريق سعى الولاياتالمتحدة إلى تطوير قوة قتال فضائية خاصة تعمل في خارج الغلاف الجوى للأرض وهو ما سيشكل نقلة نوعية في حروب العالم المستقبلية. وبحسب العلم العسكري فإن أنظمة توجيه النيران الذكية التي تمتلكها القوات المسلحة الأمريكية تعتمد في المقام الأول في استهدافاتها على إحداثيات تحددها الأقمار الاصطناعية التجسسية التي تمتلكها الولاياتالمتحدة، وفي حالة استهداف تلك الأقمار ذاتها من أعداء الولاياتالمتحدة ستصاب نظم توجيه النيران الأمريكية "بالعمى" الاستهدافي وهو ما يشكل خطورة كبيرة على القدرة القتالية الأمريكية في المواجهات الأرضية. ويرى دان كوست مدير وكالة الاستخبارات الوطنية في الولاياتالمتحدة أن أشد من تخشاه واشنطن حاليا هي ما طورته الصين وروسيا من أسلحة فضائية مضادة للأقمار الاصطناعية، مضيفا أنه منذ العام الماضي دارت نقاشات على مستوى أجهزة الإدارة الأمريكية العليا للبحث عن أسلحة مضادة لما طورته الصين وروسيا. واستطرد مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية قائلا: "في هذا الصدد أكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن الوقت قد حان لأن تمتلك الولاياتالمتحدة جيشها الفضائي الأول في تاريخها" وبالفعل عرض مشروع قانون بإنشاء "الجيش الفضائي الأمريكي"، وتمت إحالته إلى مجلس الشيوخ لمناقشته مطلع العام الجاري.