هاجروا إليها مع بدء مذابح الأتراك ضدهم عام 1914 تعد الجالية الأرمنية في الإسكندرية من أقدم وأكبر الجاليات الأجنبية، وقد استمر أبناؤها في المدينة منذ قدموا إليها، مع بدء مذابح الأتراك ضد الأرمن والتي بدأت عام 1914. وقُدِّر عدد الأرمن في الإسكندرية حتى عام 2012 بنحو 6 آلاف فرد حصلوا على الجنسية المصرية، تقلص هذا العدد مع حكم الإخوان لمصر إلى 3 آلاف فرد فقط، بعد أن غادر عدد كبير منهم المدينة خوفًا من نظام الإخوان الذي تحالف مع الأتراك في ذلك الوقت، وأن تتكرر المذابح ضدهم. تقول سيران فهرام هاروتنيون، إنها مصرية أرمنية، وإنها أحد أفراد الشعب المصري، فقد وُلِدت وعاشت في الإسكندرية، وجاءت عائلتها، والتي تتكون من والدها وعمتها فقط، مع بدء مذابح الأرمن، إلى الإسكندرية، وباقى العائلة موجود في دول أخرى. وتوضح أن والدها كان ملك الأزياء، وكرمه الملك فاروق بعد أن أعجب بتصميمه ومنحه الجنسية المصرية وقتها تكريما له على تفوقه في هذا المجال. وتضيف سيران أن والدها تزوج يونانية من الإسكندرية، على عكس المعتاد؛ فالأرمن منذ تلك المذابح كانوا لا يتزوجون إلا من أرمن مثلهم للحفاظ على السلالة، وهذا أدى إلى أزمة في العائلة وقتها، ولكنها انتهت، وأنجب 4 أبناء 2 منهم عاشوا في الإسكندرية "هي وشقيقها المخرج الراحل فارت فهرام" والآخران ذهبا لليونان وعاشا هناك، بينما قضت هي سنواتها في الدراسة حتى الثانوية العامة بمدارس الأرمن، والتحقت بكلية التجارة "إنجليزي" جامعة الإسكندرية. وعن حياة الأرمن في الإسكندرية، تقول: إن الأرمن لهم مدارس خاصة بهم وكنيسة و4 أندية وهم يلتقون فيها بصفة دورية مع أسرهم؛ الكبير والصغير، ويعرفون بعضهم البعض بشكل جيد، ومدارس الأرمن تقوم بتعليم لغتهم الأصلية من سن مبكرة، حتى لا تموت اللغة وتموت معها الهوية. وتقول: نحرص على وجود شيء مميز في أسمائنا، كما نجتمع بصفة مستمرة ونحرص على الترابط الدائم. وتشير إلى أن العائلات الموجودة حاليا باتت قليلة للغاية، وكان معظم الأرمن موجودين في كامب شيزار ومحطة الرمل وكليوباترا. وتكشف سيران أن الأرمن لا يعملون في الحكومة رغم أن "نوبار باشا" كان أحد أشهر الساسة في مصر من الأرمن، فإنه لم يخض أحد العمل السياسي غير شقيقها الراحل "فارت فهرام" الذي انضم لحزب "المصريين الأحرار"، وكان له نشاط بارز فيه، وأدخل عددًا من أفراد العائلة للحزب بل وقام برفع دعوى قضائية لتعترف مصر بمذابح الأرمن، كاشفة أن سبب إحجام الأرمن عن العمل في السياسة منذ عام 1952 عقب قيام الثورة، وما تبعها من تأميم واحتكار للسلطة وقتها.. وجاء حكم الإخوان ليجعلهم يحجمون بشكل كلى عن العمل السياسي وخافوا أكثر مما قد يحدث في مصر وغادرها كثيرون. وتعود سيران فهرام لتؤكد أنهم مصريون صوتوا لصالح الرئيس السيسي في انتخابات الرئاسة، كمصريين يحبون هذا البلد ومثَّل لهم السيسي طوق النجاة. وتتمنى أن يعترف الرئيس السيسي بمذابح الأرمن؛ لأن مصر هي أكبر الدول العربية، لافتة إلى أنهم كانوا ضد حكم جماعة الإخوان المصنفة إرهابية. وأكدت أن معظم الأرمن يعملون كرجال صناعة وأعمال، وتفوقوا في صناعات كثيرة في الإسكندرية فقد برعوا في صناعة المسامير، والجلود والطباعة، والذهب والأزياء، والبسطرمة، وأدخلوا تلك الصناعات إلى مصر واستمروا مسيطرين عليها، بالإضافة إلى الفن والرسم.