أوصى المؤتمر الدولي الخامس للخصوبة والعقم بضرورة الاهتمام بالتعليم والتدريب الطبي المستمر على ما يستجد من تقنيات التشخيص والعلاج، خاصة في مجال الخصوبة والعقم وتأخر الإنجاب والعمل على تجنب أسباب الإجهاض المتكرر في عمليات الحقن المجهري باتباع بروتوكولات التشخيص والعلاج المستحدثة. جاء ذلك في نهاية فعاليات المؤتمر الذي اختتم أعماله اليوم بمدينة شبين الكوم بالمنوفية تحت شعار "تأخر الإنجاب نظرة شاملة لعلاج الزوجين" بتنظيم الجمعية المصرية لرعاية الصحة الانجابية بحضور أكثر من 350 طبيبا وخبيرا عالميا ناقشوا أحدث أساليب علاج تأخر الانجاب وتقنيات الحقن المجهري التي أثبتت كفاءتها معمليا لحدوث الحمل. وأكد الدكتور مدحت عامر، أستاذ الذكورة والعقم بطب قصر العيني، أنه بات من المؤكد علميا الفوائد العديدة للعلاقة الحميمية ومنها حرق السعرات الحرارية وخفض ضغط الدم وتحسين القدرة على الاسترخاء والنوم ورفع كفاءة الجهاز المناعي، فضلا عن زيادة الود والحميمية بين الطرفين وما ينجم عن ذلك من إنتاج السرور والسعادة وتحسين النشوة. وأضاف أن السائل المنوي الناتج عن هذه العلاقة يحتوي على فيتامينات أساسية ومعادن لها تأثير إيجابي وسحري على نضارة الجلد ومقاومة التجاعيد بما يحويه من أحماض أمينية تعمل على تجديد خلايا الجلد، كما ثبت أن للسائل المنوي تأثيره السريع والفعال كمضاد للاكتئاب واعتدال المزاج وتقليل أعراض متلازمة آلام الحيض فضلا عن احتوائه بروتين يساعد على تغيير الجهاز المناعي لبطانة الرحم لتقبل عملية زرع الأجنة وهو ما يمنح فرصا أفضل لتجنب فشل إحداث الحمل المجهري وتقليل نسب حدوث الإجهاض فيما بعد وتقليل وتسهيل حدوث الولادة الطبيعية لاحتوائه على مركبات البروستاجلاندين التي تعمل على تهيئة عنق الرحم، وكذلك يعمل السائل المنوي على تقليل حدوث ما قبل الارتجاع وتسمم الحمل. وأكد عامر، أن الخبراء تناولوا بالبحث والدراسة خلال المؤتمر واحدة من أهم المشكلات التي تواجه نجاح الحمل المجهري الخاصة بزيادة نسبة تجلط الدم لتجنب تأثيرها السلبي على كفاءة انغراس الأجنة في الرحم، موضحا أن انغراس الأجنة في بطانة الرحم يتطلب قدرا كافيا من سيولة الدم ليسمح بامتداد جذور النطاف ونموها بصورة طبيعية. وقال إنه تم اعتماد بروتوكول للتشخيص وعلاج حالات زيادة معدلات تجلط الدم من خلال إجراء بعض التحاليل للنساء اللواتي فشل معهن الحقن المجهري وكذلك في حالات الإجهاض المتكرر وتشمل هذه التحاليل بعض الأجسام المضادة ورصد خلل العوامل غير المرئية للتجلط ليتم على أثر ذلك إعطاء الجرعات المناسبة لكل حالة لاستعادة المعدلات الطبيعية والمطلوبة لسيولة الدم، مشيرا إلى أن هذه التحاليل التشخيصية تتم قبل البدء في تحضير عملية الحقن المجهري الجديدة أو قبل حدوث حمل في حالات الإجهاض المتكرر.