تسأل قارئة: ما هى التقنيات التكنولوجية الحديثة التى تزيد من فرص انغراس الأجنة ببطانة الرحم وإتمام الحمل بإذن الله فى عمليات الحقن المجهرى وأطفال الأنابيب؟ يجيب على السؤال الدكتور رواء مصطفى أستاذ أمراض النساء وعلاج العقم بكلية طب عين شمس زميل الكلية الملكية بلندن قائلا: التشخيص الدقيق للأسباب التى تؤدى إلى عدم انغراس الأجنة ببطانة الرحم يؤدى إلى اكتشافها وبالتالى علاجها بشكل سليم قبل وأثناء عمليات الحقن المجهرى وأطفال الأنابيب، مما يؤدى إلى ارتفاع كبير فى نسب النجاح. ويشير د. رواء أن استخدام المنظار الرحمى يساعد على تشخيص وعلاج الكثير من مشاكل بطانة الرحم والتى تعوق انغراس الأجنة فى بطانة الرحم مثل وجود اللحميات والأورام الليفية الصغيرة، وكذلك التصاقات الرحم الداخلية، أيضا يمكن قياس كمية تدفق الدم فى الشرايين والبطانة الرحمية، l أيضا وعن طريق التحاليل الطبية الحديثة يمكن تشخيص مجموعة من المشاكل الطبية والتى يحدث فيها مجموعة من التجلطات الدموية الصغيرة للشرايين الرحمية مما يعيق سريان الدم لبطانة الرحم . أيضا يمكن تشخيص خلل الجهاز المناعى باستخدام بعض التحاليل الطبية المتقدمة. ويشير الدكتور رواء إلى أن الفترة الماضية شهدت استخدام تقنيات حديثة ومتقدمة للغاية والتى أمكن من خلالها زيادة التصاق الأجنة ببطانة الرحم، وبالتالى ارتفاع نسبه نجاح الحقن المجهرى بشكل كبير من أهم هذه التقنيات الاحتفاظ بالأجنة حتى اليوم الخامس أو السادس بعد مرحلة الأخصاب، حيث إنه من المعروف علميا أن هذه الأجنة تتمتع بدرجة كبيرة من النضج مما يمكنها من الانغراس ببطانة الرحم بعد زرعها، حيث تصل نسبة حدوث الحمل بعد زرعها إلى أكثر من 70% لذا فإن اختيار حضانات الأجنة الحديثة، والتى تساعد على الاحتفاظ بنسبة منخفضة من الاوكسجين بداخلها مما يساعد على نمو الأجنة أو وصولها إلى مرحلة اليوم الخامس أو السادس كذلك استخدام مادة تعرف باسم صمغ الأجنة عند زرعها لداخل الرحم يساعد على حدوث الانغراس بشكل جيد حيث تحتوى هذه المادة على مواد تساعد على حدوث هذا الانغراس. ومن أحدث التقنيات المعملية فى مجال تثبيت الأجنة استخدام الليزر فى تثقيب أو الجدار الخارجى للآجنة قبل إرجاعها لداخل الرحم حيث يساعد ذلك على التصاق الأجنة ببطانة الرحم ايضا . وهناك مواد تستخدم حاليا لتثبيت الاجنة بعد ادخالها للرحم مما يساعد على حدوث الحمل بشكل كبير حيث يؤدى استخدامها إلى زيادة تدفق الدم فى البطانة الرحمية وكذلك زيادة مادة أكسيد النيتريك فى بطانة الرحم واللازم لحدوث الانغراس فى بطانة الرحم وبالمثل فان استخدام عقار الهيبارين والذى يساعد على سريان الدم وتدفقه فى الشرايين الرحمية خاصة فى بعض الحالات التى يقل فيها هذا التدفق. وفى بعض حالات خلل الجهاز المناعى عند الزوجة يمكن إضافة جرعات صغيرة من مادة الكورتيزون إلى العلاج مما يساعد على نجاح التصاق الأجنة ببطانة الرحم عند إرجاعها، ومن أحدث ما توصل إليه العلم أيضا هو طريقة إرجاع الأجنة لداخل الرحم بالموجات الصوتية ثلاثية ورباعية الأبعاد وفى هذه الطريقة يتم ارجاع الاجنة إلى نقطة محددة بداخل الرحم حيث وجد أن زراعة الأجنة فى هذه المنطقة من الرحم يكون مصاحبا بأعلى نسبة لحدوث الحمل، حيث إن قدرة بطانة الرحم على الالتصاق بالأجنة تكون مرتفعة بدرجة كبيرة فى هذه المنطقة من الرحم .
