لم تكتف جماعة الإخوان المسلمين بإنشاء عدد من المواقع والشبكات الإخبارية الإلكترونية والمئات من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر» على شبكة الإنترنت، وشبكات مثل «رصد» الإخبارية، بهدف التحكم فى توجيه الرأى العام سواء بتأييد قرارات الجماعة التى يقوم بإعلانها الرئيس محمد مرسى، أو بتشويه صورة المعارضة وقياداتها أمام الرأى العام، والمعروفة إعلاميا بالخلايا الإخوانية الإلكترونية، والتى يعمل بها عدد كبير من شباب الجماعة ويتقاضون رواتب عالية مقابل ذلك. إلا أن الجديد هو ما كشفته مصادر مطلعة ل»فيتو»، وهو إنشاء الجماعة لإدارة جديدة فى هذا المجال الإعلامى يعمل بها آلاف من شباب الجماعة على مستوى الجمهورية داخل المدن والقرى والمراكز، ومهمتها البحث والتحرى عن تاريخ وسلبيات المرشحين المنافسين للإخوان فى الانتخابات البرلمانية القادمة فى جميع الدوائر الانتخابية، وخاصة مرشحي ورموز «حزب النور» السلفى ومرشحى ورموز «جبهة الإنقاذ الوطنى»، بحيث يتم رصد سلبيات هؤلاء المنافسين واستغلالها فى تشويه صورهم أمام الناخبين، فى محاولة لإضعاف فرص فوزهم فى المعركة الانتخابية، ليعود ذلك بنتائج أفضل على الإخوان والتيارات السياسية المنتمية إليهم، من خلال زيادة فرص فوزهم بعدد كبير من المقاعد للحصول على الأغلبية البرلمانية. وأوضحت المصادر أن الإخوان كانوا يواجهون معارضيهم خلال الانتخابات الماضية بأسلوب عشوائى، إلا أنه مع قوة جبهة المعارضة الحالية، وخاصة بعد تشكيل جبهة الإنقاذ الوطنى التى تضم رموزا سياسية ذات ثقل، وعدد كبير من الأحزاب المعارضة وإعلانها عن خوضها الانتخابات البرلمانية المقبلة، وكذلك بعد الصراع الكبير والمنافسة الشرسة بين حزب «الحرية والعدالة» وحزب «النور» السلفى. وأضافت المصادر أن هذه الإدارة تنقسم إلى عدة فروع، منها فرع جمع ورصد المعلومات السلبية، كمعلومات وصور تثبت علاقة منافسيهم برموز النظام السابق أو معلومات بتورطهم فى قضايا فساد واستغلال نفوذ وغيرها، وفرع آخر يقوم باستغلال هذه المعلومات والمستندات -التى ليست بالضرورة أن تكون سليمة وصادقة - فى نشرها بين الناخبين، سواء من خلال اطلاق الشائعات أو توزيع المنشورات فى القرى وأمام المساجد بالدوائر الانتخابية، خصوصًا أن ليس كل الناخبين مهتمين بالمواقع الإخبارية التابعة لهم وشبكاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، وفرع آخر يقوم بنشر هذه المعلومات عبر المواقع والصفحات الإلكترونية، ويساعد فى هذا الفرع الخلايا الإلكترونية التى تعمل بشكل مستمر فى هذا الإطار، وذلك بهدف التمكن من تشويه المنافسين بأكبر قدر ممكن، وتوجيه الرأى العام ضدهم فى الوقت الذى تتم الدعايا الإيجابية لمرشحى الإخوان بشكل منظم وفعال، وهو الأمر الذى سيترتب عليه انشغال مرشحى المعارضة فى صد الهجوم والتشويه المستمر ضدهم بشكل كبير، وعدم اهتمامهم بالترويج المناسب لهم بالدوائر الانتخابية ومحاولة الوصول للناخب والتأثير فيه. وكشفت المصادر أن أعضاء الجماعة العاملين بالإدارة الجديدة تلقوا تعليمات بالتركيز فى عملهم على مرشحى حزب النور السلفى ومرشحى جبهة الإنقاذ الوطنى، نظرًا لقوة المنافسة معهم، خاصة بعد إعلان حزب النور سعيه للحصول على أغلبية، بعد تردد معلومات حول إمكانية وجود تحالف بين النور وجبهة الإنقاذ.