تناول السيناريست محمد سليمان عبدالمالك، تاريخ وتأثيرات "ألف ليلة وليلة" المختلفة، فى الأدب والثقافات المختلفة سواء في الوطن العربي أو خارجه، وذلك في حلقة اليوم من برنامج "ليل داخلي" على راديو "إينرجي". وأكد عبدالمالك أن "ألف ليلة وليلة" ليست مجرد قصة أو حدوتة وإنما تاريخ حضاري كبير، وأن الكاتب الأرجنتيني الشهير لويس بورخيس قدم محاضرة شهيرة ترجمت للإنجليزية يقول فيها إن محتوى "ألف ليلة وليلة" شاسع ومتسع لدرجة أنه ليس من الضروري أن تكون قد قرأته، موضحًا أن القرون تمضي وما زلنا نسمع صوت شهرزاد وهي تحكي لشهريار. وتابع عبدالمالك أن "ألف ليلة وليلة" هي منبع الحكي وأثرت في الثقافات سواء على مستوى الكتابة الأدبية أو الدرامية، مشيرًا إلى أن القصة الإطارية لشهرزاد وشهريار أصلها ليس عربيًا. أما عن القصة الأصلية، فهي تحكي عن "شاه زمان" الذي يكتشف خيانة زوجته فيقتلها، ويذهب مع أخيه يهيمون في الأرض للبحث عن أسباب ما يحدث في منازلهم من خيانة وهم ملوك، ثم يقابلون ماردا معه صندوق مغلق ب7 أقفال تخرج منه فتاة شديدة الجمال، وتخبرهم أن زوجها حبسها داخل صندوق فقررت أن تخونه مع 500 شخص، فيتعجبون من كيد النساء، ليقرر شهريار أن يتزوج من كل يوم امرأة وحين يطلع النهار يقتلها. وجاءت ابنة وزير شهريار المقرب، وهي شهرزاد لتقرر أن تفدي فتيات المملكة، وأن تصبح زوجة الملك شهريار الجديدة، وتواجه بعض الاعتراضات من أهلها وتصر عليه، ومن أول ليلة تدخل مخدع الملك شهريار تبدأ في حكي قصة تنهيها عند جزء مشوق، بحيث يتركها على قيد الحياة، وفي اليوم الثاني تعاود الكرة ويبقي عليها حية حتى تستكمل قصتها. وقال عبدالمالك إن "ألف ليلة وليلة" أثرت بشكل كبير فى أدب الرعب، ففيها موتى أحياء ووحوش ومسوخ وشياطين هي عناصر تثير الرعب وتبنى عليها الدراما المرعبة، وأن تيمة البيت المسكون من أشهر تيمات الرعب، وهي مستقاة من إحدى قصص ألف ليلة وليلة وهي قصة "على المصري". وكشف أن "لافكرافت" من أهم كتاب الرعب في أمريكا، وهو الكاتب الأكثر تأثرًا ب"ألف ليلة وليلة"، وأن عددًا من الكتاب العرب تأثروا بها وكتبوا أعمالا مستوحاة منها، مثل طه حسين الذي كتب "أحلام شهرزاد" وتحول لعمل درامي إذاعي، بالإضافة إلى "القصر المسحور" وهو عمل مشترك بين طه حسين وتوفيق الحكيم، وهو تخيل لدخولهما عالم "ألف ليلة وليلة" ويمزج بين الواقع والخيال. وأضاف أن نجيب محفوظ كتب "ليالي ألف ليلة"، ووضع بصمة عظيمة على عالم شديد الزخم، ويحتوي على كم من المشاعر والصور الخيالية العظيمة، حيث تخيل أن شخصيات العمل موجودة في مدينة بالفعل، وبدأ يرصد التفاعلات بينهم، هذا بالإضافة إلى الأديب السوداني الطيب صالح، الذي كتب رواية "بندر شاه"، وهي مأخوذة من أجواء "ألف ليلة وليلة". وقال عبدالمالك إن "ألف ليلة وليلة" دخلت المحاكم مرتين، الأولى في التسعينات حين حوكم الناشر محمد رشاد وطلب أحد ضباط الشرطة بحرق الكتب في ميدان عام وقد حصل رشاد والكتاب على البراءة، والمرة الثانية في 2010 حين اتهم محاميان رئيس هيئة قصور الثقافة ورئيس تحرير السلسلة والكاتب جمال الغيطاني بنشر كتاب يتضمن ألفاظًا بذيئة، وطالب المحاميان بمصادرة الكتاب وعقاب المسئولين عن نشره، إلا أن القضاء أمر ببراءة الكتاب.