العاشق ، (شهريار) ذاك الملك المغوار , الذي كان وديعا قبل ان يصبح جبار ، و قبل ان يهزم كبريائه و ينهار ، معلنا الحرب على نساء الدنيا و مطبقا للحصار . حكم ايران ،بلاد ساسان ، حتى حدود الهند و حدود الصين ، بلاد التنين . كان لشهريار اخا اصغر يدعى ( شاه زمان ) ، يحكم اقليم سمرقند ناعما بحياة هادئة ، مع زوجته، حلوه الملامح جميلة القد ، و ذات يوم اشتاق (شهريار) لاخيه المغوار فدعاه ، لعاصمة ملكه و قصره الحاكم ، رفضت زوجة (شاه زمان ) مرافقته ، و تعللت بما يمنع مصاحبته ، فانطلق الامير الصغير ،مسافرا سفره الكبير ، لكنه نسي هديته لاخيه و عاد يأخذها من حيث خبأها ، حينها وجد زوجته في مخدعه مخبئة له مفاجئتها !! عبدا من عبيدة تخونه معه ، تسمر الامير بمكانه، ثم اجهز عليهما قتلا ، و حمل معه حزنه و المه مكملا سفره ، وصل قصر اخيه ، صامتا ، محملا بالهدايا و الهموم و الأسرار . رأى (شهريار) اخاه معتلا حزينا و لم تفلح الرقصات و الحفلات في التسرية عنه ، حتى امر ان تعد الرحال و العبيد و البغال ، الى الغابه الملكيه ، حيث الصيد و اللهو و التسليه ، استجاب (شاه جيهان) لعرض اخيه المملوء حنان. في الليله الاولى يفتح ( شاه زمان) نافذة القصر الصيفي ، لينسى أحزانه و وجعه الخفي ، لكنه يرى أحزانا جديدة بانتظاره و تتهئ لاستقباله، فقد رأى مجون جواري و عبيد و من بينهم زوجة اخيه الملك التليد و تتكرر ذات الصورة التي رأى عليها زوجته ، لكن هذه المره بطلة الخيانه هي زوجة اخيه . يعود و يخبر اخاه بالخبرين ، يجن الاثنان ، ماذا يفعلان ، و بعد قتل الخونه !! شهريار ذاك الأسد المجروح لم يكتف بما اكتفى به اخيه ، من قتل الخيانه و اصحابها ! بل أعلن الانتقام على الدنيا و نساءها ! الخيانه عند الكرام من ابشع الآثام ، و لا يستسهلها الا خسيس النفس ، عديم الحس ، او احد اللئام . مازال (شهريار) يزأر غضبا، و قهرا و ألما ، صارخا :" ان أتوا لي بأجمل عذارى البلاد " و ليقام في كل يوم عرس كبير خطير ، تطير في صبيحته و رأس عروس غرير ، قبل ان تخونه العروس و على الإخلاص تدوس ! مرت الليالي ،و (شهريار) لازال ينتقم و لم تطفئ نار حقده على حواء و بناتها !! لم يثأر لشرفه و كرامته بعد ، لم يتبقى اي فتاه بالمدينه ! الا ابنه الوزير جعفر ، كبير الوزراء و امين السر و رئيس الخزينه . (شهرزاد) التي لم يخلق مثلها بين العباد ، جميله الهيئة كامله العقل ، ربيبة بيت الوزاره و الحكمه و الجساره ، جليسة الكتب و الدواوين ، و العلم المتين ، ترجت اباها ، ان يسلمها بنفسه عروسا للملك ، ارتجف الاب ، الذي كانت مهمته على مدار سنوات مضت ، اطعام لهيب حقد شهريار ، و الاشراف على اعدام العرائس يوميا ، بعد ليله الزفاف (الاولى و الاخيرة) ، فجع (جعفر) ولكن ما باليد حيله ، امام اصرار (شهرزاد) و وعدها اياه بانها لن تموت ، لم يملك الاب ، الا القبول و التسليم و الاذعان لامر غير معقول و لا مقبول . كانت ليلة الزفاف ، في بيت رئيس الوزراء مأتما ، الكل يبكي و (لشهرزاد) مودعا ، جاءت اخت العروس الصغرى ( دنيا زاد ) ، تتمسح بأختها تريد ان تملئ ناظريها منها ، قبل مفارقتها للأبد ، تبكي (دنيا زاد) بحرقة الم يزداد ، فتطلب منها (شهرزاد ) التوقف و حسن التصرف ، و ترجوها ان تأتي لزيارتها كل مساء ، لتطلب منها امام الملك ان تحكي قصه ، و لكن ايكون للمساء مساءات تاليه ، بقصر الملك قاتل النساء! تزف (شهرزاد ) على مليكها و جلادها ، و تأتي على الموعد اختها ، و يكون حاضر اللقاء (شاه زمان) ، الذي باحزانه هو هائم حيران ، و تطلب (دنيا زاد ) من اختها امام الملأ ، سرد قصه من قصصها ، و يسمح (شهريار) بعد إلحاح الجميع بالسماع ، و تشخص العيون بشهرزاد و يبدأ الانبهار ، ينام الملك الذي بالغضب قد هلك ، و يذهب السياف قبل قطع الرقاب، و يأتي الصباح مختلفا باسما .