حكايات الف ليلة وليلة مرتبطة بشهر رمضان الكريم بما تحمله من ذكريات جميلة رسمتها ريشة الخيال علي ذاكرة طفولتنا ونحن صغار نلتف حول المذياع مع صوت الراحلة زوزو نبيل هامسة : بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد: أن الملك شهريار .. ويسود الصمت من حولنا وتتفتح آذاننا وتستيقظ أرواحنا قبل عقولنا لنستمع إلي حكاية الليلة من ألف ليلة وما تنتظره شهرزاد من مصير لو لم تكمل حكايتها!..وجاء رمضان هذا العام ولم تظهر شهرزاد ولا لياليها !!،اختفت في زحمة مارثون المسلسلات المليونية الجنيهات التي تمطر علي اصحابها ذهبا !! ، وتركت خيالنا عاريا من المغامرات والأحلام . ظل كتاب ألف ليلة وليلة مفقود الأصل ! مجهول المؤلف، وزمانه مبهم وغامض، ولم يبق إلا الدراسات التاريخية التي تقول إن أول من ذكر هذا الكتاب كان المؤرخ المسعودي في كتابه "مروج الذهب" ، والبعض يرجع إلي أن حكاياته منقولة ومترجمة من اللغة الفارسية أو الهندية أو الرومية والبعض ذهب به إلي المصريين القدماء لكن أغلبهم أجمعوا علي أنه مأخوذ من كتاب "هزار أفسانه" المدون باللغة الفارسية و"هزار" تعني بالعربية "ألف" و"أفسانه" تعني خرافة أي أن الكتاب عنوانه "ألف خرافة" والناس أطلقت عليه ألف ليلة وليلة، وهو يحكي قصة الملك الذي خانته زوجته فقرر أن ينتقم من كل نساء مملكته بالقتل بعد أن يتزوج كل ليلة عروساً منهن، وعندما علمت شهرزاد ابنة وزير دولته بحكايته، طلبت من أبيها أن يزوجها شهريار، ووسط مخاوف الأب وإصرار الابنة تم الزواج، وكانت شهرزاد تتمتع بثقافة واسعة و دراية بكل ما يدور في بلاد الهند والسند وقصص الملوك والحكام وخيال واسع ، استطاعت أن تنسج قصة كل ليلة لشهريار وتنجو من القتل بعد ان يأمر شهريار تأجيل قتل شهرزاد إلي الليلة التالية واستمرت ألف ليلة! ومهما كان من أمر كتاب ألف ليلة وأصله وفصله إلا أنه من نتاج مخيلة الشعوب الشرقية ولا يستطيع أي كاتب غربي أن يدعي أنه صاحب هذا المؤلف الذي طاف الدنيا وتمثلت فيه كل فنون سحر الشرق وترجم إلي معظم لغات العالم! لمصلحة من؟ تم تجاهل شهرزاد وحكاياتها التي عشقناها صغارا وكبارا؟ إن تراثنا الأدبي القديم يمتلئ بكنوز ثمينة من الأفكار والحكايات التي يمكنها الإجابة علي عشرات الأسئلة التي تطرح في زماننا الحالي ولا نجد لها إجابة!