سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس العاشر للجزائر على فراش المرض.. بوتفليقة.. دخل الحياة السياسية فى مراحل الثانوية.. لقب بالرئيس المستورد.. فضائح المال العام والمحاباة لاحقت فترته الأولى.. وتعرض لمحاولة اغتيال فى 2007
يخضع الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة لفحوصات طبية بمستشفى "فال دو جراس" العسكرى بالعاصمة الفرنسية باريس بعد الجلطة الدماغية التى تعرض لها مساء أمس، السبت. وقالت مصادر فرنسية إن الرئيس الجزائرى قد وصل إلى مطار بورجيه فى باريس الليلة الماضية ونقل على الفور تحت حراسة عسكرية إلى مستشفى فال-دو-جراس العسكري، التى تستقبل غالبا شخصيات فرنسية وأجنبية رفيعة المستوى. ويعد بوتفليقة الرئيس الجزائرى العاشر منذ تكوين الجزائر والثامن منذ استقلال الجزائر وأطول رؤساء الجزائر حكما, ولد بوتفليقه فى مارس عام 1937 بتلمسان وقضى شبابه فى مدينة وجدة بالمغرب حيث كان عمل والده, ودخل مبكراً الخضم النضالى من أجل القضية الوطنية, ودخل إلى الحياة السياسية فى مراحل الثانوية فى المغرب عن طريق اتصاله بحزب الاستقلال, والتحق بعد نهاية دراسته الثانوية بصفوف جيش التحرير الوطنى الجزائرى وهو فى 19 من عمره عام 1956 . وأنيط له بمهمتين بصفته مراقب عام للولاية الخامسة الأولى عام 1958 والثانية عام 1960, ليمارس بعدها مأمورياته ضابطا فى المنطقتين الرابعة والسابعة بالولاية الخامسة, والحق بعدها بهيئة قيادة العمليات العسكرية بالغرب وبعدها بهيئة قيادة الأركان ثم بهيئة قيادة الأركان العامة قبل أن يتم وفده عام 1960 إلى حدود البلاد الجنوبية لقيادة جبهة مالى. وفى عام 1961 انتقل بالسر إلى فرنسا وذلك فى إطار مهمة الاتصال بالزعماء التاريخيين المعتقلين بمدينة أولنوا, وبعد إعلان الاستقلال عام 1962 تقلد العضوية فى أول مجلس تأسيسى وطنى , وتولى بعدها مباشرة وزارة الشباب والسياحة، وفى عام 1963 عين وزيراً للخارجية الجزائرية. وتم انتخابه من طرف مؤتمر حزب جبهة التحرير الوطنى لعضوية اللجنة المركزية والمكتب السياسى عام 1964، بالإضافة إلى أنه شارك بصفة فعالة فى التصحيح الثورى حيث كان عضواً لمجلس الثورة تحت رئاسة الرئيس هوارى بومدين, كما أنه جعل منصب وزير الخارجية منبراً للدفاع عن المصالح المشروعة للجزائر ومناصرة القضايا العادلة بإفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وجزر القمر والموزمبيق وأفغانستان وجمايكا وقارة انتراكتيكا والقطب الشمالي, ومن أهم أهدافه بعد تولى هذا المنصب الاعتراف الدولى للحدود الجزائرية وتنمية علاقة حسن الجوار مع البلدان المجاورة, عمل على النداء للوحدة العربية بمناسبة قمة الخرطوم عام 1967 , كما انه عمل على إفشال الحصار ضد الجزائر بمناسبة تأميم المحروقا، نادى على تقوية تأثير منظمات العالم الثالث والعمل لتوحيد عملهم خاصة بمناسبة انعقاد قمتى منظمة ال77، ونادى للاعتراف بالجزائر كناطق باسم بلدان العالم فى مناداته بنظام دولى جديد. انتخب بالإجماع رئيساً للدورة التاسعة والعشرين لجمعية الأممالمتحدة، وكذلك بالنسبة للدورة الاستثنائية السادسة المخصصة للطاقة والمواد الأولية التى كانت بالجزائر، وطوال فترته بالحكومة قام برسم الاتجاهات للسياسة الجزائرية فى جميع المجالات . وعقب وفاة الرئيس الجزائرى السابق هوارى بومدين , كان هو الهدف الرئيسى لسياسة محو آثار بوميدين, حيث أرغم على الابتعاد عن الجزائر لمدة ست سنوات, وعاد إليها مرة أخرى 1987 وكان من أبرز موقعى وثيقة 18 التى تلت أحداث أكتوبر عام 1989 , وشارك بعدها فى مؤتمر حزب جبهة التحرير الوطنى وانتخب عضواً للجنة المركزية، وتم اقتراح اسمه لشغل منصب وزير مستشار لدى المجلس الأعلى للدولة وأيضا ممثل دائم للجزائر بالأممالمتحدة ولكن الاقتراح تم رفضه، كما أنه رفض منصب رئيس الدولة نظراً لخلافه حول ميكانزمات تسيير المرحلة الانتقالية. وترك الجزائر لفترة معينة بالإمارات وعاد بعدها معلناً نيته دخول المنافسة الرئاسية عام 1998 وفى يوم الانتخابات انسحب جميع المنافسين بحجة دعم الجيش وتزوير الانتخابات وهو ما جعله لقب فى الأوساط السياسية بالرئيس المستورد, ورغم فوزه بالرئاسة إلا أن شعبيته لم تكن كبيرة. وفى فترة رئاسته الأولى كان هناك العديد من مشاكل سياسية وقانونية ومشاكل مع الصحافة وخرق حرياتها لصالح الصحفيين والحقوقيين, وأيضا فضائح المال العام مع بنك الخليفة وسياسة المحاباة فى الحقائب الوزارية والصفقات الدولية المشبوهة وقام أيضا بمواصلة بناء اتحاد المغرب الأوروبى . وفى فترة ولايته الثانية حصل على 85% من الأصوات, وفى نوفمبر عام 2005 أصيب بأزمة صحية خطيرة حيث كان مصابا بقرحة معدية, تعرض لمحاولة اغتيال عام 2007 كانت عبارة عن انفجار قنبلة ولكنه نجا من الحادث, أعيد انتخابه مرة أخرى فى ابريل عام 2009 بنسبة 90% , كما أنه حصل على شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة بكين.