يبدو أن الحكومة الإخوانية برئاسة الدكتور هشام قنديل تسير علي نهج حكومة الحزب الوطني والمخلوع، حيث بدأت الحكومة الحالية اتخاذ الخطوات التنفيذية لنقل ما يعرف بمربع الوزارات بمنطقة وسط البلد، وتطوير المنطقة.. وقامت بعرض مخطط المشروع علي مجلس الوزراء علي أن يتم البدء فيه بنقل كل من وزارات الداخلية والإسكان والإنتاج الحربي وأيضا التعليم، موضحة أن الهدف من وراء هذا المشروع هو حل مشاكل الحركة والمرور بمنطقة قلب القاهرة، وخلق محاور لحركة المشاة وربطها بالمحاور الخضراء. الفكرة ليست بجديدة، ولكنها تعود إلي ما يقرب من 30 عاما عندما تم إنشاء مدينة السادات بهدف أن يصبح مقرا للوزارات في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وبالفعل تم إنشاء مجمع للوزارات بها، ومقره الحالي هو جامعة السادات ولكن سرعان ما اختفت الفكرة عقب وفاة السادات. وتجددت الفكرة مرة أخري في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك، عندما أعلنوا عن نقل مربع الوزارات، هذه المنطقة تقع بوسط القاهرة مابين شارعي قصر العيني والشيخ ريحان شمالا، وشارعي نوبار شرقا والمبتديان جنوبا. أعد الدراسة مركز استشارات البحوث والدراسات العمرانية بكلية التخطيط الإقليمي والعمراني جامعة القاهرة، بناء علي تكليف من الأمانة العامة لمجلس الوزراء السابق.. الدراسة كانت تهدف إلي الحفاظ علي القصور التاريخية، لأن هناك العديد من المباني التي تشغلها الوزارات لها قيمة تاريخية مثل مبني الهيئة العامة للتخطيط العمراني، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الإنتاج الحربي بناها سابقا بنات الخديوي إسماعيل، وكانت تسمي هذه المنطقة سابقا بالناصرية والمنيرة، أنشئت عام 1928 عند بناء البرلمان وتحولت هذه القصور إلي وزارات لتكون قريبة من مجلسي الوزراء والشعب، وبعد قيام ثورة يوليو 1952 زادت مركزية الحكم وتضخمت معها الإدارات الحكومية، وتم البناء علي حدائق هذه القصور واكتظت بالموظفين المعينين وبحركة الجمهور الساعي لحل مصالحه. وكان هذا المشروع مبنيا علي أساس إيجاد رئة خضراء بحدائق مفتوحة للجمهور تحيط بها وتتداخل معها المباني التاريخية بعد تحويلها إلي أنشطة ثقافية كمتاحف ومعارض، حيث تكون فرصة لإثراء الحياة الثقافية المجمعة في مكان واحد، بالإضافة لإعطاء البعد الجمالي والعمراني لوسط القاهرة، ولهذا تم إخلاء الموقع وإزالة كثير من المباني وتحويلها إلي فراغات وحدائق حول هذه القصور، مع ربط هذه الفراغات بعديد من مسارات الحركة للمشاة، ومسارات خضراء، وامتدت الفكرة أيضا لتشمل ميدان التحرير وكورنيش النيل والمتحف المصري كدراسة كاملة. وتعود مشكلة مربع الوزارات إلي ضمه للعديد من الأنشطة الكثيفة والمتنوعة نظرا لاكتظاظه بالمباني المقامة فيه مثل مجلس الشعب والوزراء وعدد من الوزارات، وأن متطلباتها الأمنية والمرورية تتسبب في غلق الشوارع وتؤثر بالسلب علي سيولة المرور وتؤدي إلي اختناقات مرورية عدة، وأيضا وجود إدارات ومصالح أخري في هذه المنطقة ترتبط بالجمهور الذي يتردد عليها من خارج المنطقة بحركة كثيفة، مما يتسبب أيضا في اختناق المرور والتلوث البيئي من عوادم السيارات والأتربة، ولكن تم إسقاط حكومة ونظام مبارك وأهملت الفكرة مرة أخري، نظرا لأن الفكرة كانت ضمن مخطط جمال مبارك المعروف باسم القاهرة 2050. وعادت مرة أخري الفكرة، حيث قامت حكومة قنديل بمناقشة خطوات تنفيذ مشروع جمال مبارك لتفريغ وسط القاهرة بهدف تخفيف العبء المروري، ويتم نقلها إلي مدن جديدة ك 6 أكتوبر والقاهرة الجديدة، علي أن يتم التعامل بين وزارات الحكومة بشبكة الإنترنت، وهو ما يفعل فكرة الحكومة الإلكترونية، ولكن تصطحب هذه الفكرة مشكلة هي إرهاق المواطن.