ذكرت بلبيس فى التوراة باسم «جاشان», وكان اسمها القبطى«becok» ، أما اسمها المصرى فهو «bilbio» يعتقد الكثيرون أن مدينة بلبيس دخلت التاريخ بعد الفتح الإسلامى لمصر بقيادة عمرو بن العاص , غير أن تاريخ المدينة العريقة يعود إلى مصر القديمة , فمنها عبر الأنبياء , وشهدت أرضها اللقاء الذى جمع يعقوب النبى بابنه يوسف عليه السلام بعد فراق دام لبضع وأربعين عامًا ، وهى القصة التى ورد ذكرها فى قوله تعالى: واسأل القرية التى كنا فيها والعير التى أقبلنا فيها وإنا لصادقون. وقد ذكرت بلبيس فى التوراة باسم «جاشان», وكان اسمها القبطى«becok»، أما اسمها المصرى فهو «bilbio» وكانت تقع بين عين الشمس وبين بسطة, فى الصحراء الشرقية، وورد فى كتاب «المسالك» لابن حوقل أنها من مدن مصر, وفى «صبح الأعشى» : أنها مدينة متوسطة بها المساجد والمدارس والأسواق, وهى محطة رحال الدرب الشامى, وهى « قصبة الحوف» أى قاعدة إقليم الشرقية, وبها والى الحرب وبها جوامع ومدارس وأسواق وفنادق وبساتين ونخيل, وهى مسورة ويمر بها نهر النيل أيام زيادته, وقد كانت مدخل العرب إلى مصر عند الفتح الإسلامى, فقد وقفت فى الرومان وفتحت ذراعيها لاستقبال جنوده حتى يخلصوا مصر من ظلم الرومان, وقد بنى بها مسجد «سادات قريش», وهو أول مسجد فى أفريقيا، وفى عام 1871م سميت «مركز بلبيس», وكانت تسمى «بيس» ثم أضيف إليها «بل» فأصبحت بل بيس ومعناها «القصر الجميل». المدينة خسرت فى مؤامرات السيطرة على الوزارة الفاطمية, ففى عام 1164 حوصر القائد الفاطمى أسد الدين شيركوه فى بلبيس من قبل شاور وأمالريك الأول ملك القدس الصليبى لمدة 3 أشهر, وفى عهد ما بعد ثورة يناير كانت بلبيس أول من وقفت فى مواجهة جماعة الإخوان المسلمين رافضة محاولاتهم للسيطرة على مفاصل الدولة، وبها خسر الرئيس الحالى محمد مرسى أغلب أصوات أبنائها، فاثناء زيارة الرئيس لمحافظة الشرقيةمسقط رأسه كان لابد من المرور من بوابة بلبيس إلا أن أبناء قرية «أولاد سيف» قطعوا الطريق ومنعوه من المرور وأجبروه على التراجع وسلوك طريق أبو حماد البديل, وكانت هذه الصفعة الاولى للإخوان, ثم توالت المناوشات عندما تدخل القيادى الاخوانى المعروف عضو مجلس الشورى الحالى الدكتور أمير بسام النجار وحصل على موافقة من المحافظة بتخصيص قطعة أرض مساحتها أربعة آلاف متر مقابل مائة جنيه للمتر لصالح شركة شرق الدلتا لإقامة موقف لها يربط المدينة بمدن ومراكز المحافظة المختلفة, وتصدى له شباب المدينة يوم الافتتاح وأحرقوا مقر الشركة وطردوا اللواء أحمد فيصل سكرتير عام محافظة الشرقية وأعلنوا وفاة هذا المشروع. وقوبل تعيين عبد الرحمن الديبة -الاخوانى المعروف- رئيسًا لمركز ومدينة بلبيس برفض شديد من جميع القوى السياسية بالمدينة وعلى رأسها أحمد حسونة سكرتير عام حزب الوفد بالمدينة, وأحمد سرور أمين التيار الشعبى, ودارت مناوشات عدة بعد تدهور أوضاع المدينة وتأخرها عن الركب مع عجز كامل لرئيسها عن إدارة شئونها, ونظم شباب القوى السياسية عدة وقفات احتجاجية لإقالة رئيس المدينة ,حتى انتهى الامر بمحاصرة مكتبه وإلقاء القمامة داخله, وأعلنت المدينة العصيان المدنى حتى يرحل الديبة الذى توجه للمحافظ المستشار حسن النجار وأخبره بما حدث, وبعد أقل من أسبوع كانت الاستجابة لعصيان أهالى بلبيس بنقل رئيس المدينة إلى مدينة القرين وقدوم فخرى السيد لرئاسة مدينة بلبيس وسط حفاوة من أبنائها بانتصارهم على الإخوان.