في العدد رقم 53 ، انفردت فيتو بتفاصيل الصفقة المشبوهة بين جماعة الإخوان المسلمين والسلطة الحاكمة في ليبيا لبيع أحمد قذاف الدم؛ المنسق السابق للعلاقات المصرية الليبية، وأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة للميليشيات المسلحة التي حكمت الجماهيرية عقب سقوط نظام معمر القذافي، مقابل الحصول على مبالغ مالية تساعد الجماعة على تجميل صورتها فى ظل تراجع واضح للأوضاع الاقتصادية منذ وصول مرشحها إلى سدة الحكم. ونصت الصفقة طبقا لما حصلنا عليه من معلومات وقتها، على بيع أحمد قذاف منسق العلاقات المصرية الليبية السابق، وبعض المسئولين الليبيين السابقين فى مصر للنظام الليبى الحاكم حاليا، مقابل حصول الحكومة المصرية على 3 مليارات دولار، وأن هذه الصفقة تمت تحت الإشراف المباشر لنائب مرشد الإخوان المسلمين المهندس خيرت الشاطر. الزيارة الرسمية التى قام بها الوفد الليبى، الذى ضم محمد المقريف - رئيس المجلس الانتقالى الليبى- وأعضاء فى الوفد، جاءت فى محاولة للضغط على النظام المصرى الجديد، من أجل الحصول علي رجال نظام معمر القذافي، وكذا التفاوض على الأموال والشركات القائمة فى مصر وكانت تابعة لهذا النظام. ورغم أن قيادات بارزة فى جماعة الإخوان ردت على ما نشرناه بالتأكيد على أن القبض على قذاف الدم مسألة قضائية بحتة بعيدة عن أى صفقات سياسية، ونفيهم وجود أي صفقة بين الجماعة والنظام الحاكم في ليبيا حول تسليم أذناب نظام معمر القذافي، ودخول مجلس الوزراء على خط النفى، وتأكيد السفير علاء الحديدي المتحدث الرسمي باسم المجلس على أنه لا توجد أى صفقات سياسية بين مصر وليبيا لتسليم قذاف الدم إلا أن ما جرى من أحداث بعد ذلك، أثبت صدق ما نشرناه.. فقد أعلن السفير الليبي فى القاهرة أن بلاده تتخذ حاليا إجراءات، وضع وديعة تقدر ب «2 مليار» بفوائد بسيطة، فى البنك المركزى المصرى، مشيرًا إلى أن بلاده تسعى بكل قوة لمساعدة مصر فى حل أزمة الوقود التى تمر بها حاليا، ومناقشة الحلول المتاحة والتى من بينها إمداد القاهرة باحتياجاتها من الوقود خلال الأيام المقبلة. تصريحات السفير الليبى فى مصر محمد فايز جبريل، جاءت بالتزامن مع إعلان النائب العام المصرى، تسليم عدد من رموز النظام الليبى السابق الذين أُلْقِى القبض عليهم فى البلاد مؤخرا، على رأسهم أحمد قذاف الدم وهو ما يؤكد وجود صفقة بالفعل بين البلدين.. وقد كانت مصر على مدى تاريخها حضنًا دافئًا لكل من يستجير بها، وأصبحت فى عهد الإخوان تبيع أغلى ما لديها بلا ثمن، حتى لو قدرت الصفقة بمليارين من الدولارات!!..