"قوم يا مصري صبح الصبح فتاح يا عليم، ياواش ياواش يا مرجيحة، ويهون الله يعوض الله"، هذه الكلمات وغيرها يرددها الشعب المصري، وحفظها في وجدانه، ومؤخرا تضمنتها دفتي كتاب أصدره الدكتور نبيل بهجت "بديع خيري.. الأعمال الشعرية الكاملة". وحفظ بديع خيري القرآن الكريم كاملا في الكتاب، وحصل على دبلوم المعلمين، وثقف نفسه بنفسه فانصهر في مقاهي الجمالية والإمام الشافعي يستمع إلى ما ينشده شاعر الربابة من السير والأشعار. ويقول بديع خيري عن المقاهي: «هي مدرستي الأولى في التأليف المسرحي، حتى لهجات البلاد العربية عرفتها وحفظتها في هذه المقاهي، حين كان يتردد عليها أبناء هذه البلاد الشقيقة الذين يدرسون أو يتاجرون أو يسيحون في القاهرة». يقول نبيل بهجت: «عاش بديع مرارة الاحتلال فانتسب للحزب الوطنى منذ صباه، ونشر أول قصيدة في جريدة الحزب الوطنى بعنوان (عقيدة الحرب) ووقعها باسم "ابن النيل"». وكانت القصيدة الثانية في جريدة المؤيد بمناسبة اختيار الشيخ على يوسف رئيسا لجمعية الهلال الأحمر بعد تكوينها. عمل خيري في بدايته الأولى مترجما في شركة التليفونات ثم ألحت عليه هواية نظم الزجل، عندما دخل المونولوج المسارح وكان يلقى بين الفصول. كتب أول مونولوج للمونولوجست فاطمة قدري ومطلعه (ليلة العيد كنت مخدر.. في ميدان عابدين ماشى اتمختر) وبهذا المونولوج دخل بديع عالم المسرح. في عام 1919 وقع معه نجيب الريحاني، عقدا كمؤلف لفرقته فقدم استعراض "على كيفك"، "ياواش ياواش"، "رن" و"قولوله". أصدر عدد من الدوريات الخاصة بالزجل نشر فيها معظم قصائده باسم مستعار أو بدون توقيع مثل السيف، المسامير، الفكاهة، المصيدة، المطرقة، الكشكول، العروسة، الفارس، الراديو والإذاعة المصرية. من القصائد التي كتبها بديع خيرى "البزرميطات" ووقعها باسم "أبو فصادة، وقصيدة "انزلي" ووقعها باسم أبو جلمبو، ويقول فيها (إني امرؤ بزرميط.. آمنت بالقرع دينا) وهو صاحب المقولة الشهيرة (الحال في مصر أصبح بزرميطا). ومن قصائده التي غناها ولحنها سيد درويش "دنجي دنجي"، "هز الهلال يا سيد بركاتك لجل نعيد"، "يهون الله يعوض الله" وأغنيته العبقرية "الحلوة دى قامت تعجن في الفجرية "لسيد درويش، وأغنية "لي عشم وياك يا جميل" التي غناها ولحنها محمد فوزي، وأغنية "ياخارجة من باب الحمام وكل خد عليه خوخة " لمحمود الشريف.