مناظرة يتوقع أن يتابعها نحو عشرين مليون شخص، بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومنافسها الاشتراكي مارتن شولتس. الاختلاف الشديد في الطباع وطريقة عرض الأفكار، يزيد من الترقب للمناظرة. تواجه أنجيلا ميركل هادئة الأعصاب، خصمها حاد الطباع مارتن شولتس، الأحد في مناظرة تليفزيونية ستشهد صدام شخصيتين وستشكل الفرصة الأخيرة للاشتراكي الديمقراطي قبل الانتخابات. وعنونت صحيفة هاندلسبلات هذا الأسبوع معلقة على رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إنها "فرصته الأخيرة" لقلب التوجه السلبي قبل انتخابات 24 سبتمبر. ويبقي المحافظون بزعامة المستشارة على تقدم 15 نقطة في مختلف استطلاعات الرأي على الاشتراكيين الديمقراطيين، وتشير جميع التوقعات إلى فوز ميركل بولاية رابعة، لتحقق بذلك رقما قياسيا من حيث مدة بقائها في السلطة في ألمانيا ما بعد الحرب، فيما لو أكملت ولايتها القادمة حتى النهاية. مناظرة الغد، التي ستستمر ساعة ونصف وتنقلها الشبكات التليفزيونية الأربع الكبرى، ستكون الوحيدة خلال الحملة الانتخابية، ومن المتوقع أن يتابعها ما لا يقل عن عشرين مليون مشاهد، أي ثلث الناخبين. وفي مواجهة أنجيلا ميركل (63 عاما)، ابنة القس البروتستانتي في ألمانياالشرقية سابقا، والعقلانية إلى أقصى الحدود التي تزن كلامها على الدوام بأدق ما يكون، يبدو سياق التليفزيون مواتيا أكثر لرئيس البرلمان الأوروبي السابق المعروف بطلاقته في الكلام والذي يصغرها سنتين. فهو المولود في ألمانياالغربية الكاثوليكية، يعرف عن نفسه بأنه "رجل الشعب" وهو يبدي حرارة وحفاوة ويحرص على التذكير دائما بأنه مدمن كحول سابق أقلع عن إدمانه وبأنه بدأ حياته المهنية كبائع كتب. من جهتها أعربت نقابة الصحفيين الألمان عن "دهشتها" إذ لاحظت أن ميركل "تريد بوضوح أن تملي على الشبكات التليفزيونية كيفية إدارة المناظرة التليفزيونية". وأقر رئيس تحرير شبكة "زد دي إف" بأن المستشارة هددت بعدم المشاركة إذا ما رفضت شروطها. ولا يمكن أن يكون الاختلاف أوضح بين المرشحين على صعيد الأسلوب كما على صعيد الموقع في الحملة الانتخابية. وهو ما أبرزته الأسبوعية "دي تسايت" في رسمين نشرا بحجم عريض، تظهر في إحديهما أنجيلا ميركل باسمة الوجه في شخص الملكة الأبدية الواثقة من نفسها، جالسة على عرش يحمل شعار النسر الالماني. بجانبها، يظهر مارتن شولتس وجهه محتقن ويتصبب عرقا، وهو يرتدي بدلة عمّال ويجهد لنشر مقعد منافسته. وباتت المستشارة معتادة على مواجهة المنافسة والمعارضة، وهي تبقى متمسكة باستراتيجيتها القاضية بالحفاظ على هدوئها في وجه المصاعب والتركيز على حصيلتها منذ وصولها إلى السلطة عام 2005، مع تحقيق نسبة بطالة متدنية تاريخية في ألمانيا. وبعدما شكلت خطرا عليها إثر تدفق أكثر من مليون طالب لجوء إلى البلاد في 2015 و2016، تراجعت مسألة الهجرة إلى المرتبة الثانية بين اهتمامات الناخبين. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل