تسللت مشاعر هادئة إلى قلوب جمهور المسرح الروماني نتجت عن الأشعار الصوفية المغناة التي قدمها المبدع عامر التوني وفرقته المولوية المصرية خلال الحفل الذي أقيم مساء أمس الثلاثاء، ضمن فعاليات مهرجان الأوبرا الصيفي بالإسكندرية. ولدت الفرقة حالة روحانية مرصعة بالخشوع والتضرع إلى الله وحققت السكينة للحاضرين الذين ارتحلوا في جولة بين أبيات تناولت العشق الإلهي وحملت معانى سامية لامست وجدانهم لكل من ابن الفارض ورابعة العدوية والشيخ أبو العزائم وغيرهم من المتصوفة. كما استمتع الحاضرون برقصات التنورة العريقة التي صاحبت بعض الفقرات ونالت إعجاب وثناء الجميع وأداها العارضون بحرفية شديدة، كما ظهر باقى زملائهم بملابس مميزة تلونت أكثر من مرة مع احتفاظهم بقبعاتهم الأسطوانية المرتفعة التي لازمتهم ليجوبوا أنحاء خشبة المسرح في حركات تعبيرية انسجمت مع الموسيقى. وأكملت المشهد الذي طاول صوت التوني خلاله عنان السماء وهو ينشد "متى يشتفي منك الفؤاد، برقت سعاد ونارها في أضلعي، هامت الأرواح، يا راحلين إلى بلاد أحبتي، أخفي الهوى ومدامعي تبديه، يا هاجري لا تخفى ما صنعت بك الأشواق، متى عيني تراكم، زدني بفرط الحب فيك تحيرا، طلع البدر علينا.