قادرون على الإنقاذ وانتظروا طفرة قوية قريبا تحول الإعلام في عصر السماوات المفتوحة إلى سلاح لا يقل خطورة عن الحزام الناسف الذي يلتف حول جسد الإرهابيين فمن خلاله تغيب العقول وتشحن النفوس وتتغير ملامح شعب بأكمله، ومن هنا تأتى خطورة الإعلام المعادى لمصر الذي يسعى إلى التخريب وبث سموم الفتنة ما يلزم الإعلام المصرى بأن يأخذ الحيطة والحذر وأن يكون على قدر من المسئولية والمهنية. "فيتو" من جانبها حاورت الإعلامي المخضرم ورئيس الإذاعة المصرية الأسبق والمراسل العسكري إبان حرب 1973 ورئيس نقابة الإعلاميين، حمدى الكنيسي، الذي كشف بدوره عن خطورة فضائيات الفتنة مثل "الجزيرة" وأشباهها على الأمن القومى المصري، كما رسم ملامح خطة نقابة الإعلاميين للنهوض بالأداء الإعلامي ووصوله إلى أعلى مستوى من المهنية وصولا لمحو تلك الفضائيات. وإلى مزيد من التفاصيل في الحوار التالي: كيف استغلت الفضائيات التركية والقطرية والإيرانية وجودها في مصر أسوأ استغلال؟ هذه الفضائيات نجحت في استقطاب الكثيرين نتيجة لغياب الإعلام المصرى سواء الرسمى أو الخاص وعدم قدرة إعلامنا على تقديم الحقائق كما هي إلى جانب انزلاق عدد من القنوات إلى منحدر الإثارة بأشكالها المختلفة، مما جعل المشاهد يبتعد عنها ويتجه نحو القنوات المعادية مثل الجزيرة وأخواتها. ما الذي ساعد الجزيرة القطرية في توظيف دورها الإخبارى في أغراض أخرى بهدف إثارة الفوضى في مصر؟ الإمكانيات المادية والدعاية أسهمت في توظيف هذا الدور، بالإضافة إلى ضعف الإعلام المحلي، "الجزيرة" وغيرها استغلت الدور الإعلامي لخدمة أجندات خاصة وبث الفتن وإثارة الفوضى، كما استغلت فترة عدم الاستقرار في مصر لنشر الشائعات والأخبار المسيئة فقط من أجل أهداف خبيثة، لكن الشعب حاليًا أصبح أكثر وعيًا بعد أن تم فضح مؤامراتها. لماذا تفشل مصر حتى الآن في إنشاء فضائيات إخبارية قوية؟ أؤكد أن القنوات القومية أعنى قنوات ماسبيرو تستعيد الآن عافيتها، وسوف يكون لذلك مردوده الإيجابى على القنوات الخاصة وبمجرد أن تكون اللغة السائدة هي الأخبار الدقيقة والتغطية الإعلامية المهنية المتوازنة سوف تفقد وسائل الإعلام المعادية وزنها بأسرع ما يمكن. ما توقعاتك للهيئة الوطنية للإعلام وهل تسهم في إصلاح المنظومة الإعلامية؟ مطمئن جدًا وسيواجه الإعلام المعادى خلال الفترة المقبلة مزيدًا من الانحسار، والمؤكد أن قناة الجزيرة وأشباهها التي تصدر عن قطر وتركيا وإيران فقدت الكثير من انتشارها وستفقد ما تبقى لها في القريب العاجل بمشيئة الله، وأتوقع في المستقبل القريب أن تشهد الساحة الإعلامية طفرة كبيرة تشمل دقة المعلومة والجدية، ورأس الحربة هي نقابة الإعلاميين، ومن خلال ممارسة مهامها بشكل سريع وإيجابى سيتم إنقاذ الإعلام من الأخطاء والخطايا. هل نقابة الإعلاميين تعد قوانين صارمة لمواجهة التجاوزات الخطيرة في الساحة الإعلامية بمصر؟ النقابة اقتربت من إصدار ميثاق الشرف الإعلامي وتم الاتفاق على مقر يليق بنقابة الإعلاميين ويتم الآن إعداده خاصة بعد أن استجاب المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، لما طلبته أنا شخصيًا بالنسبة للمقر، كما أننى أثق في أن الدولة ستساند نقابة الإعلاميين وفقًا لما قرره قانون النقابة الذي صدر عن مجلس النواب والذي أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي، ستحارب المنظومة الجديدة أي تجاوزات، والنقابة بصدد تنسيق عملية على أعلى مستوى للنهوض بالأداء الإعلامي. ما المطلوب من الإعلام المصرى بشقيه الحكومى والخاص ليقوم بالدور المنوط به في الخارج؟ المطلوب منه أن يقدم الحقيقة بشكلها الواضح ويبتعد عن الإثارة وعدم احترام الموضوعية والدقة أن يكون إعلامًا مهنيًا حقيقيًا يلتزم بميثاق الشرف الإعلامي الذي تصدره نقابة الإعلاميين خلا فترة قريبة مع التعاون والتكامل مع النقابة والمجلس. لا شك أن هناك تراجعا كبيرا لدور ماسبيرو بعدما كان رائد الشرق الأوسط.. هل خطة إعادة الهيكلة يمكن أن تعيد له مكانته؟ الهيئة الوطنية تتحرك على الطريق الصحيح بالارتقاء بمستوى الأداء وإتاحة الفرصة الحقيقية للمبدعين من أبناء ماسبيرو وهم كثيرون، بالإضافة إلى الدعاية الكافية لما تقدمه وتبثه شاشات التليفزيون الرسمي. ما مدى تأثير فضائيات الفتنة على الأمن القومي؟ وما الآليات والضوابط التي تمنع ذلك؟ بالطبع تلك الفضائيات تعد وسيلة خطيرة تؤثر في أمن البلاد وخاصة في ظل الثورة التكنولوجية الحديثة، مثل هذه الوسائل تبث الفتنة وتعمل على ضرب استقرار مصر، والأمة العربية في طريق مواجهتها، والرئيس كان واضحًا تمامًا في أكثر من خطاب وأكثر من كلمة حين قال إن الإرهاب ليس فقط يخص من يطلقون النيران أو من يرتدون الحزام الناسف ولكنه يشمل من يمولون ويقدمون دعمًا إعلاميا، والمؤشرات اتجهت فورًا نحو قطر وتركيا، والآن قطر تدفع الثمن وستدفع ثمنًا باهظًا ما لم تستجب لمطالب الدول العربية، والعالم حاليًا يقدر موقف مصر ووعيها بكل أبعاد الإرهاب، وبالتالى العالم كله سيساندها بقوة ضد الإرهاب بكل أشكاله، والوعى الكامل لمخاطر تلك الفضائيات يسهم في مكافحة هذه الظاهرة. أين تقف الإذاعة المصرية وسط هذا الزخم من الفضائيات؟ الإذاعة موجودة ولم تتراجع كما يتصور البعض بدليل أن عددا من رجال الأعمال ينشئون إذاعات خاصة، ولا يمكن أن يفعلوا ذلك إلا إذا كانوا مطمئنين إلى أنها تحقق الانتشار والنجاح الكافى وما يتبعه من إعلانات وموارد، ويوجد حاليًا إذاعات تحقق موارد كبيرة. وبالنسبة للإذاعة الرسمية فخير دليل على أنها ما زالت في وضع جيد هو راديو مصر الذي ينجح في جلب إعلانات أكثر من أي قناة كما يوجد البرنامج العام وصوت العرب وإذاعة الشباب والرياضة وكل هذه المحطات لها جمهورها، وهذا معناه أن الوضع في الإذاعة الرسمية على ما يرام.