سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أسرار «سوق الآخرة» في الإسكندرية.. تدوينات على «فيس بوك» تتهم الدار بالإرهاب.. مسئولو الدار: مقر لتحفيظ القرآن منذ 6 سنوات.. نخضع لرقابة الأمن وإشراف الأوقاف.. ونوفر إقامة كاملة للطلاب
"سوق الآخرة" اسم ارتبط في الآونة الأخيرة بحالة من الذعر والفزع بين أهالي الإسكندرية، تحديدا منطقة السلام بأبو يوسف بحي العجمي، وتحديدا بعد أن نشرت مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا بوستات تفيد أن "سوق الآخرة" هو مكان لتجمع عدد كبير من المتشددين والإرهابيين ومأوى لهم، من مختلف الجنسيات والمحافظات ويضم 400 من هؤلاء الإرهابيين. وأثارت هذه التدوينات حالة من الهلع والجدل بين الأهالي ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن الأمر اقترن بأن المكان هو مسجد وغير خاضع للأوقاف أو المراقبة الأمنية. "فيتو" ذهبت لمنطقة أبو يوسف، لتتعرف على حقيقة الأمر ومكان "سوق الآخرة" وما هو هذا المكان تحديدا؟ وماذا يفعل رواده؟ البداية استقلينا سيارة أجرة صغيرة تعرف بلغة أهل الإسكندرية "توناية" من الشارع الرئيسي بمنطقة "بنزينة السلام"، وسارت إلى قرب طريق البحر، وعندما قلنا لسائقها إننا نريد أن ننزل عند "سوق الآخرة" بالفعل قام بتوصلينا لناصية الشارع التي تقع فيه، وأكد أن الجميع بالمنطقة يعرف هذا المكان ويأتي له كبارا وصغارا. ويقع "سوق الآخرة" قبل شاطئ السلام بعقار مكون من طابقين، وأمامه أرض فضاء وقبل أن تصل إليه هناك مقهى بلدي وأخرى أمامها. الجيران وقال محمد السيد، أحد جيران "سوق الآخرة"، إن المكان هو دار لتحفيظ القرآن ويشرف عليه أحد قاطني المنطقة ويتعلم فيه الصغار والكبار، ويتردد عليه الكثيرون ولم نرَ أي مشكلات خاصه به أو حتى مداهمات أمنية، ونحن نعرف أن المكان مرخص". وأضاف علاء أحمد، أحد قاطني المنطقة، أن المكان كان عبارة عن مسجد ثم تحول لدار تحفيظ قرآن ويأتي إليها مصريون وأجانب، ومفتوح لتعليم القرآن الكريم للجميع سواء من داخل المنطقة أو خارجها. جولة بالدار وتوجهنا للدار وطرقنا بابه، فخرج لنا صبي صغير لم يتجاوز عمره 12 عاما، وسألناه عن المسئول فأتى إلينا شيخ شاب يدعى " كريم" وعندما علما أننا صحافة تأكد من شخصيتنا، ورحب بنا وأدخلنا للمكان قائلا "أين أنتم؟" ما يتم تداوله على مواقع التواصل عنا غير حقيقي. واصطحبنا الشيخ " كريم" بجولة داخل دار، وهو عبارة عن مكان مكون من طابقين الأول حلقات لتحفيظ القرآن لعدد من محفظي القرآن الكريم، على مساحة 200 متر تقريبا وملحق به حمام ومكان للمشروبات، والثاني مطعم واستراحة بها مراتب للنوم. مسئول الدار يتحدث وبعد أن انتهينا من الجولة قال الشيخ كريم محمد هاشم: "إن الدار هو لحفظ القرآن.. الفرد يحفظ معنا القرآن في شهرين أو 4 شهور حسب مقدار استيعابه وأغلب المتواجدين طلاب أزهريين وصبية من المنطقة". وأضاف أن طريقة الحفظ تبدأ من الفجر للساعة التاسعة، ومن التاسعة للظهر إفطار وراحة، ومن الظهر للعصر يكون للمراجعة حتى لا ينسى الطالب، ومن الساعة الخامسة للتاسعة مساءً يكون لحفظ الطلبة سورة البقرة وحتى يختم القرآن. وأشار مسئول الدار، إلى أن الإقامة متاحة للجميع في الدار وهناك نظام كامل للإعاشة وطعام إفطار وغداء وعشاء، ومكان للمبيت في الدور الثاني، ويصرف للطالب 20 جنيها أسبوعيا وكلها من تبرعات مؤسس الدار الحاج أحمد عبد الرحمن وهو مقيم بالمنطقة بجوار الدار. وقال الشيخ كريم: "كل من كتب شيئًا عليه أن يأتي ويتبين الأمر على حقيقته وبابنا مفتوح للجميع"، مستشهدا بآية " يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"، مؤكدا أن الدار مرخصة من الأوقاف تحت رقم 348 لعام 2015 وتخضع لإشراف ومتابعة أمنية مستمرة، وتعمل منذ أكثر من 6 سنوات. العاملون بالدار ويؤكد الشيخ السيد أحمد السيد، محفظ للقرآن الكريم بالدار، وهو من أهالي الإسكندرية، أن المحفظين بالدار معهم تصريح من الأوقاف والأزهر منذ أن أنشأه الحاج " أحمد عبد الرحمن " ويخضع لإشراف الأوقاف. وينفي وجود أي مليشيات أو إرهابيين كما أدعى بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال: "كل شيء تحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية والأجهزة الحكومية، وما كتب أضرنا كثيرا وألمنا". ويوضح "أن جيران المنطقة يعرفون المكان ويرحبون بوجوده بل إن عدد من أولادهم يحفظ معنا القرآن ويقدمون يد العون لنا وهم من قاموا بالرد على ما كتب عن الدار وأخبرونا بما حدث، كما يخدم الدار 250 شخصا في الصيف من جميع الأعمار والمستويات منجميع الجنسيات مصريين وغيرهم" مطالبا باعتذار من أساء للدار أو اتهمه بالإرهاب. وأضاف أحمد شهاب، محفظ قرآن، أنه جاء من المنيا لتعليم القرآن الكريم بعد أن سمع عنه من أحد أصدقائه، وهو مكان لخدمة كتاب الله وتحفيظ القرآن، ولا يوجد تطرف أو تشدد أو مغالاة، وما تم تداوله غير حقيقي بالمرة، وهناك انضباط من جميع العاملين والدارسين ولا نبتغي غير وجه الله. وشدد على أن ما رآه من خير جعله يمكث في المكان خلال إجازته الصيفية، وقال: "ما نشر عن الدار شيء مؤسف ويهدم ولا يبني ويصدر فكرة سيئة عن مصر للخارج لأن ما حدث هو تزوير وتدليس". الأوقاف ترد وقال الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إنه تم التقدم بطلب لوزير الأوقاف لضم الدار بشكل كامل للأوقاف، وهي دار لتحفيظ القرآن وليست زاوية أو مسجد وتم استدعاء المسئولين عن الدار ونزلت لجنة للمتابعة، وتم إبلاغ الأجهزة الأمنية لمتابعتها ورصد أي شيء غير طبيعي. الأمن يوضح وأكد مصدر أمني رفيع المستوى بالإسكندرية، أن الدار تخضع لمتابعة أمنية ويتم تبليغ الأمن بكل طالب جديد وأخذ صورة من بطاقته أو جواز سفره للتأكد من هويته، وقال: "هناك تفتيش مفاجئ نقوم به للتأكد من عدم وجود أي متشددين به أو الترويج لأي أفكار متشددة".