شرع الله عيد الفطر ليكون جائزة للصائمين الطائعين بعد شهر رمضان المبارك، ومن المؤسف أن يستقبل بعض المسلمين هدية ربهم بأفعال محرمة واعتقادات منبوذة شرعا تخرجهم من رضوان الله وطاعته إلى سخطه وضياع ثوابهم. يقول الدكتور يسري البدوي، الداعية والخطيب بوزارة الأوقاف: إن الله سبحانه وتعالى أقر بفرحة عيد الفطر للمسلمين كنوع من الجزاء عن الأدب والالتزام في طاعته طوال شهر من العبادة، ولذلك فعلى المسلم أن يفرح بعطية الله وألا يبارزه بالمعاصي التي ترجع إلى سوء الاعتقادات بأفعال موروثة غير شرعية ولعل أشهرها التصرفات التالية: زيارة المقابر زيارة القبور هدفها الأساسي تخليص النفس من الهوى وتذكر الآخرة كما علمنا النبي، صلى الله عليه وسلم، ولكن زيارتها في العيد أمر غير جائز لأنه يتناقض مع شريعة الفرح والسرور التي يمنحها الله للمسلمين في العيد فهذا أمر يدخل في عموم نهيه عليه الصلاة والسلام عن اتخاذ القبور عيدًا، إذ إن قصدها في أوقات معينة، ومواسم معروفة من معاني اتخاذها عيدًا. اختلاط النساء بالرجال في مصلى العيد هناك صور غريبة لهذا الاختلاط نجدها أثناء صلاة العيد؛ حيث يصلي الرجل بجوار المرأة وعن اليمين والشمال وتقف المرأة لتصلي وخلفها رجل يصلي هو الآخر، فضلا عن التزاحم والهرج عند الخروج من المصلى والازدحام والاختلاط غير الجائز شرعا. خروج النساء متعطرات وهذا الأمر من شديد البلوى؛ حيث تخرج المرأة لصلاة العيد بالماكياج والعطر وبثياب مثيرة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ». المخدرات وهنا حدد الشرع ضوابط للاستمتاع بالعيد واستقبال أيام الفرحة عموما بتقوى الله في العمل بعيدا عن المحرمات والمعازف والأغاني وتعاطي المخدرات والخمور واشتهاء الزنا بدعوى العيد، وهذا كله محرم ومصدقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِر والحرير والخمر والمعازف. رواه البخاري، والحر هو الفرج الحرام يعني الزنا، والمعازف هي الأغاني وآلات الطرب. اعتقاد البعض بمشروعية إحياء ليلة العيد يعتقد بعض الناس مشروعية إحياء ليلة العيد بالعبادة، وهذا من البدع المُحدثة التي لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما روي في ذلك حديث ضعيف (من أحيا ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب) وهذا حديث لا يصح، جاء من طريقين أحدهما موضوع والآخر ضعيف جدًا.