تعد الجبن القريش، من أكثر أنواع الجبن التي يفضلها المصريون، ويرجع السبب إلى طعمها المميز وفائدتها العالية التي تتمثل في نسبة البروتين والكالسيوم التي تمد بها الجسم، ومع الحديث عن الجبن القريش وطريقة عملها لا يمكن إغفال "الحصيرة" تلك القطعة الصغيرة التي لا يخلو منها البيت الفلاحى المصرى الأصيل، والتي تستخدم في تشكيل قوالب الجبن، لكن صناعة الجبن القريش مثل العديد من الصناعات التي تحتاج لتطوير وتجديد. مشروع "تطوير صناعة الجبن القريش" يقدمه قسم هندسة التصنيع وتعبئة وتغليف الأغذية بمركز البحوث الزراعية، ويشرف عليه الدكتور خالد ناجي، والدكتورة منال سرور، ويهدف التطوير لمساعدة الفلاحين الذين يجنون قوت يومهم من تصنيع الجبن القريش وبيعها، كما يهدف إلى إعطاء تلك الصناعة قيمة تنافسية أكبر من خلال تصديرها للخارج، مع الأخذ في الاعتبار أن الشكل الحالى لصناعة الجبن القريش سبب رئيسى في عدم المقدرة على تصديرها، نتيجة لسوء عملية التصنيع، وعدم القدرة على التعبئة والتغليف لهذا المنتج. ويكمن تطوير صناعة الجبن القريش في التخلى عن الحصيرة، وإحلالها ب"إسطمبة" لها معايير ومقاييس محددة، حيث يصب المنتج داخل "الإسطمبة" لتتجمد بداخلها وتخرج وفقا لشكل ومقاييس معينة، الأمر الذي قد يجعل لقالب الجبن القريش أشكالا مختلفة، بخلاف الشكل التقليدى الذي تم الاعتياد عليه، وذلك مع مراعاة المواصفات الخاصة للجبن القريش، التي تعتمد على التخمر الطبيعى للبكتيريا النافعة والمزيج الذي يعطى طعم الجبن القريش المميز. ومن الأسباب التي تدعو للتخلى عن "الحصيرة" تلك المشكلات الاقتصادية التي يسببها تعود الفلاحين، حيث يحدث يها فقد كبير من الجبن أثناء التصنيع، كما تعد سببا في وجود مرتجعات من المنتج، نتيجة لتفتت قطع الجبن، وفساد شكل القالب الأمر الذي يؤدى لخسارة الفلاحين، كما يوجد لها سلبيات من الناحية الصحية، حيث يمكن أن تعلق بها حشرات أو أتربة، تؤدى للإصابة بالأمراض. وبحسب المشرفين على المشروع الدكتور خالد ناجى والدكتورة منال سرور فإن استخدام "الإسطمبة" يمكن ربة المنزل من التغلب على مشكلات الحصيرة، كما أن الإسطمبة تتميز بسهولة الاستخدام، ويمكن لربة المنزل والفلاحين البسطاء استخدامها لخفة وزنها وسهولة التحكم بها، إلى جانب أنها تساعد في إعطاء قالب الجبن القريش شكلا جماليا وتجعله قابلا للتغليف للتوسع في تسويقه بالمحال وتصديره للخارج. وسعر الإسطمبة يبلغ نحو 60 قرشا لإنتاج الكيلو الواحد من الجبن القريش، في حين يكون المكسب 4 جنيهات، وبدأ تنفيذ المشروع على أرض الواقع من خلال نزول متخصصين من مركز البحوث الزراعية في منطقة الإنتاج الغزير لللبن في محافظة البحيرة، وتعريف الفلاحين بالإسطمبة وتدريبهم عليها. ويتمنى القائمون على المشروع البحثى التوسع في بقية المحافظات، ولكن لعدم وجود دعم مالى لم يتم التوسع في المشروع، حيث بدأ المشروع من خلال منحة من الاتحاد الأوروبي، وكانت عبارة عن جائزة تم الحصول عليها في مسابقة عالمية، وكانت بمبلغ محدود.