سيارة انفينيتي Infiniti QX55.. الفخامة الأوروبية والتقنية اليابانية    استخراج اسماء المشمولين بالرعاية الاجتماعية الوجبة الاخيرة 2024 بالعراق عموم المحافظات    تمويل السيارات للمتقاعدين دون كفيل.. اليسر    مأساة غزة.. استشهاد 10 فلسطينيين في قصف تجمع لنازحين وسط القطاع    سفير تركيا بالقاهرة: مصر صاحبة تاريخ وحضارة وندعم موقفها في غزة    نيفين مسعد: دعم إيران للمقاومة ثابت.. وإسرائيل منشغلة بإنقاذ رأس نتنياهو من المحكمة    رئيس إنبي: من الصعب الكشف أي بنود تخص صفقة انتقال زياد كمال للزمالك    «هساعد ولو بحاجه بسيطة».. آخر حوار للطفلة جنى مع والدها قبل غرقها في النيل    رابط نتائج السادس الابتدائى 2024 دور أول العراق    اليوم.. ختام مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة بحضور إلهام شاهين وفتحي عبد الوهاب    أترك مصيري لحكم القضاء.. أول تعليق من عباس أبو الحسن على اصطدام سيارته بسيدتين    افتتاح أول مسجد ذكي في الأردن.. بداية التعميم    بيكلموني لرامي جمال تقترب من 9 ملايين مشاهدة (فيديو)    تحرك برلماني بشأن حادث معدية أبو غالب: لن نصمت على الأخطاء    دراسة: 10 دقائق يوميا من التمارين تُحسن الذاكرة وتزيد نسبة الذكاء    ضميري يحتم عليّ الاعتناء بهما.. أول تعليق من عباس أبو الحسن بعد حادث دهسه سيدتين    «أعسل من العسل».. ويزو برفقة محمد إمام من كواليس فيلم «اللعب مع العيال»    نائب محافظ بنى سويف: تعزيز مشروعات الدواجن لتوفيرها للمستهلكين بأسعار مناسبة    نشرة التوك شو| تفاصيل جديدة عن حادث معدية أبو غالب.. وموعد انكسار الموجة الحارة    جوميز: لاعبو الزمالك الأفضل في العالم    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    حلمي طولان: حسين لبيب عليه أن يتولى الإشراف بمفرده على الكرة في الزمالك.. والفريق في حاجة لصفقات قوية    زيادة يومية والحسابة بتحسب، أسعار اللحوم البتلو تقفز 17 جنيهًا قبل 25 يومًا من العيد    نائب روماني يعض زميله في أنفه تحت قبة البرلمان، وهذه العقوبة الموقعة عليه (فيديو)    إيرلندا تعلن اعترافها بدولة فلسطين اليوم    النائب عاطف المغاوري يدافع عن تعديلات قانون فصل الموظف المتعاطي: معالجة لا تدمير    بينهم طفل.. مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بأسوان    "رايح يشتري ديكورات من تركيا".. مصدر يكشف تفاصيل ضبط مصمم أزياء شهير شهير حاول تهريب 55 ألف دولار    أهالي سنتريس يحتشدون لتشييع جثامين 5 من ضحايا معدية أبو غالب    الأرصاد: الموجة الحارة ستبدأ في الانكسار تدريجياً يوم الجمعة    روسيا: إسقاط طائرة مسيرة أوكرانية فوق بيلجورود    السفير محمد حجازي: «نتنياهو» أحرج بايدن وأمريكا تعرف هدفه من اقتحام رفح الفلسطينية    دبلوماسي سابق: ما يحدث في غزة مرتبط بالأمن القومي المصري    ب1450 جنيهًا بعد الزيادة.. أسعار استخراج جواز السفر الجديدة من البيت (عادي ومستعجل)    وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق.. مقترح يثير الجدل في برنامج «كلمة أخيرة» (فيديو)    حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 22-5-2024 مهنيا وعاطفيا    ملف يلا كورة.. إصابة حمدي بالصليبي.. اجتماع الخطيب وجمال علام.. وغياب مرموش    الإفتاء توضح أوقات الكراهة في الصلاة.. وحكم الاستخارة فيها    عاجل.. مسؤول يكشف: الكاف يتحمل المسؤولية الكاملة عن تنظيم الكونفدرالية    جوميز: عبدالله السعيد مثل بيرلو.. وشيكابالا يحتاج وقتا طويلا لاسترجاع قوته    طريقة عمل فطائر الطاسة بحشوة البطاطس.. «وصفة اقتصادية سهلة»    موعد مباراة أتالانتا وليفركوزن والقنوات الناقلة في نهائي الدوري الأوروبي.. معلق وتشكيل اليوم    «معجب به جدًا».. جوميز يُعلن رغبته في تعاقد الزمالك مع نجم بيراميدز    دعاء في جوف الليل: اللهم ألبسنا ثوب الطهر والعافية والقناعة والسرور    بالصور.. البحث عن المفقودين في حادث معدية أبو غالب    وزيرة التخطيط تستعرض مستهدفات قطاع النقل والمواصلات بمجلس الشيوخ    أبرزهم «الفيشاوي ومحمد محمود».. أبطال «بنقدر ظروفك» يتوافدون على العرض الخاص للفيلم.. فيديو    قبل اجتماع البنك المركزي.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 22 مايو 2024    شارك صحافة من وإلى المواطن    إزاى تفرق بين البيض البلدى والمزارع.. وأفضل الأنواع فى الأسواق.. فيديو    المتحدث باسم مكافحة وعلاج الإدمان: نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة انخفضت إلى 1 %    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    خبير تغذية: الشاي به مادة تُوسع الشعب الهوائية ورغوته مضادة للأورام (فيديو)    أخبار × 24 ساعة.. ارتفاع صادرات مصر السلعية 10% لتسجل 12.9 مليار دولار    "مبقيش كتير".. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    حجازي: نتجه بقوة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تطوير صناعة الألبان.. مشروع قومى يقوده الشباب

الألبان ومنتجاتها صناعة حيوية يتناولها معظم فئات الشعب، وبالرغم من التطور الذى شهدته فى السنوات السنوات السابقة فإنه مازال أمامها تطوير كبير، وهناك مشروعات على المستوى القومى بعضها بمشاركة الاتحاد الأوروبي، لتحقيق الاستغلال التجارى الأمثل لمنتجات الألبان وتغطية السوق المحلية وتصدير الفائض وفتح أسواق جديدة، وهو المشروع الذى بدأ يؤتى ثماره، وتشهد تأثيراته على أرض الواقع بتحقيق نقلة نوعية نرصد ملامحها فى هذا التحقيق.
فى البداية: أوضح الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا أن مشروع الألبان يعتبر أحد مشروعات الاتحاد الأوروبى الموجهة لدول حوض البحر المتوسط، ويهدف لدراسة وتحسين سلسلة الإمداد الخاصة بصناعة الألبان، حيث يقوم الاتحاد الأوروبى بتمويل المشروع بقيمة 4920000 يورو لمدة 36 شهراً استمرت حتى ديسمبر 2015، وتتمثل الفئات المستهدفة من المشروعات المتوسطة والمتناهية الصغر فى قطاع منتجات الألبان فى (مصنعين، موردين وتعاونيات)، والهيئات الوسيطة (غرف تجارية ، منظمات مهنية ، إدارات إقليمية للزراعة وجامعات)، والسلطات الوطنية والمحلية.
وأوضح أن المشروع يضم 11 شريكاً من 6 دول بحوض البحر المتوسط هي: فرنسا: المركز الدولى للدراسات العليا فى حوض المتوسط، غرفة التجارة الإيطالية الفرنسية فى مرسيليا، ومن اليونان: جامعة تسالونيكي، اتحاد غرف التجارة والصناعة فى اليونان، وإيطاليا: استير، سلو فودز، ولبنان: غرفة التجارة والصناعة والزراعة فى زحلة والبقاع، ومن تونس: القطب التنموى فى بنزرت، ومن مصر: الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، غرفة التجارة الألمانية العربية، كلية النقل الدولى للنقل واللوجيستيات بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
وأضاف الدكتور عبد الغفار أن الهدف الأساسى للمشروع تعزيز إنتاج وتوزيع منتجات الحليب النموذجية المبتكرة ومشتقاتها من خلال تنظيم سلاسل الإنتاج المحلية ومواكبة المنتجين فى تطوير مشروعاتهم وإيجاد قنوات جديدة لتسويق منتجاتهم .
وتتمثل نتائج المشروع فى الاستغلال التجارى الأمثل لمنتجات الألبان الموجودة فى منطقة البحر المتوسط، والتعاون المستدام بين المنتجين والمصنعين والباحثين، بالإضافة إلى التعاون مع السلطات الزراعية والتنمية الإقليمية، تنويع وزيادة المعروضات من منتجات الألبان وجذب الأسواق الوطنية والدولية الجديدة، تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، تعزيز هيكلة الأراضى عن طريق نمذجة منتجات الألبان لصغار المنتجين وإنشاء مجموعات من الشركات الصغيرة والمتوسطة SMEs أو VSEs لتجميع الموارد والخبرات، وتشجيع الطرق التقليدية فى إنتاج الألبان، ويعزز مشروع LACTIMED قدرات الإنتاج والابتكار بالاعتماد على الموارد المحلية والخبرات الفنية التقليدية من خلال مواكبة المنتجين فى مشروعاتهم التنموية .
وأشار إلى أن الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى تعد أحد الشركاء الرئيسيين فى المشروع ممثلة فى كلية النقل الدولى واللوجيستيات «وتعد أولى الكليات المتخصصة فى الشرق الأوسط فى مجال النقل، لوجيستيات التجارة الدولية و سلاسل الإمداد»، بالإضافة إلى الشريكين الآخرين فى مصر وهما الهيئة العامة للاستثمار وغرفة التجارة الألمانية العربية بمصر.
المهمة الرئيسية
وكانت المهمة الرئيسية لفريق الأكاديمية تقتضى أن يقوم بتقرير تشخيصى لحالة سوق منتجات الألبان التقليدية المصرية فتم عمل مسح بيئى بالتعاون مع فريق من الهيئة العامة للاستثمار لكل ما يخص سلسلة إمداد منتجات الألبان التقليدية بداية من إنتاج الأعلاف مروراً بصحة الحيوان وعمليات الحلب ونقل الألبان وتصنيعها ووصولاً لمراكز بيع منتجات الألبان التقليدية، ومن أهم ما توصل إليه فريق البحث هو توصيف مراكز القوى والضعف والفرص والتهديدات التى تواجه قطاع الألبان ومنتجاتها والذى تم بناءً عليه وضع استراتيجية وخطة عمل للمشروع.
ثم انطلقت بعد ذلك بمقر الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى بالإسكندرية فعاليات تدريب الكوادر العاملة فى مجال صناعة الألبان من الدول الست المشاركة فى المشروع، وتبعته مناقشة السياسات العامة لصناعة الألبان ودراسة حالات النجاح والتميز مع ذكر المعوقات، وتلت ذلك مجموعة من برامج التدريب الموجهة لفئات سلاسل إمداد منتجات الألبان فى مصر، ثم تدريب على إنتاج اللبن النظيف لمربى الماشية والأطباء البيطريين بالتعاون مع معهد بحوث صحة الحيوان، ثم تدريب على الإنتاج الصحيح والصحى لمنتجات الألبان بالتعاون مع مركز تكنولوجيا الغذاء، ثم تدريب على استخدام التكنولوجيا فى فحص الألبان والتأكد من قيمتها الغذائية وصلاحيتها، وتدريب على استخدام الأساليب التكنولوجية الحديثة فى إدخال بيانات وإدارة مراكز تجميع الألبان.
وأضاف أن العمل بالمشروع نتج عنه إنشاء تجمعين عنقوديين من أجل تطوير وتحديث ورفع جودة إنتاج الألبان فى النوبارية بالبحيرة والإسكندرية ، وسيتم تطبيق الفكرة فى أكثر من محافظة، والتجمع العنقودى (Cluster) فى النوبارية هو الأول من نوعه فى مصر والذى يهدف إلى ربط جميع عناصر سلسلة الإمداد من خلال إدارة لهذه السلسلة تضمن جودة اللبن ومنتجاته مع خفض ملحوظ فى تكاليف النقل والخدمات اللوجيستية.
كما أن المشروع سمح بتبادل الخبرات بين الدول الست المشاركة فى المشروع، وظهر هذا فى العديد من الأنشطة ولكنه تجلى واضحاً فى التدريب الذى أقيم لعدد من الفلاحين وأطباء بيطريين وخبراء فى تكنولوجيا تصنيع الغذاء وباحثين، بالإضافة إلى تدريب التجمع العنقودى بإيطاليا وشمل جميع عناصر سلسلة إمداد منتجات الألبان.
تعاون مشترك
وقال علاء عز أمين عام اتحاد الغرف التجارية المصرية الأوروبية إن هناك ثلاثة أنواع تعاون بين الاتحاد الأوروبى ومصر ، منها تعاون ثنائى يبلغ حجمه 95% من قيمة المنح المتاحة التى يبلغ مقدارها 1٫2 مليار يورو وتمول مشروعات يجرى العمل عليها على مدى السنوات الأربع، ويتم تنفيذ مشروعات سنويا بقيمة 180 مليون يورو، والتى تنفذ من خلال الوزارات المعنية، لإنشاء محطات الكهرباء أو المياه، بالإضافة لتحديث قطاعات الجمارك والضرائب، والتجارة الداخلية والخارجية، والنقل والطاقة.
ويضيف أن مشروع الألبان يجرى العمل به بمنحة قدرها 50 مليون يورو من الاتحاد الأوروبى بالإضافة إلى 201 مليون يورو من شركاء المشروع: الهيئة العامة للاستثمار، الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، وغرفة الإسكندرية، والغرفة العربية الألمانية للصناعة، بالإضافة إلى شركاء من اليونان وفرنسا وأسبانيا.
وقال: إن مشكلة مصر الأساسية فى الزراعة والصناعة الحيوانية وابرز سلبياتها أنها «مجزأة»، بينما فى معظم دول العالم تتكامل أنشطة الزراعة والصناعة الحيوانية فى تجمعات عنقودية بهذه الدول ولذا تحقق وفر فى الإنتاج، وبناء على تلك الأهداف تم تقديم المعونة الفنية لكل المراحل فى العمل على تنفيذ التجمعات العنقودية بمراحل العمل المختلفة، وتمت إقامة مشاريع تجريبية رائدة قابلة للتكرار، بناء على دراسة تفصيلية مسبقة لكل مراحل سلاسل الإمداد، بحيث تم تحديد المعوقات، ووضع الآليات المقترحة للتطوير والتدريب ونقل التكنولوجيا وتطويعها لكى تتناسب مع الأجواء والإمكانات المتاحة فى مصر، فعلى سبيل المثال مزارع الألبان فى أوروبا يوجد بها ثلاجات وهو أمر ضرورى فى عملية صناعة الألبان، ولا يمكن الاستعاضة عنها بشيء آخر ولذا قمنا بإقامة هذه الثلاجات فى خيم للتبريد، كما تمت إقامة ثلاجات تعمل بالطاقة الشمسية وذلك فى إطار عملية لتطوير التكنولوجيا وفق ما هو متاح لدينا.
نقل الألبان
أما بالنسبة لنقل الألبان بسيارات التبريد فقد أوضح أمين عام اتحاد الغرف التجارية المصرية الأوروبية أنه تمت إقامة برامج معتمدة على الحاسب الآلى لسرعة الجمع والنقل، بالإضافة إلى تطوير شاحنات نقل الألبان، وتطوير تكنولوجيا التصنيع والتعبئة والتغليف لزيادة العمر الافتراضى لمنتج وتطابقه مع المواصفات القياسية المصرية والدولية بالأسواق التصديرية، حيث تم الإعداد فعليا لبدء التصدير، بعد العمل على رفع الحظر المفروض على صادرات الألبان بسبب مرض الحمى القلاعية، وذلك من خلال استئجار مصانع ألبان بايطاليا واليونان واسبانيا، ونقل الفنيين لدول الاتحاد الأوروبى لتصنيع المنتجات التقليدية المصرية، بالإضافة للمشاركة فى عدد كبير من المعارض، والتسويق لهذه المنتجات، كما تم تسجيل المنتجات التقليدية «كالجبن الدمياطى والبراميلي، والأرز باللبن والمهلبية» باسم مصر حتى لا تسجل باسم دول أخرى كما حدث مع بعض المنتجات المصرية من قبل.
وأردف قائلا: ولتفعيل كل ذلك العمل تم الاتفاق مع محافظة البحيرة لتخصيص مائة فدان لإنشاء أول تجمع متخصص لصناعة الألبان فى مصر وستطبق فيه جميع التوصيات والشروط، كما يجرى التفاوض مع عدد من محافظات الصعيد لتكرار ذلك النموذج ، وذلك النظام فى العمل بهذا المشروع ووفق الدراسة التى وضعت له سيتم توفير نحو 28% من تكلفة الإنتاج ويساعد على التصدير للخارج وتغطية السوق المحلية.
رصد المشاكل
وأوضحت الدكتورة جيهان صلاح عميدة كلية النقل الدولى واللوجيستيات أن المسح الذى قمنا بإجرائه لإعداد الدراسة الكاملة للمشروع شمل 180 منزلا بإحدى قرى النوبارية، ووقف المسح على أهم المشاكل التى تعترض تنمية هذه الصناعة خاصة ان قطاع الألبان من أهم القطاعات ويحوى فرصا واعدة فى مجال الاستثمار، حيث يتميز ذلك القطاع بمنتجات لا يوجد نظير لها بالخارج كالجبن الرومى والقريش، ومع هذا يواجه المنتجون مشكلة حظر التصدير للاتحاد الأوروبى والذى يعد من اكبر الأسواق المستهلكة لمنتجات الألبان، وذلك الحظر كان بناء على الالتزام بشروط ومواصفات الجودة ومعايير السلامة التى يتطلب توافرها فى المنتجات المصدرة، هذا بجانب المشاكل التى تواجه صغار المزارعين سواء من حيث كمية الإنتاج أو طرق ترويجه أو تحديد تكلفته، فتسعيرة اللبن للفلاح يحددها الوسيط «السريح» وليس السوق وفق شروط العرض والطلب، بالإضافة للمشكلة الأكبر ب«غش اللبن» سواء من الفلاح نفسه أو من الوسيط بهدف خفض سعر اللبن مما يؤدى للإخلال بالمواصفات الأساسية لجودة اللبن، وافتقاد الماشية للتغذية السليمة واقتصار الفلاح على تقديم بعض الحشائش أو القش لتغذيتها، يزيد على ذلك ضعف الرعاية البيطرية والتى تمثل عبئا كبيرا على عاتق الفلاح سواء فى توفير الأمصال والتطعيم أو علاج المواشى المصابة بالأمراض، مع عدم التعاون من الأطباء البيطريين بالوحدات البيطرية بالريف والتى تكون فى معظم الأحوال غير مجهزة لتقديم خدمات العلاج للحيوانات، هذا كله بالإضافة إلى أن السلالات المصرية الأصيلة من الأساس إنتاجها ضئيل بالمقارنة مع مثيلتها فى الخارج، حيث يتراوح إنتاج رأس الماشية فى مصر بين 4 و7 كيلو جرامات لبن فى اليوم، فى حين أن الأبقار المستوردة يتراوح إنتاجها بين 25 و30 كيلو.
التجمع العنقودى
وفى النوبارية بمحافظة البحيرة موقع التجمع العنقودى الأول لتجميع وصناعة الألبان بمشروع ترويج ألبان المتوسط، رصدت «تحقيقات الأهرام» بداية العمل بالمشروع ووقفت على المعوقات التى تواجه المزارعين وتؤثر سلبيا على الصناعة الحيوانية فى مصر وعلى صناعة الألبان أيضا، بالإضافة إلى جدوى وعائد هذا المشروع بالنسبة للمزارعين.
وأوضح أمين نبيه صاحب مزرعة متكاملة بقرية أبو العطا أن وفودا من ست دول من المشاركين فى مشروع ترويج ألبان المتوسط جاءوا وتفقدوا المزرعة بالكيلو 75 بالبحيرة، وكذلك مزرعة بالكيلو 45 كنماذج للمزارع البدائية التى تمثل نموذجا للمزارع المنتشرة بأنحاء الجمهورية للإنتاج الحيوانى كحظيرة لتربية المواشي، وكان مع هذا الوفد مجموعة من الخبراء فى تخصصات مختلفة، والذين أكدوا حينها ان العمل بهذه الطرق البدائية السبب وراء خسارة المزارعين، وبدأ هؤلاء المختصون فى التوضيح والتوعية بأفضل الوسائل الفنية لتطوير آلية العمل بالمزرعة، بحيث تم تحديد الأخطاء التى نقع فيها كمزارعين ومربين للحيوانات دون أن ندرك أثرها السلبي، ومنها وجود الخراف مع الماشية فى حظيرة واحدة، مع عدم تهويتها وغلقها بصورة دائمة، بينما الأسلوب الأمثل أن يتم عزل الحيوانات المختلفة عن الأبقار والحرص على أن تكون الحظائر مصممة بشكل كامل التهوية، ونتيجة اقتناعى بأفكار المشروع قمت بتصفية المزرعة بالكامل من كل الحيوانات بها منذ عام، رغبة فى البدء فى العمل على إنشاء مزرعة نموذجية، بحيث تشمل أفضل سلالات الأبقار التى تعرض بيعها المزارع فى دول أوربا وبعض المزارع بمصر فى شهر ديسمبر من كل عام، وهذا التغيير للسلالة أو لهيكل المزرعة أمر مهم، خاصة أن العمل فى السابق لم يكن مجديا، بحيث ان تكلفة تغذية المواشى لم يكن يقابلها عائد وفير من الألبان وذلك نتيجة وجود عوائق ومشاكل كثيرة، فانتشار الحمى القلاعية على سبيل المثال منذ عامين، كبدتنى خسائر ضخمة، رغم أن سلالة الأبقار التى كانت لدى جيدة حيث يصل سعر الواحدة منها إلى 25 ألف جنيه، وأنفقت عليها 10 آلاف جنيه للعلاج، هذا بخلاف تكلفة التغذية ورغم هذا لم تتعد قيمتها المادية 2000 جنيه بعد علاجها ،هذا بالإضافة إلى نفوق أعداد كبيرة من العجول الصغيرة بالمزرعة، وكل تلك الخسائر بسبب افتقاد التطعيم السليم، وفساد الأمصال التى حقنت بها، أما بالنسبة للمزارع البسيطة فالمشروع يوفر لها اللقاحات التى يتم حقنها للأبقار لزيادة كمية وجودة الألبان التى تنتجها.
السماد والروتين
واستطرد قائلا: من المهم إثارة نقطتين مهمتين جدا واللتين من شأنهما توضيح أسباب نقص منتج الألبان وبروز مشاكل عديدة أخرى تواجه المزارعين، أولاهما أن الأسمدة ثمنها مرتفع جدا وتكلف الفلاح نفقات باهظة حيث سعر العبوة منها 200 جنيه فى السوق السوداء أما عن حصة المزارع من الجمعية الزراعية التى تمثل «الفساد» فلا يتم صرفها كاملا ودوما يتم التلاعب فى حصص السماد، ويلى ذلك ارتفاع ثمن الأعلاف بصورة مبالغ فيها، فالحكم على أن الجزارين لصوص هذا أمر مغالط فيه، وهذا عن تجربة شخصية بهدف بيع لحوم بأرخص الأسعار وبعت الكيلو ب60 جنيها، ومع ذلك خسرت فى الذبيحة 4 آلاف جنيه ، ومن المشاكل التى يواجهها أيضا عشرات المزارعين الذين لا يريدون سوى خدمة الوطن باستصلاح الأراضى ينفقون عليها ملايين الجنيهات وإقامة مزارع نموذجية تحوى آبارا يتكلف حفر الواحدة منها مالا يقل عن 180 ألف جنيه ورغم كل هذا الجهد يواجهون الصعاب لتقنين تلك الأراضى ودفع الثمن الذى تحدده الدولة ليدعمها فى استصلاح أراضى مشروع المليون ونصف المليون فدان الذى بدأت الدولة العمل به، غير انه للأسف الشديد هناك بعض الموظفين لا يريدون للبلد أن تنهض ويعرقلون كل شيء.
المواصفات
وأكد مجدى عياد أحد الشركاء فى مركز تجمع ألبان قرية أبو العطا بالنوبارية التابع للمشروع أن صناعة الألبان فى مصر تقتصر على 40% من كمية الإنتاج، وال60% يتم التعامل معها بطرق تقليدية بعيدة كل البعد عن مواصفات الصحة والسلامة، ومحافظة البحيرة من اكبر محافظات الجمهورية فى نسبة إنتاج الألبان ورغم ذلك لا تتوازى نسبة الإنتاج مع العائد منها ولا تضيف رقما سواء فى السوق المحلية أو الدولية، وفكرة مشروع ترويج ألبان المتوسط تعود للاتحاد الأوروبى، الذى قام ممثلوه بالقاهرة بتوعيتنا لأهميته سواء على المزارعين أو المستثمرين وصناعة الألبان ذاتها فى مصر، والجيد فى الأمر أن الاتحاد يسهم بنسبة 20% من التكلفة والإنشاءات والتدريب بالداخل والخارج والاطلاع على التكنولوجيا المتقدمة فى صناعة الألبان هناك بحيث لا تتعدى قيمة المساهمة 36 ألف يورو، وذلك كان بمثابة أول تشجيع لنا للمشاركة بالمشروع، بالإضافة إلى تخصيص الاتحاد جائزة لأصحاب الابتكارات التى تعود بالفائدة على الفلاح وصناعة الألبان ذاتها، منها ابتكار جهاز لإنتاج الجبن القريش دون استخدام الطرق التقليدية لدى الفلاح «كالحصير» وتعرض الجبن للبكتيريا التى تسبب تلفها، وكذلك تم تكريم مصنع حافظات «التنكات» الألبان والتوصيلات والطلمبات.
وأردف قائلا: إن المركز الذى أقمناه متطور جدا بالمقارنة لما هو متبع فى التعامل مع الألبان وطرق تجميعها فى مصر، حيث نحاول قدر الإمكان أثناء تجميع الألبان من صغار المنتجين ألا يلمس أو يرى اللبن أى إنسان، ويقتصر التعامل معه على الفلاحة أثناء حلبه ثم وضعه مباشرة فى التنك من قبل الجمعية الزراعية، ويلى ذلك مراحل فلترته وتخزينه بدرجة حرارة ملائمة بمركز التجميع ويوجه للمصنع لتصنيع منتجات الألبان المختلفة.
وعن مدى إقبال المزارعين على المشاركة فى هذا المشروع، أوضح عياد أن هدف تجميع الألبان هو مساعدة الفلاح قدر الإمكان بطرق غير مباشرة على تحسين جودة اللبن الذى تنتجه أبقاره وتسويقه بأعلى عائد ممكن يفيده، هذا بالإضافة إلى المزايا والخدمات الكثيرة التى تتوافر لهم من مشاركتهم بالمشروع، فنحن مكلفون بأن نوفر لهم الأعلاف بجودة عالية بسعر الجملة بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية وفحص الحيوانات بالأجهزة الحديثة التى لدينا، وحقن المواشى بأمصال اللقاحات بالمجان، كما سيتم توفير لقاحات التهجين للسلالات الجيدة من الأبقار، وهذه خدمات من شأنها رفع عبء كبير عن كاهل الفلاحين وتحفزهم على زيادة عدد الحيوانات لديهم مما سيدعم تنشيط الصناعة الحيوانية فى مصر، وسيدفع الفلاح للحرص على توريد الألبان للمشروع، والذين بالفعل رحبوا بشدة بالمشروع لأنه ضمن لهم أيضا ترويج ألبانهم بعائد مجز، بدلا من إرضاع اللبن للعجول الصغيرة لعدم مقدرتهم على تسويقه أو تصنيعه، أو بيعه لبعض الموزعين دون طائل إما لتلف اللبن أو لخداع الموزعين للفلاحين، وهذه الأسباب حفزتهم على توريد الألبان لنا يوميا وفق المواصفات التى تم تحديدها لهم، ولذا قمنا بتدريبهم على مدى عام بأكمله من قبل خبراء متخصصين لكيفية التعامل مع الماشية وتنظيفها، كما تم توعيتهم على حقائق كانت مبهمة لديهم خاصة بصحة المزارع والحيوانات أيضا وأسباب نقل العدوى من الإنسان للحيوان والعكس وكيفية الوقاية من هذه الأمراض وأسلوب التعامل معها وهذا التدريب أفاد الفلاحين بشكل كبير فى كيفية تعاملهم مع الحيوانات .
واستطرد قائلا: إن من أهم اطر التشجيع للفلاح لتوريد الألبان للتجمع هو أن سعر اللبن مرتبط باهتمام الفلاح بتحسين جودة الألبان واتفاقه مع المواصفات المحددة وتختص بنظافة اللبن ونسبة الدسم به، التى يتم قياسها بالأجهزة فى التجمع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.