أكد «أسامة صالح» وزير الاستثمار، أن مشروع ألبان المتوسط "لاكتيميد" والخاص بتطوير السلاسل العنقودية لصناعة الألبان والترويج لمنتجات ألبان البحر المتوسط ، يعد مشروعا تنمويا ضمن 11 شريكا من مختلف دول شمال وجنوب المتوسط تضم لبنان وتونس وإيطاليا واليونان وفرنسا، مشيرا إلى أن المشروع يهدف إلى تعزيز مجال صناعة منتجات ألبان البحر الأبيض المتوسط التقليدية. وأشار صالح - خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الخميس للإعلان عن تفاصيل مشروع ألبان المتوسط "لاكتيميد" - إلى أنه على الرغم من كون المشروع يغطي جزء من مجال التصنيع الغذائي بمصر وهو المجال الخاص بمنتجات الألبان، إلا أن تنفيذ المشروع في حد ذاته يتماشى كليا مع الأهداف التنموية التي تسعى إليها الحكومة حاليا، حيث يتضمن المشروع تطوير المنتجين في هذه الصناعة بداية من صغار الفلاحين وحتى باقي أطراف العملية الإنتاجية بهذا القطاع وذلك من خلال إجراء البحوث والاستقصاءات اللازمة على السوق وتقييم الآليات التي تعمل بها الصناعة من عمالة وتكنولوجيا فضلا عن الجهات الحكومية وغير الحكومية من الوزارات والمراكز البحثية وجمعيات رجال الأعمال وذلك بهدف تعزيز كفاءة المنتجين وتنشيط فرص الاستثمار في هذا المجال بالإضافة إلى نقل تكنولوجيا جديدة في سوق صناعة الألبان.
وشدد وزير الاستثمار على وجود أهمية إستراتيجية لقطاع منتجات الألبان نظرا لما يمثله من مكون رئيسي ومهم في عمليات الغذاء والتي تعد بلا شك مسألة أمن قومي لمصر، لافتا إلى بعض التحديات التي يواجهها هذا القطاع يأتي في مقدمتها ما أشارت إليه الدراسات حول طريقة تداول اللبن، حيث يتم تداول 70 \% من اللبن غير معبأ مما يترتب عليه العديد من المخاطر.
وقال وزير الاستثمار أنه من أجل تنفيذ أهداف المشروع تم تكوين فريق عمل مناسب بالهيئة العامة للاستثمار يضم مجموعة من الكفاءات الشابة والخبرات اللازمة من مختلف القطاعات المعنية بمجال المشروع مثل مركز "بداية" لتطوير وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وقطاع الاستثمار في المحافظات وفرع خدمات الاستثمار بالإسكندرية وكذلك إدارة التعاون الدولي وإدارة الدراسات بقطاع الترويج، مشيرا إلى أن التقييم المبدئي للسوق يؤكد أن 30 \% من إنتاج الألبان في مصر يأتي من صغار المصنعين تحت مسمى "المزارع"، والذي تكثف وزارة الاستثمار جهودها لتحويله إلى الاقتصاد الرسمي للدولة.
كما أكد وزير الاستثمار على وجود فرص واعدة للمستثمرين العاملين بالتكنولوجيا الخاصة بمجال صناعة الألبان خاصة في ظل الجهود الجادة والداعمة التي يبذلها العديد من الوزارات المصرية من أجل دعم البحث العلمي بهذا المجال، مثل الجهود التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم من خلال تأهيل خريجي المعاهد الفنية ، وكذلك جهود اختراعاتهم بالمجال الزراعي خاصة فيما يتعلق بصناعة منتجات الألبان.
ومن جابنها، قامت وفاء صبحي نائب رئيس هيئة الاستثمار ورئيس الشبكة الأورومتوسطية لوكالات تعزيز الاستثمار "أنيما" بتقديم كلمة وعرض مختصر لفكرة وأهداف المشروع أكدت من خلاله أنه في إطار دور الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة والجهود التي تقوم بها من أجل الترويج للقطاعات الواعدة بالدولة وتنميتها حتى يتسني جذب المزيد من الاستثمارات المباشرة إليها ، يأتي قطاع الصناعات الغذائية ضمن أهم هذه القطاعات التي يتحتم تطوير نظم الإنتاج به بما يتوافق مع المعايير الدولية، وذلك بهدف رفع تنافسيته الإقليمية والدولية وفتح أسواق جديدة لهذا القطاع.
وأوضحت وفاء صبحي أنه في ضوء حرص الهيئة العامة للاستثمار على الاستفادة من المساعدات المقدمة من الجهات والمنظمات الدولية ، حصلت الهيئة على موافقة الاتحاد الأوروبي للمشاركة في مشروع ألبان المتوسط "لاكتيميد" لتطوير صناعة منتجات الألبان، حيث تتخلص فكرة المشروع في إقامة تجمع صناعي زراعي عنقودي بمنطقة المتوسط، يعني بمنتجات الألبان التي يتميز بها كل من الدول المشاركة في المشروع ، مع استهداف النهوض بهذه المنتجات وتطويرها عن طريق الابتكار والبحوث والتي تجعلها منافسة وقادرة على فتح أسواق جديدة لها في الخارج.
كما تسعى الهيئة من خلال هذا المشروع إلى خلق فرص استثمارية جديدة تساعد على إكمال القيمة المضافة لهذه الصناعة إذ تشير الدراسات المبدئية التي تم تجميعها حتى الان إلى وجود عجز شديد في الخدمات اللوجيستية المتعلقة بهذه الصناعة وأهمها مراكز تجميع الألبان والنقل المبرد.
وأضافت أنه تم اختيار محافظة الإسكندرية لتنفيذ المشروع نظرا لتوافر المقومات المطلوبة لإجراء الدراسات والبحوث كذلك لكونها تعد من أكبر التجمعات التي تضم منتجي الألبان في مصر، موضحة قيام شركاء آخرين من داخل مصر بمشاركة الهيئة والتكنولوجيا والنقل البحري والغرفة الألمانية العربية للتجارة والصناعة، فضلا عن العديد من الشركاء الخارجيين من منطقة المتوسط من فرنسا وإيطاليا واليونان ولبنان وتونس.
وأكدت أن أنشطة المشروع يشمل تنظيم لقاءات بين المسئولين الحكوميين والقطاع الخاص، وتنظيم ورش عمل لحصر المعوقات والمشاكل التي تواجه العاملين بالصناعة، وكذلك حصر الشركات والفرص الاستثمارية المتاحة في هذه الصناعة وتنظيم لقاءات أعمال بين الشركات الأجنبية والشركات المصرية ودراسة إمكانية إنشاء تجمع عنقودي في صورة منطقة استثمارية لهذا النشاط ، وتنظيم دورات تأهيلية للمدربين وتدريب رواد الأعمال بالإضافة إلى تنظيم منتدى إقليمي يضم الشركات العاملة في هذا المجال في منطقة المتوسط والترويج لمنتجات الألبان في الأسواق الخارجية.
ومن المقرر أن تبدأ خلال الأسبوع المقبل أول بعثة يقوم بها الخبراء من الاتحاد الأوروبي لمدينة الإسكندرية وذلك لمقابلة الجهات المعنية بهذا القطاع من أجل تحديد الاحتياجات على أن تختتم البعثة أعمالها بإقامة ورشة عمل يحضرها المعنيين بالصناعة لمناقشة نتائج أعمالها.