في إطار تنفيذ أنشطة مشروع ألبان المتوسط "لاكتيميد" (LACTIMED) الممول من الاتحاد الأوروبي ، الذي يتم بالتعاون بين عدد من الشركاء في المتوسط ، تستكمل الهيئة العامة للاستثمار ورشة العمل للتعريف بالمشروع بعروسة البحر الأبيض المتوسط محافظة " الإسكندرية " فى التاسعة من صباح الخميس بفندق هلنان فلسطين بحضور بعثة من خبراء الإتحاد الأوروبى . حيث يهدف مشروع ألبان المتوسط (LACTIMED) تطوير صناعة منتجات الألبان المصرية لتصبح قادرة على المنافسة والدخول إلى الأسواق الأوروبية .
حيث تلتقى بعثة خبراء الإتحاد الأوربى لأول مرة بالجهات المعنية بالإسكندرية لإقامة ورشة عمل لأطراف الصناعة ، من أجل مناقشة مشكلاتها ، وتقوم بتطوير السلاسل العنقودية لصناعة الألبان والترويج لمنتجات ألبان البحر الأبيض المتوسط .
من جانبه أشار " أسامة صالح " وزير الاستثمار:خلال مؤتمر صحفى بمقر هيئة الاستثمار بمقر بصلاح سالم: إلى ان المشروع يتماشى مع الأهداف التنموية التى تسعى إليها الدولة ، مشيراً إلى تعزيز كفاءة المنتجين وتنشيط فرص الاستثمار ومعاونة القطاع غير الرسمى للإنضمام إلى الاقتصاد الرسمى
أوضح ان 30% من إنتاج الألبان فى مصر يأتى من صغار المصنعين الذين يحتاجون منا كل الرعاية حتى يتمكنوا من المنافسة وتحقيق المعايير الدولية والتصدير لأسواق العالم .
أكد أسامة صالح ، على سعادته بتنفيذ هذا المشروع التنموى بمصر ضمن 11 شريك من مختلف دول شمال وجنوب المتوسط تضم لبنان وتونس وإيطاليا واليونان وفرنسا، بهدف تعزيز مجال صناعة منتجات ألبان البحر الأبيض المتوسط التقليدية، مشيراً إلى أنه على الرغم من كون المشروع يغطى جزءً من مجال التصنيع الغذائى بمصر وهو المجال الخاص بمنتجات الألبان، إلا أن تنفيذ المشروع فى حد ذاته يتماشى كلياً مع الأهداف التنموية التى تسعى إليها الحكومة حالياً، حيث يتضمن المشروع تطوير المنتجين فى هذه الصناعة بدايةً من صغار الفلاحين وحتى باقى أطراف العملية الإنتاجية بهذا القطاع، وذلك من خلال إجراء البحوث والاستقصاءات اللازمة على السوق وتقييم الآليات التى تعمل بها الصناعة من عمالة وتكنولوجيا، فضلاً عن الجهات الحكومية وغير الحكومية من الوزارات والمراكز البحثية وجمعيات رجال الأعمال، ذلك بهدف تعزيز كفاءة المنتجين وتنشيط فرص الاستثمار فى هذا المجال، بالإضافة إلى نقل تكنولوجيا جديدة فى سوق صناعة الألبان.
وشدد " وزير الإستثمار " على وجود أهمية استراتيجية لقطاع منتجات الألبان نظراً لما يمثله من مكون رئيسى ومهم فى عمليات تغذية الأطفال، والتى تعد بلا شك مسألة أمن قومى لمصر، لافتاً إلى بعض التحديات التى يواجهها هذا القطاع، يأتى فى مقدمتها ما أشارت إليه الدراسات حول طريقة تداول اللبن، حيث يتم تداول 70% من اللبن غير معبأ، مما يترتب عليه عدد من المخاطر.
لافتاً ، إلى أنه من أجل تنفيذ أهداف المشروع، تم تكوين فريق عمل مناسب بالهيئة العامة للاستثمار يضم مجموعة من الكفاءات الشابة والخبرات اللازمة من مختلف القطاعات المعنية بمجال المشروع، مثل مركز "بداية" لتطوير وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وقطاع الاستثمار فى المحافظات وفرع خدمات الاستثمار بالإسكندرية، وكذا إدارة التعاون الدولى وإدارة الدراسات بقطاع الترويج.. مشيراً إلى أن التقييم المبدئى للسوق يؤكد أن 30% من إنتاج الألبان فى مصر يأتى من صغار المصنعين تحت مسمى "المزارع"، وهو الأمر الذى يعانى منه الشركات الكبيرة بالمجال نظراً لكون ثلث مدخلات الإنتاج يأتى من السوق غير الرسمى، والذى تكثف وزارة الاستثمار جهودها لتحويله إلى الاقتصاد الرسمى للدولة.
كما أكد وزير الاستثمار على وجود فرص واعدة للمستثمرين العاملين بالتكنولوجيا الخاصة بمجال صناعة الألبان، خاصةً فى ظل الجهود الجادة والداعمة التى يبذلها عدد من الوزارات المصرية من أجل دعم البحث العلمى بهذا المجال، مثل الجهود التى تقوم بها وزارة التربية والتعليم من خلال تأهيل خريجى المعاهد الفنية، وكذا جهود وزارة الزراعة ووزارة البحث العلمى نحو تشجيع وتمكين شباب العاملين بالقطاع الزراعى من تطوير ودعم اختراعاتهم بالمجال الزراعى، خاصةً فيما يتعلق بصناعة منتجات الألبان.
من جانبها أشارت " وفاء صبحى " رئيس الشبكة الأورومتوسطية لوكالات تعزيز الاستثمار (أنيما) إلى ان المشروع يستهدف إقامة تجمع زراعى صناعى عنقودى بمنطقة المتوسط ، ويسعى لخلق فرص استثمارية جديدة تساعد على إكمال السلسلة الإنتاجية لهذه الصناعة .
قالت فى إطار دور الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة والجهود التى تقوم بها من أجل الترويج للقطاعات الواعدة بالدولة وتنميتها حتى يتسنى جذب مزيد من الاستثمارات المباشرة إليها، يأتى قطاع الصناعات الغذائية ضمن أهم هذه القطاعات التى يتحتم تطوير نظم الإنتاج به بما يتوافق مع المعايير الدولية، وذلك بهدف رفع تنافسيته الإقليمية والدولية وفتح أسواق جديدة لهذا القطاع.
وأوضحت وفاء صبحى أنه فى ضوء حرص الهيئة العامة للاستثمار على الاستفادة من المساعدات المقدمة من الجهات والمنظمات الدولية، حصلت الهيئة على موافقة الاتحاد الأوروبى للمشاركة فى مشروع ألبان المتوسط "لاكتيميد" LACTIMED لتطوير صناعة منتجات الألبان.. حيث تتلخص فكرة المشروع فى إقامة تجمع صناعى زراعى عنقودى (Cluster) بمنطقة المتوسط، يعنى بمنتجات الألبان التى يتميز بها كلٌ من الدول المشاركة فى المشروع، مع استهداف النهوض بهذه المنتجات وتطويرها عن طريق الابتكار والبحوث والتى تجعلها منافسة وقادرة على فتح أسواق جديدة لها فى الخارج.. كما تسعى الهيئة من خلال هذا المشروع إلى خلق فرص استثمارية جديدة تساعد على إكمال ال Value Chain لهذه الصناعة، إذ تشير الدراسات المبدئية التى تم تجميعها حتى الآن إلى وجود عجز شديد فى الخدمات اللوجستية المتعلقة بهذه الصناعة وأهمها مراكز تجميع الألبان والنقل المبرد.
وأضافت وفاء صبحى رئيس الشبكة الأورومتوسطية لوكالات تعزيز الاستثمار (أنيما) أنه قد تم اختيار مدينة الإسكندرية لتنفيذ المشروع نظراً لتوافر المقومات المطلوبة لإجراء الدراسات والبحوث، كذلك لكونها تعد من أكبر التجمعات التى تضم منتجى الألبان فى مصر، كما أوضحت قيام شركاء آخرين من داخل مصر بمشاركة الهيئة العامة للاستثمار فى أنشطة المشروع، وهم: "كلية النقل الدولى واللوجستيات" التابعة للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، و"الغرفة الألمانية العربية للتجارة والصناعة"، فضلاً عن عدد من الشركاء الخارجيين من منطقة المتوسط من فرنسا وإيطاليا واليونان ولبنان وتونس.
وأكدت وفاء صبحى أن أنشطة المشروع تشمل تنظيم لقاءات بين المسئولين الحكوميين والقطاع الخاص، وتنظيم ورش عمل لحصر المعوقات والمشاكل التى تواجه العاملين بالصناعة، وكذا حصر الشركات والفرص الاستثمارية المتاحة فى هذه الصناعة، وتنظيم لقاءات أعمال بين الشركات الأجنبية والشركات المصرية، ودراسة إمكانية إنشاء تجمع عنقودى فى صورة منطقة استثمارية لهذا النشاط، وتنظيم دورات تأهيلية للمدربين، وتدريب رواد الأعمال، بالإضافة إلى تنظيم منتدى إقليمى يضم الشركات العاملة فى هذا المجال فى منطقة المتوسط، والترويج لمنتجات الألبان فى الأسواق الخارجية.
حضر المؤتمر كل من الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، والدكتور خالد حنفى عميد كلية النقل الدولى واللوجيسيات، وبمشاركة فريق العمل من مختلف الجهات المشاركة بالمشروع التابع، بالإضافة إلى قيادات ومسئولى الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة.