نعيش زمن الاتحاد الاشتراكى!! قال الدكتور وحيد عبدالمجيد، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الحياة السياسية في مصر وصلت إلى مرحلة الموت، بعدما تحولت الأحزاب إلى "ديكور" وسط غياب المعارضة بشكل كامل، نتيجة غياب الرؤية والبرنامج المستقبلى لمصر. وأضاف عبد المجيد في حوار مع «فيتو» أن مصر لم يعد بها قوى سياسية يمكنها تقديم مرشح مدنى لمنافسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن الانتخابات القادمة ليست انتخابات بالمعنى الصحيح بل انتخابات افتراضية معروفة النتائج وإلى نص الحوار: في البداية ما تصورك للانتخابات الرئاسية القادمة؟ وهل سيكون هناك تنافس أم ستكون أحادية المرشح؟ الحديث عن أي انتخابات في أي بلد في العالم لابد أن يتبعه نظرة للحياة السياسية، ونحن في مصر لا توجد لدينا حياة سياسية حقيقية أو ناضجة خاصة في السنوات الأخيرة، فالأحزاب مجرد ديكور ومعظمها تحول إلى فرع من أفرع تنظيم واحد، كأنه اتحاد اشتراكى داخله أطراف متعددة بعضها يصفق للنظام. المجال السياسي مغلق، ولا يوجد مناخ تنافسى أو تعدد للرؤى، وبالتالى غياب الحياة السياسية جعل الانتخابات أقرب إلى الاستفتاء لعدم وجود حد أدنى من الانفتاح السياسي والحرية المتعارف عليها في الدول المتقدمة ديمقراطيا، ومن هنا لا أتوقع أن تكون هناك انتخابات رئاسية حقيقية، وإنما ستكون روتينية نتائجها معروفة مسبقا. إذا كنت ترى أنه لا توجد انتخابات حقيقية فما الفرق بينها وبين انتخابات 2014؟ بالطبع هناك فرق بين انتخابات 2014 والانتخابات الرئاسية القادمة في 2018 في أمرين، الأول أن الحالة كانت مختلفة، فالحياة السياسية كانت بدأت تدخل مرحلة الموت أي لم تمت، والأمر الثانى وهو الأهم وهو أن هناك ظروفا تاريخية لتسجيل موقف يحفظه التاريخ يقول إن مصر بها بعض المصريين الذين نبهوا إلى أنه بدون برنامج واضح ورؤية مسبقة ستدخل مصر مرحلة خطرة. نحن قدمنا برنامجا متكاملا ومتداولا كان يمكن أن يأخذ مصر لطريق مختلف بعيدا عن الطريق المسدود الذي وصلنا إليه الآن، فنحن نتعامل الآن بلا برنامج وبلا رؤية، وتدار الدولة بصورة عشوائية، وبالتالى اختيار الرئيس في 2014 كان نتيجة للمتغيرات السيئة وخوف المواطنين على البلد، جعلهم يفضلون رئيسا قويا يحافظ عليها. إذا كانت هذه رؤيتك فلماذا ترشح حمدين صباحى وكنت رئيس اللجنة التي أعدت برنامجه الانتخابى؟ نحن أردنا تسجيل موقف حتى لا يقال إن المصريين تصرفوا بدافع الخوف من المستقبل وتحقق هذا الهدف، والتاريخ خير حكم على ذلك. هل تعتقد أن القوى السياسية المدنية تستطيع تقديم مرشح رئاسى ينافس بشكل حقيقى في الانتخابات القادمة؟ طبعا لا.. الحياة السياسية ميتة، وما حدث خلال السنوات الماضية قضى على ما فيها من قوى سياسية، وبالتالى الانتخابات القادمة لن تكون انتخابات بالمعنى الحقيقي، وأفضل أن يطلق عليها انتخابات افتراضية. نحن في بيئة سياسية لا تفرز انتخابات حقيقية، تتاح الفرصة فيها للأحزاب والقوى السياسية للتنافس في مناخ سياسي مفتوح، وهذا غير موجود بدليل أن انتخابات البرلمان لم تكن انتخابات حقيقية، وإنما قائمة تم تصميمها بشكل معين ومجلس يسوده صوت واحد يفتقد للتعدد والتنوع، ويسعى لتنفيذ مطالب السلطة التنفيذية. هل من الممكن أن يرفض الرئيس السيسي الترشح لفترة أخرى؟ لا أتوقع قيام الرئيس السيسي برفض الترشح لفترة رئاسة ثانية، لأن هذا الأمر لا توجد مقدمات تشير إليه، وبالتالى الأمر محسوم للرئيس السيسي، ولن تكون هناك أي منافسة حقيقية على الرئاسة، لأن كل الخطوات تسير في اتجاه أنه الرئيس لفترة رئاسية ثانية. هل الرئيس السيسي في حاجة إلى تغيير خطابه السياسي حال ترشحه لفترة أخرى؟ الخطاب السياسي هو شكل في النهاية، والأهم هو الفعل السياسي أي السياسات التي تطبق لصالح المواطنين، وعندما لا تحقق السياسات نجاحا يكون الخطاب للتبرير وشرح الأسباب، وعندما تأتى السياسات بنجاح يكون الخطاب، ولكن في كل الأحوال لابد من الابتعاد عن الخطاب العاطفي. ولابد من وضع برنامج متكامل ومفصل يطرح رؤية لمشكلات المجتمع بشكل عام، سواء اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، على أن يتضمن البرنامج مجمل السياسات وإعادة النظر في جزء كبير منها، وأهمها ضرورة فتح المجال السياسي العام، لأن هذا سيؤدى إلى خلق حالة من النشاط والحيوية في المجتمع، يجعل المواطن يشارك بحماس في العمل والإنتاج، وبالتالى النظر إلى الحياة السياسية على أنها مجرد حقوق الإنسان، هي نظرة قاصرة لأنها تغفل الوضع القائم بانصراف الناس عن كل ما يتعلق بمشكلات المجتمع، وعجزهم عن المشاركة فيها. هل تعتقد أن يترشح الفريق أحمد شفيق مرة أخرى للرئاسة؟ وما فرص نجاحه؟ بغض النظر عن الأسماء المرشحة سواء كان شفيق أو حمدين أو أبوالفتوح.. المجال السياسي مغلق، ولا مجال لنجاح أحد إلا شخص الرئيس الحالى، وبالتالى لا أعتقد أن هناك شخصية قادرة على المغامرة بخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. هل تعتقد أن تيار الإسلام السياسي خاصة الإخوان يمكن أن يساندوا مرشحا بعينه في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ هذا الأمر غير وارد، لأنه حتى هذه اللحظة الإخوان انقسموا إلى مجموعتين: الأولى القيادات القديمة ويقودها محمود عزت، وتحاول العودة للساحة السياسية، ومجموعة أخرى اتجهت للعنف، وكلا المجموعتين رغم أنهما في خصومة مع النظام الحالى إلا أنهما غير قادرين على التأثير والحسم. كيف ترى أحاديث حمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح وهشام جنينة عن الانتخابات الرئاسية؟ لم استمع لحديثى أبو الفتوح أو جنينة، أما حمدين فحديثه واقعى، ولكن بشكل عام من يفكر في خوض الانتخابات الرئاسية القادمة لا يعرف طبيعتها، لعدم توافر المقومات اللازمة لها في ظل حياة سياسية غير موجودة أصلا. حذرت في 2014 من أننا نسير في طريق مسدود فما مبررات هذا التحذير؟ -هذا صحيح عندما قلت إن مصر ستدخل إلى طريق مسدود بدون برنامج للمستقبل كان صحيحا، ومازلت أكرر نفس الأمر الآن بضرورة طرح رؤية مستقبلية تبنى على خطط تنفيذية تؤدى إلى نتائج ملموسة.