العمليات الإرهابية لن تتوقف على المدى القريب.. و«الأعلى لمكافحة الإرهاب» خطوة في الطريق الصحيح الأقباط تفهموا الأوضاع الأمنية لأنهم وطنيون.. وأؤيد فرض الطوارئ سنة على الأقل لهذه الأسباب قال القيادى السابق بجماعة الإخوان مختار نوح، إن هناك فروقًا جوهرية بين فرض حالة الطوارئ في زمن مبارك واستخدامها الآن من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن الرئيس الأسبق فرضها لحماية نظامه واستمراره في الحكم لأطول فترة ممكنة، بينما لجأ إليها الرئيس الحالى لحماية أمن وأمان الوطن والمواطن. "نوح" ثمن قرار الرئيس السيسي بتشكيله مجلسًا أعلى لمكافحة الإرهاب، واعتبره خطوة في الطريق الصحيح لمواجهة الإرهاب واقتلاع جذوره، مشيرا إلى أن المتورطين في تفجيرى كنيستى "طنطا والإسكندرية" لا يمكن أن يكونوا مسلمين.. وإلى نص الحوار: في البداية كيف تقرأ المشهد السياسي بعد تفجيرى "طنطا والإسكندرية".. وهل هناك علاقة بينهما وزيارة السيسي لأمريكا؟ بالتاكيد زيارة الرئيس السيسي لأمريكا والتقارب بينه وترامب في مواجهة الإرهاب أدى إلى إحباط جماعات الإرهاب الذين لا يمكن أن نسميهم "مصريين أو مسلمين" وإنما هم مجموعة من أعداء الأمة تسربوا إلينا عبر المنافذ وتمركزوا في سيناء وانتظروا فرصة فشل السياسة وحدوث انقسام داخل المجتمع ولم يحدث وانتظروا ثورة الإخوة الأقباط بعد تفجير البطرسية ولم يحدث وخابت آمالهم فبدءوا في التصعيد من أعمالهم الإجرامية لاسيما بعد أن تم القضاء عليهم في سيناء، وأتوقع الوصول إليهم وإلى تنظيمهم قريبا، وهذه الحوادث الإرهابية أدت إلى تحرك شعبى وفق مشروع وطنى واحد لمواجهة الإرهاب والهدف الذي فشل الإرهاب في تحقيقه هو ثورة الأقباط المصريين أو إلغاء زيارة بابا الفاتيكان أو إفشال نتائج لقاء الرئيسين "السيسي وترامب". وهل تتوقع حدوث أعمال إرهابية أخرى ؟ من الممكن حدوث أعمال إرهابية أخرى ولكنها ستكون حلاوة روح أو رقصة الموت لهذه الجماعات الإرهابية التي تحاول إثبات وجودها ولو بعمل ليس ذا قيمة لأنهم في كل مرة لا يحصدون إلا خيبة الأمل وتماسك الجبهة الداخلية المصرية، لكن الشعب المصرى يدرك جيدًا نوايا الإرهاب التخريبية التي تسعى إلى هدم المجتمع وتقسيمه. تم فرض حالة الطوارئ عقب الحادثين الإرهابيين.. هل تعتقد أن مصر في حاجة لفرض حالة الطوارئ؟ نعم مصر محتاجة إلى حالة الطوارئ رغم أن الرئيس السيسي فرضها لثلاثة أشهر وبالتالى هو لا يعتمد عليها كليًا أو كان أبقى عليها كمادة بالدستور الذي شرع في عهد المعزول مرسي، وهو جواز محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، وبالتالى الرئيس السيسي ليس متشوقًا لحالة الطوارئ وإلا كان استخدمها وقت حادث البطرسية أو جعل نطاقها أوسع من سيناء، ووقتها كان الكل سيستجيب لكن السيسي لم يلجأ إليها إلا مضطرا وهى تعنى أن تكون محاكم أمن الدولة العليا هي المختصة في هذه النوعية من القضايا وتكون المحاكمات سريعة بالبراءة أو الإدانة وخلال مدة قليلة، وكنت أتوقع أن تكون حالة الطوارئ بين 6 أشهر أو سنة لكن تم فرضها ثلاثة أشهر فقط. هل تعتقد إمكانية مد الطوارئ لمدد أخرى مثلما كان يحدث أيام مبارك ؟ بالطبع لا لأننا عشنا 30 عاما في عهد مبارك بالطوارئ ولم يستخدمها ضد الإرهاب وإذا جئنا اليوم وفرض الرئيس السيسي الطوارئ ثلاثة أشهر لمواجهة الإرهاب تخرج أصوات تندد بالأمر رغم أننا نعيش مرحلة حرب حقيقية مع الإرهاب، وأنا كنت من المطالبين بأن تكون مدة الطوارئ عامًا أو 6 أشهر على أدنى تقدير؛ لأننا نعيش ظروفًا تقتضى فرض هذه الحالة التي تعنى محاكمة خاصة وإجراءات رقابة خاصة وإمكانية فتح الرسائل واستجواب المشتبه بهم وتفتيش السيارات دون إذن نيابة ومحاكمة سريعة ناجزة. إذن ما الفرق بين حالة الطوارئ أيام مبارك واليوم ؟ الفرق كبير جدا.. مبارك حكم بالطوارئ ولم يكن يحتاج إليها طوال 30 عاما ولذلك كان يتطلب تجديدها كل ثلاث سنوات والشعب كان يعلم بكل طوائفه أنه سيجددها حتى وصلت إلى 30 عاما وهذا لأن عصره لم يتسم بالجدية والعمل والإنتاج واحترام مؤسسات الدولة وإنما اتسم بالتغول على القانون والحكم بالحديد والنار، وهذا لا نجد له أثرًا في عهد الرئيس السيسي؛ لأننا نرى رئيس الدولة وسط الناس معرضًا للقتل مثلهم وكذلك البابا تواضروس وكل العلماء والأساتذة يسيرون في مصر الآمنة إلا من هذه الفئة الضالة والمنحرفة التي تمارس الإرهاب، وبالتالى أيام مبارك لم نكن نحتاج للطوارئ أما اليوم فنحن نحتاج إليه لينعم المواطن بالأمان. ومن الصعب المقارنة بين طوارئ مبارك وطوارئ السيسي؛ لأن مبارك كان يستخدم الطوارئ في كل لحظة ضد المشجعين في السويس يوم أن اعتقلهم زكى بدر وكان يستخدم الضرب في السويداء من جاءوا بعد زكى بدر ولم يتكلم أحد، بل وصل تطبيق الطوارئ على المعارضين والمتظاهرين، أما السيسي لجأ للطوارئ من أجل أمن المواطن وحمايته وليس إسكاته. هل تعتقد أن مواجهة الإرهاب لم تتخذ الطرق العلمية للقضاء عليه بدليل إطلاله علينا بين الحين والآخر؟ هذا الكلام صحيح إلى حد ما، فالإرهاب يبقى في حالتين طالما بقى الإرهاب على أرض مصر وطالما بقيت الأفكار الإرهابية في الإعلام والتليفزيون وأساليب التحريض وعدم التعايش السلمى، وبالتالى المواجهة الحقيقية تحتاج إلى قيادات مؤهلة إداريا وعلميا وثقافيا، فنحن نحتاج إلى وزير تعليم يعرف كيف يربى النشء على هذا المفهوم، ووزير ثقافة يجيش المجتمع وفق هذا المفهوم، وقس على ذلك باقى مؤسسات الدولة، وبالتالى نحن نحتاج إلى منظومة متكاملة لاجثثاث جذور الإرهاب. الرئيس السيسي قرر تشكيل المجلس القومى لمكافحة الإرهاب.. ما رأيك وما الدور الذي يجب أن يقوم به؟ هذا المجلس القومى لمكافحة الإرهاب لابد أن يكون برئاسة أو تحت إشراف الرئيس السيسي لأنه لن يصدر توصيات أو تلميحات أو خطب رنانة ولكنه سيضع خارطة طريق للمستقبل وهو خطوة على الطريق الصحيح، فسيتحدث عن وزارة للتعليم تجيد تربية الشباب على الحس الوطنى والمواطنة وهذا يختلف عن تدريس مادة التربية القومية، مجلس قومى يتحدث عن لجنة علمية دينية تنقى مناهج الأزهر من المفهوم الموروث والطريقة التقليدية في شرح أشياء عصرية والتخلص من كل ما يفرق الأمة. وبالتالى مطلوب مشروع وطنى للمشاركة الشعبية وهذا ما أشار إليه الرئيس وحينها لن يخشى أي مواطن من الإبلاغ عن أي إرهابى ولن تقوى الداخلية على ظلم برىء.