على ضوء شمعة تقضى الأسر فى منازل محافظة الدقهلية، لياليها المظلمة, بعد أن أصبح انقطاع التيار الكهربائى أمرا يوميا ومتكررا دون سابق إنذار أو تنبيه، ولا مراعاة لمصالح المواطنين، ففى الوقت الذى تترك فيه أعمدة الإنارة مضاءة حتى سطوع الشمس يستمر انقطاع الكهرباء داخل القرى والمراكز لأكثر من 10 ساعات, وهناك قرى تقضى أياما دون كهرباء, كما حدث داخل قرية «الشبول» التابعة لمركز المنزلة, التى ظلت 5 أيام متصلة دون كهرباء، وهو ما تسبب فى لجوء المواطنين إلى شراء المولدات الكهربائية, خاصة مع اقتراب فترة الامتحانات واحتياج الطلاب للإنارة. محمد عبد السلام، تاجر مولدات كهربائية بمنطقة العباسى، بالمنصورة قال: بعد انقطاع التيار الكهربائى المتكرر داخل المنصورة والذى يستمر ساعات, خاصة قبل دخول فصل الصيف، توجس المواطنون خيفة من صيف مرعب, فأقبلوا على شراء المولدات الكهربائية التى أصبحت بديلا عن التيار الكهربائى, لأن المحلات التجارية والشركات والعيادات الخاصة والمستشفيات لا تستغنى عن الكهرباء, وتسبب إقبالها فى زيادة الأسعار على المولدات بنسبة 10% عن قبل انقطاع التيار الكهربائى, ومن المتوقع أن تزيد الأسعار إلى الضعف مع دخول الصيف, وموسم امتحانات الثانوية العامة لاحتياج الطلاب للكهرباء. وأضاف أن أسعار المولدات تختلف على حسب نوعها, فمولد التشغيل قدرة 1 ك بسعر 450 إلى 500 جنيه، ومولد 1.7 ك من 900 إلى 1200 جنيه، وأكثرها ارتفاعا مولد قدرة 3 ك 3.500 جنيه ، كما يزداد الإقبال على المولدات الصينية. محمد شكرى، صاحب محل مولدات كهربائية بالمنزلة، يقول: إن أزمة السولار الطاحنة ستؤثر على نسبة بيع المولدات التى تعمل بالسولار نظرا للاشتباكات بين الأهالى أثناء الحصول على الوقود. دينا رمزى، ربة منزل، تصرخ من ارتفاع أسعار المولدات الكهربائية قائلة: هذه المولدات للأغنياء, وماذا يفعل البسطاء؟، والشموع تتسبب فى حرائق بمنازلهم، إن غفلوا عنها, وهناك منازل دمرت تماما بسبب اشتعال النيران فى الأوراق بجوار الشموع أو لمبات الجاز, وتضيف: لدى طلاب ثانوية عامة ولا أدرى ماذا تفعل بنا وزارة الكهرباء؟ وأكد محمد محمد زين العابدين عامل بمحل كهرباء أن أسعار الكشافات الصينية زادات بنسبة كبيرة، حيث قفز سعره من 60 إلى 100 جنيه، وذلك مع بداية موسم إنقطاع الكهرباء، الذى بدأ مبكرا هذا العام، مشيرا إلى انه كان يتم بيع نحو 200 قطعة فى الأسبوع وصلت الآن الى أكثر من 1000 قطعة، مما جعل الكثير المحال تغير نشاطها وتتجه لبيع الكشافات. وقال رضا الديب تاجر عطارة إن أسعار الشموع زادت بنسبة 30% بعد إقبال المواطنين عليها بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء، ولم تسلم المولدات الكهربائية من الزيادة فى الأسعار. وبعيداً عن صراع المولدات والشموع والكشافات ولمبات الجاز خرجت دعوات المواطنين التى تطالب بالامتناع عن دفع فواتير الكهرباء خاصة مع انقطاع التيار الكهربائى عن المستشقيات والحضانات ووحدات غسيل الكلى وأقسام العناية المركزة وأقسام الشرطة, وبالفعل امتنع مواطنو مراكز المطرية والمنزلة وبلقاس وأجا وشربين والمنصورة عن دفع فواتير الكهرباء.