"الدقهلية" مظلمة.. للأغنياء المولدات ولمبة الجاز للأغلبية ! الدقهلية.. أمانى عوض - أحمد أبوالقاسم على ضوء شمعة تقضى الأسر فى منازل محافظة الدقهلية، لياليها المظلمة, بعد أن أصبح انقطاع التيار الكهربائى أمرا يوميا ومتكررا دون سابق إنذار أو تنبيه، ولا مراعاة لمصالح المواطنين، ففى الوقت الذى تترك فيه أعمدة الإنارة مضاءة حتى سطوع الشمس يستمر فيه انقطاع الكهرباء داخل القرى والمراكز لأكثر من 10 ساعات, وهناك قرى تقضى أياما دون كهرباء, كما حدث داخل قرية "الشبول" التابعة لمركز المنزلة, التى ظلت 5 أيام متصلة دون كهرباء، وهو ما تسبب فى لجوء المواطنين بكثافة قبل دخول فصل الصيف إلى شراء المولدات الكهربائية لتعوض خسائرهم المنزلية, خاصة مع اقتراب فترة الامتحانات واحتياج الطلاب للإنارة. "فيتو" رصدت أسواق بيع المولدات داخل محافظة الدقهلية، بعد إقبال المواطنين الشديد عليها.... يقول محمد عبد السلام، تاجر مولدات كهربائية بمنطقة العباسى، بالمنصورة: بعد انقطاع التيار الكهربائى المتكرر داخل المنصورة والذى يستمر ساعات, خاصة قبل دخول فصل الصيف، توجس المواطنون خيفة من صيف مرعب, فأقبلوا على شراء المولدات الكهربائية التى أصبحت بديلا عن التيار الكهربائى, لأن المحلات التجارية والشركات والعيادات الخاصة والمستشفيات لا تستغنى عن الكهرباء, ليس لها غنى عنها, وتسبب إقبالها فى زيادة الأسعار على المولدات بنسبة 10% عن قبل انقطاع التيار الكهربائى, ومن المتوقع أن تزيد الأسعار إلى الضعف مع دخول الصيف, وموسم امتحانات الثانوية العامة لاحتياج الطلاب للكهرباء. وأضاف أن أسعار المولدات تختلف على حسب نوعها, فمولد التشغيل قدرة 1 ك بسعر 450 إلى 500 جنيه، ومولد 1.7 ك من 900 إلى 1200 جنيه، وأكثرها ارتفاعا مولد قدرة 3 ك 3.500 جنيه ، كما يزداد الإقبال على المولدات الصينية. محمد شكرى، صاحب محل مولدات كهربائية بالمنزلة، يقول: إن أزمة السولار الطاحنة ستؤثر على نسبة بيع المولدات التى تعمل بالسولار نظرا للاشتباكات بين الأهالى أثناء الحصول على الوقود , بالإضافة لندرته داخل المحافظة, وعدم وجود وقت لدى المواطنين للوقوف فى طوابير الوقود الطويلة, فيجد المواطنون سهولة فى استخدام الشموع حتى لا يرهقوا أنفسهم, ومنهم من يستخدم الكشافات بلمبة أو لمبتين أو الكشاف الصينى أو كشاف الموبايل لتفادى أزمة السولار وانقطاع التيار الكهربائى. دينا رمزى، ربة منزل، تصرخ من ارتفاع أسعار المولدات الكهربائية قائلة: هذه المولدات للأغنياء, وماذا يفعل البسطاء؟، والشموع تتسبب فى حرائق بمنازلهم، إن غفلوا عنها, وهناك منازل دمرت تماما بسبب اشتعال النيران فى الأوراق بجوار الشموع أو لمبات الجاز, وتضيف: لدى طلاب ثانوية عامة ولا أدرى ماذا تفعل بنا وزارة الكهرباء؟, فعليهم التنبيه قبل موعد قطع التيار الكهربائى إو إبداء أسباب عن ذلك الانقطاع, خصوصا وأن فصل الصيف على الأبواب, ولا توجد مراوح ولا تكييفات, وأنا شخصيا أرفض المولد الكهربائى لأنه ينتج عوادم تخنق الناس وتتسبب فى الوفاة, وهذا حدث لأسرة كاملة بقرية الشبول. وفى الدقهلية أكد محمد محمد زين العابدين عامل بمحل كهرباء أن أسعار الكشافات الصينية زادات بنسبة كبيرة، حيث قفز سعره من 60 إلى 100 جنيه، وذلك مع بداية موسم إنقطاع الكهرباء، الذى بدأ مبكرا هذا العام، مشيرا إلى انه كان يتم بيع نحو 200 قطعة فى الأسبوع وصلت الآن الى أكثر من 1000 قطعة، مما جعل الكثير المحال تغير نشاطها وتتجه لبيع الكشافات. وأكد إبراهيم السعيد تاجر تجزئة أدوات كهربائية أن الكشاف الزئبق الصينى كان يباع فى الفترة الماضية ب28 جنيهًا وصل الآن سعره الى 70 جنيهًا، مضيفا أنه حتى الكشافات التى كانت تباع للأطفال للعب قفز سعرها من 2 جنيه إلى 10 جنيهات، حيث يقبل عليها البسطاء. وأشار حسن مصطفى عبدالعزيز، مدرس، الى أنه اضطر لشراء 3 كشافات صينى للتغلب على الانقطاع المتكرر للكهرباء، مؤكدا أن الأسعار مرتفعة جدا، ولكننا مضطرون الى ذلك نظرا لوجود أبنائنا فى التعليم ويذاكرون دروسهم بالليل. وأضاف حسن أن هناك عددًا من المواطنين بقريته من الطبقه الفقيرة لا يمتلكون ثمن كشاف واحد، ويتجهون للشموع لرخص ثمنها، مؤكدا أن الشموع تسبب خطرًا على حياة المواطنين، حيث ينتج عنها الحرائق. وقال رضا الديب تاجر عطارة إن أسعار الشموع زادت بنسبة 30% بعد إقبال المواطنين عليها بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء، ولم تسلم المولدات الكهربائية من الزيادة فى الأسعار، حيث أكد ماهر المحمدى تاجر، أن الفترة الماضية شهدت إقبالا متوسطا على شراء المولدات الكهرباء ومعظمها من من حجم ال3 كيلووات والتى زاد سعر المستورد منها بنسبة 70% واتجاه معظم أصحاب المحال التجارية لشرائها، مشيرا إلى أن سعرها وصل الآن إلى 2700 جنيه. وقال محمد عبدالحميد صاحب مكتبة إنه اشترى مولد كهربائى ليغنيه عن انقطاع الكهرباء، مؤكدًا أن المولد 10 لتر بنزين يكفى لإنارة المحل على مدى 48 ساعه متواصلة او متقطعة، إلا أن الأزمة الأخرى التى تحول دون استعماله هى أزمة البنزين. وعن أسباب زيادة أسعار المولدات قال محمد سالم صاحب إحدى المحلات بالمنصورة أن أسعار المولدات ارتفعت بنسبه كبيرة، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد زيادات ملحوظه لأسعار المولدات بنسبة 100% بسبب زيادة الجمارك والارتفاع الملحوظ لسعر الدولار وزيادة مصاريف الشحن. وداخل صراع المولدات والشموع والكشافات ولمبات الجاز خرجت دعوات المواطنين التى تطالب بالامتناع عن دفع فواتير الكهرباء خاصة مع انقطاع التيار الكهربائى عن المستشقيات والحضانات ووحدات غسيل الكلى وأقسام العناية المركزة وأقسام الشرطة, وبالفعل امتنع مواطنو مراكز المطرية والمنزلة وبلقاس وأجا وشربين والمنصورة عن دفع فواتير الكهرباء.