قال وزير الخارجيَّة العراقي الدكتور إبراهيم الأشيقر الجعفري، إن العراق يسعى إلى أن يكون عامل استقرار في مُحيطه الإقليميِّ، والدوليِّ بعيدًا عن كلِّ ما من شأنه أن يزيد التوتر، وعدم الاستقرار في العالم، وأنه انضمَّ إلى جميع المُعاهَدات الرئيسة لنزع السلاح، مُؤكِّدًا التزامه الكامل بتنفيذ جميع أحكامها، ومتطلباتها. وحسب صفحة الخارجية العراقية على "فيس بوك"، أضاف الجعفري، في كلمة ألقاها في مُؤتمَر نزع السلاح الذي يعقد على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان في مدينة جنيف، أنَّ سباق التسلح لا يُؤدِّي إلى إحلال السلام والأمن بقدر ما هو سبب رئيس للتوتر، وعدم الاستقرار. وأكد الجعفري، أنَّ تمسُّك العراق باتفاقيَّات ومُعاهَدات نزع السلاح، وعدم الانتشار يأتي إيمانًا منها بأنَّ تحقيق عالميَّة الاتفاقيَّات الدوليَّة المعنيَّة بأسلحة الدمار الشامل، والامتثال لها دون تمييز، والقضاء الكامل على تلك الأسلحة تُعَدُّ من الركائز الأساسيَّة التي تُعزِّز السلام والاستقرار العالميّ. وأكد الجعفري أن العراق يُشاطِر العديد من الدول في مواقفها بوُجُوب إبقاء نزع السلاح النوويِّ على رأس أولويَّات المُؤتمَر، مُضيفًا بالقول على الدول الالتزام بالسعي بحُسن نيَّة إلى إجراء مُفاوَضات تُفضي إلى نزع السلاح النوويِّ بجوانبه كافة في ظلِّ رقابة دوليَّة صارمة وفعَّالة، مُعلِّلا ذلك بانَّ الطبيعة المُدمِّرة لهذه الأسلحة تجعل القضاء عليها تمامًا وبشكل نهائيّ ضرورة لبقاء البشريَّة جمعاء، وأنَّ استمرار وُجُودها يُشكِّل مصدر تهديد للسلم والأمن الدوليِّين. وأشار إلي أن العراق يُؤكِّد من جديد دعمه لإنشاء مناطق خالية من الأسلحة النوويَّة في جميع أنحاء العالم كخطوة مُهمّة نحو القضاء على الأسلحة النوويَّة، وأننا نُعرب عن أملنا في أن تضع اجتماعات اللجنة التحضيريَّة لمُعاهَدة عدم الانتشار التي ستُعقَد في شهر آيار المقبل في فيينا الأُسس السليمة لضمان نجاح مُؤتمَر المُراجَعة القادم في العام 2020، وإحراز نتائج إيجايبَّة تؤدِّي إلى تنفيذ أحكام المُعاهَدة، وتُساهِم في تعزيز الأمن والاستقرار الدوليّين. وكشف سيادته عن وجهة نظر الحكومة العراقيَّة بالقول: "العراق يُشجِّع أيَّ جهد يُبذَل، أو أيّة مُفاوَضات تُجرى بين الدول الحائزة على تلك الأسلحة؛ من أجل التوصُّل إلى خفض جدّي للأسلحة النوويَّة وُصُولًا إلى عالم خالٍ منها، ومن الضروريِّ العمل على إيجاد صكٍّ قانونيٍّ دوليٍّ مُلزِم تقوم بموجبه الدول الحائزة على الأسلحة النوويَّة بإعطاء ضمانات غير مشروطة للدول غير الحائزة على الأسلحة النوويَّة بعدم استخدام، أو التهديد باستخدام الأسلحلة النوويَّة من جانب الدول الحائزة". وبخصوص وجهة نظر العراق أيضًا فيما يتعلق بإنتاج الموادِّ الانشطاريَّة قال الجعفريّ: "إنَّ مُواصَلة إنتاج هذه الموادِّ يُشكِّل خطرًا على تحقيق هدف نزع السلاح النوويِّ، وعدم الانتشار؛ وعليه فإنَّ العراق يدعم فكرة تحقيق ولاية تفاوضيَّة لوضع مُعاهَدة غير تمييزيَّة مُتعدِّدة الأطراف، وقابلة للتحقق دوليًّا وبفاعليّة؛ لحظر إنتاج الموادِّ الانشطاريَّة التي تُستخدَم لصنع الأسلحة النوويَّة، وغيرها من المُتفجِّرات النوويَّة". وأمّا في مجال الفضاء الخارجيِّ فقد بيَّن السيد الوزير قائلًا: "إننا نُشاطِر الدول الأعضاء على أنَّ الفضاء إرث مُشترَك للبشريَّة جمعاء، وينبغي استكشافه لأغراض سلميَّة فقط؛ إذ إنَّ عسكرته سوف تقود إلى سباق تسلح مُكلِّف، ومُدمِّر، ويجب منع وُقوع هذا السباق".