وسط التغييرات التي طرأت على القواعد المنظمة لصناعة النقل الجوي، وتحديدًا مع انطلاقة القرن الحادى والعشرين كان أول ظهور للتحالفات بين الناقلات الجوية العملاقة منذ عام 1997 بهدف الحفاظ على المنافسة وتعظيم الإيرادات والتحكم في تكلفة التشغيل، إضافة إلى الهيمنة على الأسواق العالمية. من هنا ظهرت مجموعة كبيرة من الناقلات العملاقة وتطورت أبعادها ونشاطاتها بينما انهار البعض الآخر واستقر الأمر على وجود ثلاثة تحالفات عالمية كبرى «النجوم Star، وفريق السماء Sky Team، وعالم واحد One Worled»، وعبر هذه التحالفات سيطرت 37 شركة طيران أعضاء بها على 66٪ من إجمالى الحركة العالمية وبالتالى لم يتبق سوى نصيب متواضع من الحركة بلغ 34 ٪ تنافست عليه باقى الشركات خارج هذه التحالفات. وأمام ذلك، أصبحت شركات الطيران في العالم تعمل من خلال الاتفاقيات فيما بينها لتنظيم التعاون في ظل بيئة تنافسية متغيرة واجهتها، خاصة خلال العقود الثلاثة الماضية وقد أدت هذه الاتفاقيات إلى دخول الشركات الكبيرة مع الشركات الصغيرة لتمدها بالحركة بنظام التجميع والتوزيع بحيث تكون سيطرة الشركات الكبيرة على انتقال الراكب من بداية الرحلة حتى نهايتها. كل ما سبق، أدى إلى ظهور أحد أهم ممارسات التحالفات العالمية، وهو ما يطلق عليه المشاركة بالرمز (Code Share)، ونتج عنه انخفاض فرص تبادل قبول المستندات (الأنتر لاين) للشركات خارج التحالف بحيث تم التركيز على نقل الراكب على الشركات الأعضاء في التحالف فقط، ومع التوسع في التحالفات تبين تأثيرها الإيجابى على الإيرادات والركاب، حيث أدت إلى تحسين الخدمة وتخفيض الأسعار. تحالف النجوم Star يعد أقوى التحالفات في النقل الجوي، حيث يسيطر على ما يقرب من 35 ٪ من الحركة الركابية في العالم وانضمام «مصر للطيران» لهذا التحالف القوى لم يكن أمرًا سهلًا لأن شركة الطيران التي ترغب في الانضمام للتحالف لابد أن تحقق الضوابط والقواعد التي حددها التحالف للحصول على المنافع والاستفادة من الأسطول في الحركة الجوية. من هنا استعدت مصر للطيران للانضمام لتحالف النجوم وبعد مشوار من التقييم من قبل التحالف أصبحت عضوا بالتحالف في 2007، وبعد مرور كل هذه السنوات ما زالت الشركة الوطنية عضوًا في التحالف مما يؤكد أنها شركة طيران عالمية رغم الأزمات المالية التي لحقت بها منذ 2011، وهو ما يؤكد نجاح المسئولين بالشركة في الحفاظ على مكانتها في التحالف والالتزام بالضوابط التي تم تحديدها وهى الآن في المنطقة الآمنة التي من خلالها يمكنها من الاستمرارية بقوة في التحالف رغم التحديات والصراعات الدولية في هذا النشاط. أما الآن فشركات الطيران الخاصة تدعو إلى تحالف في إنشاء شركة تعمل في نشاط الخدمات الأرضية دون النظر إلى الخطوط الجوية لخدمة رحلاتها لتخفيض النفقات التي تتحملها مقابل الحصول على هذه الخدمة في محاولة لإثبات وجودها رغم قلة إمكانياتها والادعاء بأن الشركة الوطنية تجور على مصالحها. الصراع حاليا توجهه الشركات الخاصة بينما مصر للطيران لا تلتفت إلى ما يتردد على لسان الشركات الخاصة من شائعات وأقاويل لا تمت للحقيقة بأى صلة وهذا هو مصدر قوة الشركة الوطنية التي تثق في قدراتها وخبرتها ومكانتها العالمية التي حققتها بشهادة الهيئات والمنظمات الدولية في كل أنشطتها.