من عاش فرحة الشعب المصرى كله بعد فوز منتخب مصر في بطولة كأس الأمم الأفريقية على منتخبات أوغندا وغانا والمغرب وبوركينا فاسو وقبل مواجهة منتخب الكاميرون، أول أمس الأحد، في نهائى البطولة يدهش من حب هذا الشعب لوطنه وبلده مهما تعرض لأزمات.. ينسى كل همومه ومشكلاته، ويخرج إلى الشارع في سعادة غامرة يعبر عن فرحته عقب كل انتصار يحققه منتخب مصر في أي بطولة من البطولات. انتصارات المنتخب المصرى لكرة القدم توحد الشعب كله بمختلف انتماءاته ودياناته وعقائده.. الكل يلتف حول علم مصر واسم مصر يفرح لانتصاراتها ويحزن لخسارة فريقها، ولعل البطولات الأفريقية هي الأكثر تعبيرًا عن هذه الحالة لأن البطولة مجمعة في دولة واحدة، وتجرى المباريات الست من دور ال 16 وحتى المباراة النهائية خلال أسبوعين فقط، وقد عشت خلال الأيام الماضية فرحة المصريين بالانتصارات المتتالية، وظل فريق بلدنا محافظا على شباكه نظيفة دون أن يدخل فيها هدف واحد حتى كانت المباراة الخامسة أمام خيول بوركينا فاسو، عندما سجل بانسى هدف التعادل لفريقه بعد أن تقدم محمد صلاح بهدف رائع لمنتخب مصر، وكانت قمة المتعة والإثارة أن لعب الفريقان ركلات الجزاء الترجيحية بعد انتهاء الوقتين الأصلى والإضافي بالتعادل 1/1، وما تلا ذلك من إثارة وبراعة للحارس العملاق الأسطورة عصام الحضري، الذي يهز الدنيا كلها بتألقه وإنقاذ مرماه وضد آخر ركلتى جزاء لمنتخب بوركينا فاسو ومنتخب مصر للصعود إلى نهائى البطول، وقد تخطى الرابعة والأربعين من عمره، مما جعل العالم كله يتحدث عنه وعن إنجازه العظيم، ووصفته ال«فيفا» بأنه حارس أسطورة.. وتحدث عنه إيكر كاسياس، أعظم حارس مرمى في تاريخ إسبانيا، فقال: اصنعوا تمثالا لهذا الحارس الذي حطم كل الأرقام القياسية! لقد كانت ليلة الأربعاء الماضي.. يوم مباراة مصر وبوركينا فاسو يوما تاريخيا في حياة الشعب المصرى الذي توحد بكل أطيافه، وفى لحظة واحدة خرج الملايين من الشعب إلى الشوارع والميادين في كل المحافظات فرحين ومهللين يحملون علم مصر ويهتفون باسم مصر. لقد نجح المنتخب في توحيد الشعب كله، وهو ما فشلت فيه كل الأحزاب السياسية.