مصدر أمني: الإرهابيون طوروا أساليبهم الإجرامية في السنوات الأخيرة تحول الإرهاب إلى صناعة لها قواعد محددة، ومصادر تمويل وخطوط إنتاج مختلفة.. فهناك من يدبر ويخطط ويصدر التكليفات، ومن يصنع ويصمم العبوات الناسفة والمتفجرات، ومن ينفذ الهجوم سواء كان إرهابيا عاديا، أو انتحاريا حول نفسه إلى قنبلة ضخمة، وهناك من يتولى مهمة جلب المواد الكيميائية شديدة الخطورة والدوائر الكهربائية والإلكترونية، لاستخدامها في تصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة.. وهناك من يتولى مهمة تدريب وتأهيل العنصر المتطرف، و"غسيل دماغ" الانتحارى، بحيث يخرجه من الدنيا ويجعله يتحرك على الأرض وكأنه يعيش في الآخرة، ولتحقيق ذلك فإنهم يغرونه بما في الجنة من خير ونعيم وملذات مما تشتهى الأنفس، من حور عين وقصور فخمة وحدائق قطوفها دانية.. ووصل الأمر في إحدى الحالات إلى تقديم وعود للانتحارى، بتحقيق أحلامه بمجرد تفجير نفسه، حيث تم إعطاؤه سلسلة مفاتيح بها مفتاح كبير ومجموعة من المفاتيح الأصغر، وأقنعوه أنها مفاتيح قصره في الجنة وما به من غرف عديدة، ومنحوه أيضا عقدا مكتوبا يفيد بملكيته لهذا القصر.. الأغرب من ذلك أنهم أعطوه صورة المطربة اللبنانية نانسى عجرم، وزعموا أنها ستكون إحدى "الحور العين" المرافقة له في الجنان! ترى ما هي تفاصيل إعداد الانتحارى وتجهيزه نفسيا كى يتقبل تفجير نفسه وتحويل جسده إلى أشلاء.. وما هو التحليل النفسى لشخصية الإرهابى بشكل عام.. ومن أين يحصل المتطرفون على المواد شديدة الخطورة مثل ال "tnt وc4" وغيرهما.. وكيف يتعلمون تصنيع المتفجرات ودور مواقع الإنترنت في ذلك؟ إجابات هذه التساؤلات وغيرها في الملف التالى: المتابع للعمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد مؤخرا، يدرك جيدا أن هناك تطورا كبيرا في أساليب الجماعات الإرهابية، والأسلحة والمواد المتفجرة.. فالإرهابيون في البداية استخدموا عبوات بدائية الصنع يتم زرعها في أحد الأماكن المراد تفجيرها، وتطور الفكر إلى استخدام العبوات الناسفة، ثم استخدام التحكم عن بعد وتقنيات وأدوات متطورة في التفجير وصولًا إلى الأحزمة الناسفة والانتحاريين والسيارات المفخخة. ويمتلك الإرهابيون منذ 38 عامًا، كافة الوسائل لتصنيع القنابل، ففى يوم 16 ديسمبر عام 1989 قرب كوبرى الفردوس بالقاهرة استخدمت سيارة ملغومة، في محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق زكى بدر، ولكن السيارة لم تنفجر في ذلك الوقت. وقال مصدر أمني سابق بوزارة الداخلية، إنه بضغطة زر واحدة على جهاز الكمبيوتر يمكنك الحصول على عشرات الآلاف من النتائج حول كيفية تصنيع القنابل البدائية ومكوناتها.. وأضاف أن الأمر لم يعد مقتصرًا على خبراء التصنيع فقط، فأصبح أمام الجميع القيام بذلك الأمر ولكن كيفية الحصول على المواد هو المعوق أمام حائزيها، إلا إذا كان هناك تقصير لجهاز الشرطة للتصدى لمثل هذا الأمر وتجفيف منابعه وتعقب للقائمين على بيع هذه المواد. وأضاف المصدر الأمني في تصريحات خاصة ل"فيتو" إبان تولى الرئيس المعزول محمد مرسي سدة الحكم في 2012، قام بالإفراج عن تكفيريين شديدى الخطورة فيما يسمى "العائدون من ألبانيا وأفغانستان والعراق وسوريا"، فهؤلاء يتقنون جيدًا فنون تصنيع العبوات البدائية والناسفة والأحزمة والتفخيخ بكافة أنواعه، ونقلوا خبراتهم إلى آخرين داخل البلاد يعبثون بأمن الأوطان. أنواع المواد التفجيرية في سياق متصل أفاد مصدر بإدارة المفرقعات، بأن مواد البارود الأسود وفلمنات الزئبق ونترات الجلسرين ونترات البنزين ونترات البوتاسيوم، وC4،TNT، ANFO وDX3،DX4، CX وPDX، وأزيد الرصاص، وأزيد الفضة، وبروكسيد الهكسامين، وبروكسيد الأسيتون أكثر المواد استخداما في العمليات الإرهابية من بينها حادث تفجير مديريتى أمن القاهرة والدقهلية وكمين كرم القواديس واغتيال النائب العام السابق وحادث الكاتدرائية البطرسية بالعباسية. وفجر المصدر مفاجأة بأن الإرهابيين طوروا من أساليبهم مؤخرًا في تفجير العبوات ونصب الأكمنة لخبراء المفرقعات بوضع مفجر خارجى وأثناء القيام بالتفكيك ينفجر المفجر الداخلى، ووضع عبوة داخل عبوة واستخدم هذه الأسلوب في عبوة منطقة القاهرة الجديدة بمحيط مول داون تاون، ومدينة العريش، وكذلك حادث استشهاد النقيب ضياء أبو الفتوح عام 2015 خلال تفكيك عبوة بمنطقة الطالبية. وكشف المصدر في المفرقعات أن الإرهابيين يوصلون الدائرة الكهربية بدائرة إلكترونية ذات مواصفات معينة يمكن من خلالها التقاط إشارة من جهاز اللاسلكى أو التليفون المحمول، فتنفجر العبوة، وهذه أحدث الأساليب المتطورة في تصنيع المتفجرات، وتستخدم في الفترة الحالية. طرق الحصول على المواد الانفجارية كشف مصدر أمني مطلع، أن التحقيقات الأمنية مع عدد من المتورطين في الجرائم الإرهابية المقبوض عليهم أكدت أنهم يحصلون على المواد المتفجرة بوسائل متنوعة من بينها قيام بعض الأشخاص والبدو بتجميع مخلفات الحروب، والدانات والألغام الموجودة في سيناء والعلمين واستخراج البارود ومادة (T.N.T) منها وتجميعها وبيعها للإرهابيين مقابل آلاف الجنيهات. وأشار المصدر إلى أن المناجم والمحاجر تحصل على مادة (T.N.T) شديدة الانفجار والديناميت لتفجير الجبال، ويقوم بعض العاملين والقائمين على توصيل هذه المواد إلى المحاجر، بتجميع كمية من هذه المواد وسرقتها وتخبئتها وبيعها في السوق السوداء لتصل في النهاية إلى أيدى الإرهابيين. وأضاف المصدر، أن مواد النترات والأمونيا التي تدخل في صناعة الأسمدة الزراعية يسهل الحصول عليها ويتم خلطها مع مواد كيميائية بالاشتعال مع نشارة خشب يمكن إنتاج قنبلة تفجر أي هدف يريده الإرهابيون. وأكد أن مادة حمض النيتريك ومشتقاته ونترات الأمونيوم تستخدم في صناعة الأسمدة الزراعية وبإضافة إليها البنزين بكميات معينة تنتج مادة شديدة الانفجار. وأشار المصدر أيضا؛ إلى أن المخصبات الزراعية ومنها مادة اليوريا "سماد للنباتات" يتم إضافة برمنجانات الأمونيوم ونترات البوتاسيوم والكبريتات التي أيضًا تستخدم كسماد عضوى للنبات، وتتحول إلى مواد شديدة الانفجار. وأضاف المصدر أيضا أن البارود الأسود متوافر في الأسواق، ويستخدم في تصنيع البمب والصواريخ الخاصة بلعب الأطفال ويمكن إنتاج قنابل منه. الصيدليات نوه المصدر إلى أن بعض المواد الكيميائية التي تدخل في صناعة الأدوية يحصل عليها الإرهابيون من الصيدليات والشركات، من بينها مركب «ثلاثى النيترو جلسرين»، المعروف بال"جلسرين"،" ثلاثى نيترو فينول" المعروف ب«حمض بكريك» ويستخدم كمرهم لعلاج الحروق ويدخل في صناعة المتفجرات، ومركب (ثلاثى نيترو التولوين) يحتوى على النيترو بنزين، المادة الأساسية التي تستخدم في شتى أنواع المتفجرات وتدخل في صناعة القنابل البدائية، وثلاثى الكحول الإثيلينى المعروف بالسبرتو، والبنزين العطرى، وحمض الكبريتيك (ماء النار)، وحمض النيتريك. وأكد أن مادة الصودا الكاوية ومواد أخرى تدخل في صناعة المنسوجات والصابون وإذا تفاعلت مع البنزين يمكن إنتاج مواد تفجيرية وتتواجد بالأسواق من بينها الموسكى والمحال. (dx3، dx4) وحول مواد (dx3، dx4) أكد مصدر مطلع، أن هذه المواد تكون مهربة عبر الحدود من دولتى ليبيا والسودان ولا يوجد منها داخل البلاد وتكون أقوى عشرة أضعاف من مادة (سى فور) وتعتمد على سحب الأكسجين من الجو وتفاعله مع ثانى أكسيد الكربون. وأكد أن هذه المواد استخدمت في حادث اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات وكذلك حادث تفخيخ شقة الهرم الذي أسفر عن استشهاد 6 من رجال الشرطة، ومدنيين اثنين، وإصابة آخرين جراء الحادث. طرق المواجهة قال مصدر أمني مسئول بالإدارة العامة للحماية المدنية، إن الإدارة تستخدم تقنيات حديثة في الكشف عن المفرقعات والتعامل مع القنابل بمختلف أنواعها فتم اعتماد مخصصات مالية مؤخرًا وتم استيراد العديد من المعدات الحديثة. وأضاف المسئول الأمني ل"فيتو"، أن من بين الأجهزة الحديثة جهاز «ألفا6» يكشف مكونات العبوة باستخدام بصمة المادة المتفجرة التي يتم البحث عنها بالمكان التي يتم زرعها بداخله لتحديد وسائل التعامل مع العبوة.