اليوم نحتفل ونشارك الأطفال الأيتام يومهم، وذلك كمحاولة لإدخال البهجة على أطفال قد حرموا من أقرب وأحب الناس إليهم.. فلقد حرموا من حنان واحتواء الأم.. ومن عطف ومسئولية الأب.. ولذلك فهم يحتاجون إلى قلوب رحيمة تحتويهم وتساعدهم على تحمّل مصاعب الحياة.. ولقد أوصانا الرسول الكريم بحسن معاملة اليتيم.. فلقد قال صلى الله عليه وسلم: "من مسح على رأس يتيم، لم يمسحه إلا لله، كان له فى كل شعرة مرّت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو فى الجنة كهاتين".. وفرق بين أصبعيه السبابة والوسطى.. ولليتيم صفات شخصية ونفسية خاصة نتيجة حرمانه من والديه، ولذلك فهو يحتاج إلى معاملة خاصة، حتى لا يُصاب باضطرابات سلوكية، أو عقد نفسية.. هذا ما تؤكّده دكتورة عبلة إبراهيم أستاذ دراسات الطفولة.. وتقدّم عبلة أسرارًا ومفاتيح التعامل مع اليتيم حتى ينشأ سويًّا نفسيًّا، وعضوًا صالحًا بالمجتمع.. أهم ما يحتاجه اليتيم هو الحضن الدافئ والكلمة الطيبة، لذلك لا بد من إغداقه بالحنان الذى افتقده نتيجة فقدانه أمه. تفهّم نفسية الطفل اليتيم هى أساس التعامل معه، وكسب ثقته، ومنحه الثقة بنفسه، حيث إنه غالبًا ما يعانى من عدم الثقة بالنفس، لأنه يشعر بأنه أقل ممن حوله لفقده والديه.. ولذا لا يجب أن نوجّه إليه اللوم والتوبيخ عندما يخطئ مثل بقية الأطفال.. لأن ذلك يصل إليه بشكل مختلف، على أنه يلاقى القسوة ممن حوله لفقده والديه.. والبديل فى النصح والإرشاد بحنوٍ وهدوءٍ دون تعنيف. لا بد أن نحذر من تدليل الطفل اليتيم، خوفًا من القسوة عليه، فهناك شعرة فارقة بين العطف والتدليل المفسد، فلا ينبغى أن نتساهل فى الغلط، أو نتغاضى عنه، لكن أن تكون هناك مناقشة ونصح أولًا بأول. الحزن هو السمة السائدة على ملامح اليتيم، فكلما خلا إلى نفسه تذكّر الحرمان الذى يعانى منه، ولذلك لا بد أن نحيطه بجو من المرح والسرور دائمًا، وأن لا نجعله يختلى بنفسه كثيرًا.. حتى لا يسيطر عليه الحزن.