* ازدراء الدين كفر صريح.. والمطالبون بإلغاء العقوبة ينفخون في النار هل الأزمة تكمن في إلغاء العقوبة، أم في مقاومة الخطأ؟ هذا السؤال المزدوج طرحته بقوة المطالبات البرلمانية وغير البرلمانية المتراكمة الخاصة بإلغاء الفقرة "و"، من المادة "98" من قانون العقوبات المتعلقة بعقوبة ازدراء الأديان، المطالبون بإلغائها يتحدثون عن حرية الرأى والتعبير وعودة محاكم التفتيش، ويدافعون عن شخصيات لا تملك ثراءً معرفيًا ذا وزن، بقدر ما تملك القدرة على الإبحار ضد التيار، وإثارة غضب الرأى العام الذي لا يرتضى لأى عابر سبيل أن يهين دينه ومقدساته، تحت أي سبب من الأسباب، أما المتمسكون بالإبقاء عليها والذود عنها، فيرون أن إلغاءها سوف يمنح هواة الفوضى، ومثيرى الفتن، والمتطاولين على الأديان السماوية الضوء الأخضر، تلقائيا، لممارسة إسفافهم الفكرى وانحطاطهم الأخلاقى، ومن ثم قد نجد أنفسنا أمام موجات جديدة من التجاوزات، قد تتجاوز في خطورتها ما فعله الداعية أبوإسلام الذي مزق الانجيل أو إسلام البحيري وفاطمة ناعوت، ما يتطلب عدم المساس بتلك الفقرة.."فيتو" أجرت مواجهة مع أطراف القضية. في الحلقة الثانية تحاور "فيتو" «الشيخ سامح عبدالحميد - القيادى بالدعوة السلفية» الذي أبدى استياءه من المطالبات التي تعالت أصواتها، خلال الفترة الحالية بإلغاء عقوبة ازدراء الأديان، واعتبارها ضمن حرية الفن والإبداع، مهاجمًا المطالبين بذلك ووصفهم بأنهم «منحرفون فكريًا». وشدد «عبدالحميد» على ضرورة تغليظ العقوبة في حق كل من يهين الإسلام، مؤكدًا أن حكم ازدراء الدين الإسلامى بإجماع كل العلماء «كفر صريح».. وإلى نص الحوار: كيف ترى الدعوات الرافضة عقوبة ازدراء الأديان؟ دعوات مشبوهة وتأتى على غير رغبة المجتمع المصرى ولا تعبر عن موقفه تجاه الطعن في الدين الإسلامى وثوابته والرسول عليه الصلاة والسلام، وعلى المطالبين أن يعوا أنهم بمطالباتهم تلك ينفخون في النار ويقفون ضد المسلمين جميعًا. ما حكم الدين في ازدراء الأديان؟ الازدراء يعنى الاستخفاف والسخرية والاستهزاء بالله تعالى أو بالقرآن أو بالرسول صلى الله عليه وسلم، وهو في حكم الدين كفر يخرج من الملة، وقد دلَّ على هذا قوله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ. لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)، كما أجمع على كفره أهل العلم. السلفيون يرفعون شعار «الفكر لا يواجه إلا بالفكر» لكنكم واقعيًا تطالبون بتغليظ عقوبة ازدراء الأديان بدلا من الحوار؟ بالطبع الفكر لا يُواجه إلا بالفكر وديننا أمرنا بهذا، كما أمرنا بضرورة إجراء حوار ومناقشة المخالفين، إلا أن ذلك لا يمنع أن الجريمة تُواجه بالعقوبة، وازدراء الإسلام جريمة تستدعى العقوبة لتكون عبرة لمن لا يعتبر أو تسول له نفسه أن يخوض في الإسلام ويشوهه أو يستهزئ به وبتعاليمه وبرسوله. هل بحبس صاحب الرأى المخالف لمعتقداتكم تنتهى الإشكالية؟ الواقع يُثبت أن عقوبة من يرتكب هذه الجريمة تردع غيره ويكون عبرة يعتبر منها الجميع، وألا يتجرأ أحد على الخوض بالمنكر في الإسلام، وتجعلهم يلتزمون الأدب مع الشرع ويخشونه ويحتسبون للمسلمين حسابًا، ولعل سجن إسلام البحيرى بعد أن طعن في البخارى وسعى لتشويه التراث الإسلامي، وكذلك الحكم على فاطمة ناعوت بعد سخريتها من شعيرة الأضحية، خير مثالين على أن العقوبة الجنائية رادعة وتحقق الهدف منها وتمنع هؤلاء من الطعن في الدين. هل يحتاج المتهم بازدراء الأديان إلى الاستتابة؟ أجمع العلماء على أن الاستهزاء بالدين كفر صريح وعلى من يرتكب تلك المعصية بقصد أو دون أن يستتاب، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وأن يتوب توبة نصوحًا. في رأيك.. هل نحتاج تغليظ العقوبة لمواجهة الفكر؟ بكل تأكيد نحتاج إلى تغليظ العقوبة على من يثبت بحقه ازدراء الدين الإسلامي، فالفكر المنحرف يتحول إلى أفعال ضارة بالمجتمع بل يزرع الفتن والقلاقل، وهو خطر على أمن البلاد والعباد، وردعه والوقوف في وجهه واجب على كل مسلم قادر. تهمة ازدراء الأديان تضع مصر في حرج على المستوى الدولي.. هل من سبيل لمواجهة الأخطاء بدلًا من السجن؟ لماذا دائمًا علينا أن نخضع لمعايير المجتمع الدولى وأن نترك تعاليمنا، على المجتمع الدولى بدوره أن يحترم خصوصيات كل بلد، كما أن الدين الإسلامى دين عالمى ومنتشر في كل أنحاء العالم وأحكامه معروفة بعدالتها. ألا ترى أن تهمة ازدراء الأديان تسلط الأضواء على أشخاص ليسوا ذوى قيمة وتصنع منهم أبطالا؟ بالطبع هناك مرتزقة وأفاقون يحاولون أن يكسبوا عيشهم من الاستهزاء بالدين والدخول في معارك للشو الإعلامي فقط دون أن يملكوا حجة أو دليلًا على ما يرددون من مزاعم، ويكون هدفهم الوحيد إما الشهرة أو تنفيذ أجندات خارجية لإشاعة الفوضى والقلاقل داخل المجتمعات. الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية ل "فيتو"..