مركز حقوقى: العقار يتم استيراده من الخارج والدولة تدعمه.. و"الصحة" ترد: توفير 41 ألف عبوة تكفى 8 أشهر عميد معهد الأورام السابق: العقار يحقق نسب شفاء مرتفعة.. ولا يمكن استبداله ورخص ثمنه سبب نقصه هل تهتم الحكومة بمن مات ومن عاش؟ هل يشغل رئيس الوزراء جدول أعماله بمتابعة الذين غابوا من تحت سماء مصر ب"فعل المرض"، أم أنه يترك الأمور تسير تحت بند "الأعمار بيد الله"؟ هل طلب في صباح ما قبل أن يبدأ جولاته الميدانية إحصاء بمن رحلوا لأنهم لم يستطيعوا الحصول على الدواء؟ هل أوكل رئيس الحكومة مهمة توفير "نواقص الأدوية" لأحد المقربين إليه وطالبه بإنهاء الأمر بأى وسيلة ممكنة؟ لو كنت من الذين يتمسكون –مثلما يفعل رئيس حكومة مصر- بالحياة تحت لافتة "الأعمار بيد الله"، فمن المؤكد أنك ستجد مليون عذر تمنحه لكل مسئول في الحكومة يبعده عن تهمة "الإضرار العمدى بالمصريين"، لكن.. لو كنت من الذين قضوا ساعات طويلة من أيامهم الأطول في طوابير المستشفيات، منتظرين "تذكرة دخول"، باحثين عن نوع معين من الدواء للأسف لم تنتبه الحكومة إلى أنه خرج من الخدمة... فمن المؤكد أن إجابتك ستكون مغايرة، ومعبرة – في الوقت ذاته- عن الحقيقة المُرة. الطفل جرجس.. كان على موعد مع خبر صادم، التحاليل النهائية أكدت أنه مصاب بسرطان الدم "اللوكيميا"، فالطفل الذي بدأ والده سعيد هانى ميخائيل رحلة علاجه اصطدم بأن عقار "بيورنثول" العلاج الذي يحتاجه ابنه لا يمكن الحصول عليه بالسهولة التي توقع أن تكون. والد "جرجس" بدأ سرد تفاصيل رحلته مع مرض ابنه والبحث عن ال"بيورنثول"، بقوله: ابنى تلقى العلاج الكيماوى في معهد ناصر بالدور الخامس لمدة 4 أشهر، بعد ذلك وصف الطبيب المعالج له عقار "بيورنثول" وهو مكمل للبرنامج العلاجي، وقد فشلت في العثور على الدواء في أي مكان،. "نقص الدواء" لم يكن الأمر الوحيد الذي عانى منه والد "جرجس"، حيث اكتشف أثناء رحلته أن هناك نوع علاج آخر لا يوفره التأمين الصحى إلا بعد الحصول على "تأشيرة" تحتاج الانتظار لأشهر طويلة حتى يتم الحصول عليها، رغم أن الطفل يتبع التأمين الصحى ولا يحتاج للبحث عن موافقات للحصول على الدواء الذي يبلغ سعر الشريط منه في الخارج بالصيدليات الحرة 1950 جنيها يحتوى على 10 أقراص لمدة 5 أيام تؤخذ صباحا ومساء. وأضاف "محدش بيوفر لحد حاجة بناخد العلاج، وكأننا بنشحت منهم، ولازم أتخانق في صيدلية الإسعاف عشان أعرف أجيب عبوة الدواء مدعمة ب40 جنيها، وآخر مرة تلقى فيها ابنى العلاج منذ أكثر من شهر. والد "جرجس" أوضح أيضًا أن معهد ناصر لا توجد به عبوة واحدة من دواء "بيورنثول" والمرضى يجمعون المال من بعضهم ويبحثون عن أي مكان يتوافر فيه الدواء ويشترونه من الخارج. وأنهى حديثه بقوله: إذا استمر الحال كما هو عليه الآن فإن ابنى من الممكن أن يموت، ولن أسمح بحدوث هذا الأمر، وسأفعل أي شيء ليحصل على علاجه". من جانبه قال محمود فؤاد، مدير مركز الحق في الدواء: عقار البيورنثول صنف من 3 أصناف أدوية مكملة للبروتوكول العلاجى لمرضى الأورام يستخدم للمصابين باللوكيميا أحد أنواع سرطان الدم، كما أنه عقار مستورد ليس لد بديل أو مثيل،ويتم استيراده وتوزيعه من قبل الشركة المصرية لتجارة الأدوية ويبلغ سعره 46 جنيها، والكميات التي يتم توريدها لمصر لا تكفى كل المرضى. "فؤاد" تابع حديثه بقوله: من أسباب عدم توافر الدواء في السوق وجود ديون كثيرة للمعاهد والمستشفيات للشركة المصرية لتجارة الأدوية لم يتم سدادها لذلك تمتنع الشركة عن التوريد، وأشار إلى أن المعهد القومى للأورام بالقاهرة أوقف العلاج للأطفال المصابين باللوكيميا لحين توفير الدواء نظرا لأنه لا توجد فائدة من الحصول على جرعات الكيماوى دون وجود عقار "البيورنثول"، موضحًا أن عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى العقار يقرب من 50 ألف طفل في كل المحافظات، مطالبًا بزيادة الميزانية المخصصة له في ذات السياق قال الدكتور علاء الحداد، أستاذ أمراض الدم والمناعة بالمعهد القومى للأورام العميد السابق للمعهد القومى للأورام: عقار "البيورنثول" مهم للغاية في حالات سرطان الدم الليمفاوى الحاد. ويحقق نسب شفاء مرتفعة ولا يمكن استبداله انخفاض ثمنه، فالدواء مُسعر ب44 جنيها يتم استخدامه منذ ما يقرب من 20 سنة، ومع أزمة توفير الدولار وارتفاع سعر الدولار بالتأكيد ستوجد صعوبة في توفير الدواء. مصادر "فيتو" داخل الإدارة المركزية لشئون الصيدلة بوزارة الصحة أكدت أن العقار كان يعانى نقصا منذ أسبوعين ونظرا لأن العقار ليس له مثيل ظهرت الأزمة، إلا أن الشركة المصرية لتجارة الأدوية استوردت من العقار 41 ألف عبوة وهى كمية كبيرة تكفى المراكز ومعاهد الكبد فترة لا تقل عن 8 شهور.