سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الأزهر" من "جنود بونابرت" ل"ميليشيات الإخوان".. مرسى يبكى فى ذكرى مهاجمة الفرنسيين له .. أبناء الفرنجة انتهكوا حرمة الجامع بخيولهم 1798 وطلاب الإخوان حاصروا مشيخته 2013
"سبحان الذى يغير ولا يتغير".. منذ عدة أشهر وبالتحديد فى يونيو الماضي، بكى الرئيس محمد مرسى أثناء سماعه لخطبة الجمعة والتى تحدث فيها الخطيب عن عظمة الأزهر، وعن ذكرى تصديه للغزاة من الفرنسيين، وها هى الأيام والشهور تمر ومع أن الرئيس هو الرئيس إلا أن المعتدى هو شباب الجماعة التى ينتمى لها الرئيس. والآن وبعد مرور عدة أشهر، يظل السؤال الأكثر إلحاحًا، هو هل بكى "مرسي" أمس وهو يشاهد شباب الإخوان يقتحمون المشيخة ويكسرون الباب الرئيسي، فى فعل لم يقدر عليه سوى الغزاة الفرنسيين بقيادة نابليون بونابرت، لينتهكوا بقعة من أطهر الأماكن على الأرض. فمنذ مئات السنين، وتحديدًا خلال الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، اقتحم الفرنسيون الجامع الأزهر، حيث وصف المشهد المؤرخ الراحل "الجبرتي" فى كتابه " تحفة الناظرين"، بأن هذا الاقتحام جاء على خلفية الثورة التى قامت فى شوارع القاهرة ضد الاحتلال وقتل فيها عدد كبير من الفرنسيين وخاصة القيادات. حينها قال "الجبرتي": "وبعد هجعة الليل دخل الإفرنج المدينة كالسيل، ومروا فى الأزقة والشوارع، لا يجدون لهم ممانع كالشياطين، أو جند إبليس، وهدموا ما وجدوه من المتاريس، ودخل طائفة من باب البرقية، ومشوا إلى الغورية، وكرّوا ورجعوا، وترددوا وما هجعوا، وعلموا باليقين أن لا دافع لهم ولا كمين، وتراسلوا إرسالا، ركبانا ورجالا، ثم دخلوا إلى الجامع الأزهر، وهم راكبون الخيول، وبينهم المشاة كالوعول، وتفرّقوا بصحنه ومقصورته، وربطوا خيولهم بقبلته، وعاثوا بالأروقة والحارات، وكسروا القناديل والسهارات، وهشموا خزائن الطلبة والمجاورين والكتبة، ونهبوا ما وجدوه من المتاع والأوانى والقصاع، والودائع والمخبات بالدواليب والخزانات، ورشقوا الكتب والمصاحف، وعلى الأرض طرحوها، وبأرجلهم ونعالهم داسوها... وشربوا الشراب وكسروا أوانيه، وألقوها بصحنه ونواحيه، وكل من صادفوه به عروه ومن ثيابه أخرجوه". وأضاف الجبرتى: وانتهكت حرمة تلك البقعة بعد أن كانت أشرف البقاع ويرغب الناس فى سكناها، ويودعون عند أهلها ما يخافون عليه الضياع، والفرنساويون لا يمرّون بها إلا فى النادر، ويحترمونها عن غيرها فى الباطن والظاهر، فانقلبت بهذه الحركة فيها الموضوع، وانخفض على غير القياس المرفوع. ولم يقتصر الأمر على اقتحام "الأزهر" بل قتلوا علماءه، وكما قال "الجبرتي": إن الفرنسيين قتلوا من علماء مصر نحو ثلاثة عشر عالماً، ودخلوا بخيولهم الجامع الأزهر، ومكثوا فيه يوماً، وبعض الليلة الثانية، وقتلوا فيه بعض العلماء، ونهبوا منه أموالاً كثيرة، وسبب وجودهم فيه أنّ أهل البلد ظنوا أن العسكر لا يدخله فحولوا فيه أمتعة بيوتهم، فنهبوها ونهبوا أكثر البيوت التى حول الجامع، ونشروا الكتب التى فى الخزائن، يعتقدون أن بها أموالاً، وأخذ من كان معهم من اليهود الذين يترجمون لهم، كتباً ومصاحف نفيسة. وواصل الجبرتى حديثه، قائلًا: "ولكن كانت حسابات الفرنسيين خطأ واشتعلت الثورة أكثر، وعلم "نابليون" ما للأزهر من مكانة لدى المصريين فعمل بعدها على التقرب منهم من خلاله، فكما روى مؤرخ الثورة الفرنسية "الجبرتي" فإنه فى عام 1213 هجريًا حاول الفرنسيون الاحتفال فى القاهرة، باستيلاء حملتهم على غزة وخان يونس من الترك، موضحًا أنهم "وفى ذلك اليوم، بعد العصر بنحو عشرين درجة، حضر عدد من الفرنسيين، ومعهم كبير منهم، وهم راكبون الخيول، وعدة من المشاة، وفيهم جماعة لابسون عمائم بيض، وجماعة أيضاً ببرانيط ومعهم نفير ينفخ فيه، وبيدهم بيارق، وهى التى كانت عند المسلمين على قلعة العريش، إلى أن وصلوا إلى الجامع الأزهر، فاصطفوا رجالاً وركباناً بباب الجامع، وطلبوا الشيخ الشرقاوي، فسلمّوه تلك البيارق وأمروه برفعها ونصبها على منارات الجامع الأزهر، فنصبوا بيرقين ملونين على المنارة الكبيرة ذات الهلالين، عند كل هلال بيرقاً، وعلى منارة أخرى بيرقاً ثالثاً. وعند رفعهم ذلك، ضربوا عدّة مدافع من القلعة بهجةً وسروراً، وكان ذلك ليلة عيد الفطر". وأكد على أن هذه المظاهر وأمثالها، مما كان يحرص الفرنسيون على إقامته فى المناسبات الدينية والقومية، مثل الاحتفال بالمولد النبوي، أو مولد الحسين، أو الاحتفال بوفاء النيل، وغير ذلك، لم تكن هذه المظاهر تخفى الحقيقة الواضحة، وهى أن الأزهر علماءه وطلابه، كان يرى فى أولئك المحتلين ألد أعدائه، وأخطرهم على كيانه ونظمه، وقد ترك انتهاك الفرنسيين لحرمة الأزهر واحتلاله، فى نفوس الأزهريين كرهًا لا يمحى، وأمنية تضطرم فى انهيار سلطان أولئك المعتدين، وتحرير البلاد من نيرهم وعسفهم. فهل يتكرر ذلك مع جماعة الرئيس؟.