تصدر قريبا عن مجموعة النيل العربية الرواية التاسعة للكاتبة وفاء شهاب الدين "أورجانزا" وهو التعاون الثاني بين الكاتبة ومجموعة النيل بعد رواية "طوفان اللوتس". وترسم أورجانزا عالما تورطت به الشخصية المحورية وكان إثمها الأوحد عشقها للحياة، رغم كل قناعاتها ومشاعرها وكل ما مرت به من مآسي إلا أن حب الحياة انتصر بداخلها على كل شيء، و"أورجانزا" محاولة جادة لترويض الحياة رغم قسوتها وتآمرها وصدفها الجميلة والسيئة كتبت لتعلم الناس الحب وهو الوسيلة الوحيدة للتعايش والاستمتاع بألم الواقع، والابتسام بسخرية في وجه الخطوب. وتبدأ واقعات السرد من أقصى لحظة تذكُّرية بعيدة في حياة البطلة ليستمر السرد متجها إلى الأمام مقتربا من اللحظة الحاضرة في حياة الشخصية، وما بين الماضي والحاضر، والقريب والبعيد، والعام والخاص، والظاهر والمخفي أو الداخل والخارج، والوصف والبوح، والذاتي والجماعي، والنفسي والواقعي، الريف والمدينة يتشكل العالم السردي من تفاعلات حية بين هذه الثنائيات، ويترسم أمامنا عالم متجنٍ، نفعي، حسي، استغلالي، ذكوري مقابل عالم حالم مثالي نقي تتغياه الشخصية وتتمناه وتحلم به وتفر إليه بمشاعرها، ومن دون أن تنسى أن تجلد الواقع أمامنا. "أورجانزا " هي العمل التاسع للروائية والإعلامية وفاء شهاب الدين، فقد صدر لها من قبل "سيدة القمر" مهرة بلا فارس"،"رجال للحب فقط"، "نصف خائنة"، "تاج الجنيات"، "طوفان اللوتس"، "سندريلا حافية"،" تذكر دوما أنني أحبك". من أجواء الرواية "كأنني أسير على موجات هذا العالم وحدي، أخشى أن أغفل لثانية فأغرق، مقيد اليدين معصوب العينين، أمشي متوقعًا الهلاك في كل لحظة وحين لا يحدث ذلك، لا أستطيع الفرح لأنني أدرك أنني إن لم أمت الآن ستهلكني اللحظة القادمة، عالم آخر أكثر رحمة أهفو إليه، أود أن أغمض عينيَ برغبتي لأستريح، تعبت الركض خلف لاشيء، تعبت التظاهر بأنني القوى وأنا أتداعي من الداخل، تعبت الحرب، أشتهي هدنة ألملم بها ما تبقى مني أو حتى أهرب لا يهم! كيف لي أن أهرب؟!".