أشهرها «الأحمر»و«طوبار»و«الشناوى» وقصرا «المختلط» قصور الدقهلية هى رمز عزتها ودلالة تاريخية على عراقتها لكن هذه القصور اصبحت مرتعا للكلاب والحيوانات الضاله فيما تعانى المناطق الأثرية فى الدقهلية من الاهمال , ولم يعد اهلها يعرفون عنها شيئا. القصر الأحمر المعروف باسم « القصر المهجور»هو احد قصورها المهملة بفعل فاعل , ويقع فى شارع المختلط , وله حكاية سماعية تخيف السكان المجاورين له , ملخصها أنه بعد وفاة اصحابه استخدمته كنيسة مجاورة له لحبس الراهبات المخطئات ,والكنيسة تنفى صلتها بتلك الحكاية , ووزارة الآثار لا تعرف عنه شيئا. حنان محمد«50» عاما إحدى جيران القصر تروي قصته قائلة : هذا القصر قديم وعمره نحو 100 سنة, ملك لشخص اسمه اسكندر رزق, وشكل القصر كان جميلا، ولونه كان أحمر, وكان له شبابيك بعدة الوان ومكونا من 3 طوابق وروف, وكان فيه حديقة كبيرة وخضراء تطرح فواكه وله سور خشبى لونه أحمر. واضافت: «اسكندر» أنجب 3 أولاد, الكبير رزق اسكندر وبعده جورج وعاطف, وبعد وفاة اسكندر ترك البيت لابنه رزق وكان متزوجا من ايلين وكنت انا طفلة وكانوا هم كبار وكانوا فى حالهم وليس لهم علاقة بجيرانهم , ولكن زوجة رزق كانت تنادى للأطفال ليلعبوا فى الجنينة لأنها لم تك تنجب أطفالا. فى الدور الاول – والكلام للحاجة حنان - كانت تعيش ايلين وفى الدور الثانى كان يسكن جورج واولاده، وكان عاطف وزوجته انجين يسكنان فى الدور الثالث، وكان ذلك فى اوائل الثمانينيات وتكمل حنان: توفى رزق الكبير، وسافرت أسرته بعدها الى استراليا وهجرت القصر ولم نعلم عنها أى شىء، أما جورج فكان عنده 60 سنة، وهجر القصر بعد وفاة اخيه ب4 سنوات, وظل عاطف وزوجته, وكانت مدرسة فى الكنيسة، وبعدها اختلف عاطف معها، فترك لها القصر، وعاشت فيه وحدها لفترة قصيرة، ثم هجرته، وآلت ملكية القصر للكنيسة, فباعت منه 300 متر من الجنينة لدكتور يدعى محمد خاطر فبنى عليها بيتا كبيرا , وظل باقى القصر تحت اشرافها فترة طويلة, وكان طلبة الجامعات يترددون على القصر لدراسة جماله وروعة تصميماته, ومنذ سبع سنوات أتى تاجر صعيدى ليهدم القصر ولكن وزارة الآثار علمت بالامر ومنعته , فسرق الشبابيك والأسقف والأبواب وسور الحديقة الخشبى ليلا , وسرق كل مايمكن حمله وترك القصر خرابة ومن وقتها والقصر أصبح مهجورا . أما عن قصرى منطقة المختلط اللذين أستخدما مقرين للمحكمة الابتدائية ولمحكمة الاستئناف فهما معلمان اثريان وتاريخيان وتبدأ قصتهما عندما بنى الخديو اسماعيل قصرين كبيرين متقابلين فى عام 1909 م بالقرب من البحر الصغير، وهو الذي دارت فيه معركة المنصورة مع لويس التاسع، وكان يربطهما كوبري علوي ثم بني أمامهما استراحة علي النيل بالمنصورة، تقف أمامها دهبية والده الخديو للتنزه في النيل. وشغلت هذه الدار والدة الخديو ولكن عندما أنشئت المحاكم المختلطة، وهي المحاكم المختصة بمحاكمة الأجانب شغلت المحكمة المختلطة بالمنصورة هذين القصرين وذلك لكثرة الأجانب بالمنصورة، وسمي الحي الذي يقع فيه القصران حي المختلط. وكانت هذه المحاكم في القاهرة والإسكندرية والمنصورة فقط, وأعطيت الاستراحة التي تقع علي ضفة النيل إلي بلدية المنصورة، فتم شغلها بدار الكتب، وكانت مكانا رائعا للقراءة. وعندما ألغيت المحاكم المختلطة شغلت محكمة الاستئناف القصرين دون الاستراحة الموجودة علي ضفة النيل والتى خصصت لدار الكتب واتخذها الحزب الوطنى المنحل مقرا له حتى حرق أثناء ثوره 25 يناير وحرقت معه الاف الكتب, واتخذ محافظ الدقهلية قرارا بتحويل الاستراحة الى مقر لمتحف اعلام الدقهلية تحت الإنشاء . أما بالنسبة لقصر الشناوى فقد ظل على جماله حتى استلمته أيضا الآثار قريبا, ويقع خلف شارع البحر على المشاية من أمام شارع الثانوية , وترجع حكايته - كما روتها ثريا الشناوى الابنة الصغرى لصاحب القصر- الى مالكه المرحوم محمد بك الشناوى نجل محمد باشا الشناوى, من أعيان المنصورة وعضو سابق بمجلسى الشيوخ والنواب فى العهد الملكى، وعضو بارز بحزب الوفد، وكان صديقا مقربا للزعيم سعد زغلول باشا: تم بناء هذا القصر عام 1928 على مساحة 4164 م وهو مكون من بدروم وطابقين وتم استيراد السلم الذى يربط بين الطابقين بأكمله من إيطاليا، وهو من الخشب المعشق بدون أي مسامير وملحق بحديقة وملاعب وكل القصر تم تصميمه على الطراز الإيطالى وتم تنفيذه بواسطة نخبة متميزة من المهندسين والعمال الإيطاليين. حصل القصرعلى شهادة كأجمل قصر بنى خارج إيطاليا بأيدى إيطاليين موقعة من موسيلينى، وكان هذا القصر يلقب ب«بيت الأمة» حيث اعتاد المرحوم محمد بك الشناوى استقبال كبار الشخصيات السياسية امثال الزعيم مصطفى النحاس به وكان به جناح خاص للنحاس باشا ،واستقبل أيضا سعد زغلول والأمير عبد المنعم وهو من الأسرة المالكة. أنجب محمد بك الشناوى كلا من زكى وسعد وتهانى ونعمات وثريا وبعد وفاة محمد بك الشناوى استمر النشاط السياسى بالقصر, حيث أن ابنه الكبير زكى بك الشناوى كان عضوا فى البرلمان، والحزب السعدى وكان صديقا لنبيل عباس حليم واستقبل شيخ الجامع الأزهر حينذاك حينما جاء للمنصورة لإفتتاح المعهد الدينى الذى إقامته عائلة الشناوى لخدمة أبناء المنصورة , كما استقبل القصر محمود باشا النقراشى رئيس الوزراء فى ذلك الوقت، وكذلك أحمد باشا ماهر, وقد حضر إبراهيم باشا عبد الهادى رئيس الوزراء ذلك الوقت جنازة المرحوم زكى الشناوى عند وفاته. وفى هذا القصر أقيم حفل زفاف زكى الشناوى واحيت الحفل كوكب الشرق ام كلثوم و استضاف الدكتور سعد الشناوى الموسيقار محمد عبد الوهاب مرات عديدة بالقصر واستلمته وزارة الآثار عام 2000 لتحويله إلى متحف قومى بالمنصورة, ولكنه تحول إلى إدارة للطب البيطرى . أما عن قصر طوبار بالمنزلة، فكان يملكه المجاهد حسن طوبار زعيم المقاومة الشعبية فى عهد الحملة الفرنسية، وأزالته الآثار وأقامت مكانه مدرسة ومكتبة ومحت كل تاريخه.