يرفض ضباط فرق "الموت السرية" التي كلفها الرئيس الفلبيني، "رودريجو دوتريتي" بقتل تجار المخدرات وصفهم ب"القتلة"، مؤكدين أنهم "مثل ملائكة السماء" المكلفة بإرسال النفوس السيئة إلى السماء، وتخليص الأرض من شرورها وجرائمها حتى يعيش الناس في سلام. ويفخر أحد هؤلاء الضباط بأنه قتل بمفرده 87 تاجر مخدرات،خلال الشهور الثلاثة الماضية فقط مؤكدا أنه يقوم بالقتل لتحقيق هدف أسمى، وهو تطهير البلاد من الجريمة المنظمة وإنقاذ ملايين الشباب الفلبيني من "وحش المخدرات". ويقول الضابط وهو برتبة كبيرة في الشرطة الوطنية الفلبينية (PNP): "لسنا ضباط شرطة سيئين ولا نقتل من أجل المتعة أو شهوة القتل، لكننا مجرد أداة نتلقى الأوامر بقتل هذه النفوس السيئة، وإرسالها إلى السماء نحن مثل القديسين "مايكل" و"جابرييل". وتشير الأرقام الرسمية التي أعلنتها منظمة الأممالمتحدة، إلى مقتل 3600 شخص على أيدي فرق الموت السرية،منذ تولي الرئيس "دوتريتي" مهام منصبه في الأول من يوليو الماضي، في إطار الحرب على المخدرات التي أعلنها، وأثارت موجة من الانتقادات الدولية وصلت إلى حد اتهامه بارتكاب جرائم قتل جماعي. لكن الضابط الكبير الذي رفض الكشف عن اسمه لصحيفة "ذا جارديان" الأسترالية، يرفض الاتهامات الموجهة للرئيس "دوتريتي"، مؤكدًا أن ما يحدث في الفلبين حاليا هو مجرد حملة للتخلص من تجار المخدرات ومروجيها ومتعاطيها. ويشير الضابط إلى أن عمليات القتل التي تتم ضد تجار المخدرات، تسبقها تحريات أمنية واسعة تقوم بها فرق خاصة بجمع المعلومات، حتى لا نقوم بقتل الأبرياء لمجرد الاشتباه. ويؤكد أن فرق الموت السرية تستهدف ثلاث فئات محددة دون غيرها، وهم تجار المخدرات والمتعاطين والمجرمين المتورطين، في السرقات المسلحة وعمليات الخطف والاغتصاب. وتنقل صحيفة" ذا جارديان" عن الضابط الكبير قوله: "إن هناك أكثر من 10 فرق تم تشكيلها حديثا تضم كل منها أكثر من 16 عضوًا، معظمهم من القناصة الحاصلين على دورات تدريبية عالية". وتتم عمليات القتل في أثناء الليل بواسطة ضباط يرتدون ملابس سوداء، ويضعون أقنعة على وجوههم، ويتولى أحدهم عملية استدراج الهدف خارج المنزل، أوالمكان الذي يقيم فيه، بينما يتولى الضابط الآخر عملية القتل برصاصة واحدة في الرأس. وبعد انتهاء العملية التي لا تستغرق سوى دقيقتين، على حد قول الضابط يتم وضع قطعة من الورق المقوي فوق الجثة، مكتوب عليها سبب القتل وهو "تاجر مخدرات" أو "متعاطٍ" أو "مجرم" أو "مغتصب".