الدعم المالي لا يكفينا.. وننفق على احتياجاتنا من «جيبنا» الإعلام ظلمنا في البرازيل.. وهذه مشكلتي مع «الأوتوبيس» ابني كان بيقولي يا «عمو».. وطردونا من الفندق بسبب «الفلوس» حصلت أمل محمود لاعبة رفع الأثقال على الميدالية البرونزية بمنافسات وزن 67 كليوجراما وجاءت في المركز الثالث 13 مليون جنيه وافق المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة على صرفها كمكافأة تكريم للأبطال في دورة الألعاب البارالمبية 2004 حصل «شعبان» على أول ميدالية وتفوق على الأصحاء المصريين والأجانب في دورة سيدنى نجح بطل رفع الأثقال شعبان الدسوقي في تحقيق الميدالية الأوليمبية الخامسة له في مشواره، أحرز المركز الثالث والميدالية البرونزية في الدورة البارالمبية بالبرازيل 2016، يتحدث في حواره ل"فيتو"، عن أبرز المشكلات التي واجهها، وكيفية الوصول إلى هذا الإنجاز، وشخصيات كان لها فضل عليه، ويتحدث أيضا عن معاناة اللاعبين البارالمبيين في مصر، والتمييز والعنصرية التي تقتل أحلامهم، ويكشف بعض كواليس حياته الشخصية، وأهم المواقف التي أثرت في حياته، وكل هذا من خلال السطور التالية،،، في البداية.. ما أبرز المشكلات التي تواجه اللاعب البارالمبي؟ أبرز مشكلة نعاني منها على المستوى النفسي والمادي هي التمييز والعنصرية التي يتعامل بها المسئولون في مصر، دائما ما يحدث تفرقة في المعاملة بين اللاعب الأوليمبي والبارالمبي، وأعتقد أن هذا مخالف للدستور المصري. ماذا طلبتم من البرلمان أثناء التكريم؟ طلبنا من نواب البرلمان أن يحتوي قانون الرياضة الجديد على مواد تنص صراحة على منع التمييز بين اللاعبين الرياضيين، وأن يكون الجميع على قدم المساواة، خاصة وأننا جميعا نشارك تحت راية العلم المصري. وزير الرياضة اعتمد المكافآت للدورتين بشكل متساوٍ.. كيف ترى هذا؟ أعتقد أن هذا أمر منطقي وطبيعي، ونشكر الوزير على هذا، ولكن أنا أريد أن يكون هذا منصوصًا عليه بشكل صريح في القانون، بدلا من أن يكون قرارًا فرديًا في يد الوزير فقط. وهل ترى أن ذلك ممكن أن يتحقق؟ بالتأكيد، في طوكيو 2020 لن يكون هناك دورة أوليمبية وأخرى بارالمبية، ستكون المنافسات في نفس التوقيت وسيكون رصيد الميداليات بشكل مجمع ولن يتم الفصل، وهذا أدعى أن تقوم الدولة من الآن بالمساواة وعدم التمييز. هل يكفيكم الدعم المقدم من اللجنة البارالمبية؟ ضاحكًا، اللجنة نفسها تبحث عن دعم إضافي، بسبب أن ما يأتيها من الوزارة والدولة لا يكفي، وتعرضنا لمواقف محرجة كثيرة بسبب هذه الأزمة. ما أبرزها؟ في أحد المعسكرات لم تتمكن اللجنة من سداد قيمة الإقامة بالفندق، وقامت إدارة الفندق بالحجز على الأدوات التي نستخدمها في التدريب وانتقلنا إلى مكان آخر ولم نستطع مواصلة التدريب بسبب عدم وجود أدوات بديلة. وما الأشياء التي تعجز اللجنة عن توفيرها؟ أشياء كثيرة، ولكن أبرزها المكملات الغذائية، ولاعب الأثقال يعتمد على المكملات بشكل أساسي، ونضطر إلى شرائها من جيبنا الخاص وهذا يكلفنا أموالا كثيرة. وما تكلفة تلك المكملات؟ كل لاعب من لاعبي رفع الأثقال يحتاج إلى عبوتين من المكملات شهريا، وتكلفة العبوة الواحدة 500 جنيه، ذلك بالإضافة إلى التغذية الإضافية التي يحتاجها اللاعب بشكل مستمر. المكملات تحتوي أحيانا على مواد منشطة فكيف تتعاملون معها؟ اللاعب بشكل عام يجب أن يتجنب دائما مخاطر تناول المنشطات، وأنا بشكل شخصي أتخذ عددا من الإجراءات الوقائية أولها التأكد من الصيدلي ثم الأطباء التابعين للجنة، وأخيرا خبراء المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات. ما هي طبيعة الإعاقة التي تعاني منها؟ إعاقتي عبارة عن شلل أطفال تعرضت له بعد الولادة بفترة قصيرة، وتم القضاء عليه من خلال إحداث ضمور في عضلة القدم، ومن ذلك الحين وأنا أعاني من تبعات المرض. هل أثر ذلك على مستقبلك؟ إطلاقا، أكملت تعليمي وحصلت على ليسانس آداب، وتزوجت وأنا الآن لدى ثلاثة أولاد وأمارس حياتي بشكل طبيعي، ولكن ما نعاني منه فعلا هو التمييز والعنصرية. كيف بدأت ممارسة رفع الأثقال؟ كان عمري وقتها 17 عاما، بدأت ممارسة اللعبة مع الأصحاء، وبعد ذلك توجهت إلى أحد الأندية الخاصة بالمعاقين وهناك مارست اللعبة، وكانت أول مشاركة لي بالبطولات المحلية عام 1994 في استاد القاهرة وحصلت وقتها على المركز الرابع. هل واجهت مشكلات في ممارسة اللعبة؟ كانت أبرز مشكلة تواجهني هي الذهاب بشكل شبه يومي إلى الزمالك، ومقر إقامتي كان في شبرا، وكنت دائما أسقط من الأتوبيس عند النزول وتعرضت لمخاطر كبيرة، ولكن هذا لم يمنعني من ممارسة الرياضة، كما أنني شاركت في بطولات أقل ما يقال عنها إنها "تحت بير السلم". وماذا عن أول ميدالية أوليمبية؟ كانت في دورة سيدني 2004، ووقتها نجحت في إحراز ميدالية فضية وتفوقت على لاعبين مصريين وعالميين، على الرغم من أنني تعرضت لإصابة خطيرة قبل البطولة بثلاثة أشهر. وما هي الإصابة؟ تعرضت لإصابة تسمى "القطع الأربي"، وذهبت إلى الطبيب ونصحني بالابتعاد عن الرياضة تماما، ولكنني تجاهلت كل ذلك وفضلت المشاركة في الدورة البارالمبية، خاصة وأنني قدمت تضحيات كثيرة لأجل هذه اللحظة. وما هي التضحيات تلك؟ في الثانوية العامة، كنت أحيانا أهرب من المدرسة للذهاب إلى التدريب، بالإضافة إلى حلمي بأن أصبح بطلا أوليمبيا وأسافر إلى دول العالم. كيف تم تعيينك في مؤسسة الأهرام؟ بعد تخرجي من الكلية توجهت إلى إحدى المدارس للعمل بها، ولكن مدير المدرسة قالي لي أنت معاق ولن تستطيع العمل، ورفض تعييني، بعد ذلك قامت مؤسسة الأهرام بتشكيل فريق لرياضة المعاقين وطلبوا مني الانضمام ووافقت. كيف تتعامل مع أولادك؟ سأحكي لك موقفا طريفا، عند ولادة ابني أدهم كان تقريبا لا يراني إلا قليلا بسبب المعسكرات، وعندما بدأ في التكلم، كان يناديني ب"عمو شعبان"، وبذلت مجهودا كبيرا لإقناعه بأني والده. لماذا حققنا ميداليات أقل من السابق في دورة ريو؟ الدول بدأت تهتم بالمشاركة في الدورات البارالمبية، والمنافسة أصبحت صعبة جدا، بالإضافة إلى إصابة لاعبين وهما هاني محسن ومتولي مطحنة، وكان مؤكد حصولهما على ميداليات. ماذا شعرت عند وصولك إلى مطار القاهرة قادما من البرازيل؟ سيطرت على جميع اللاعبين حالة من الحزن غير عادية، بسبب ضعف الاستقبال على المستوى الجماهيري، وهذا سببه أن الإعلام لم يهتم بنا أثناء البطولة، ولهذا قررنا مقاطعة جميع القنوات. لمن تهدي الإنجاز؟ لروح والدي، وقف بجواري كثيرا وكان خير دافع لي، ولهذا رفعت صورته بعد حصولي على الميدالية الفضية، وأمي أيضا كان لها دور كبير فيما وصلت إليه الآن. وماذا عن لقاء الرئيس السيسي؟ أعتقد أن الأمر تأخر كثيرا، بالإضافة إلى أن زهوة البطولة بدأت في التلاشي، ولكن هذا أمر جيد حال حدوثه على أي حال.