الأهرام أكبر داعم لى فى الحصول على البطولات العالمية يحفل تاريخ الأهرام بالعديد من الإنجازات الأوليمبية والعالمية على مستوى رياضات المعاقين، فقد حصل كثير من أبناء الأهرام على ميداليات أوليمبية بارالمبية منهم متولى مطحنة ومحمود العطار فى رفع الأثقال وحسام الشوبرى فى تنس الطاولة وغيرهم، وقدتوِّج أحد أبناء الأهرام بالميدالية البرونزية فى منافسات ريو دى جانيرو، وهو شعبان يحيى الدسوقى بطل مصر والعرب وأفريقيا فى رفع الأثقال، الذى حقق إنجازا هائلا بفوزه بالميدالية الأوليمبية الخامسة فى تاريخه، وفى السطور التالية يتحدث إلينا البطل الأوليمبى عن خلفيات هذا الإنجاز. كيف ومتى كانت بدايتك مع لعبة رفع الأثقال؟ بدأت اللعبة فى عام 1992، وكان عمرى وقتها 17 عاما، فكنت أمارس الرياضة إيمانا منى بأن أى شخص طبيعى لابد أن يمارس الرياضة، وأنا أرى أنى إنسان طبيعى، ولا فرق بينى وبين الأصحاء، فأنا أصبت بمرض شلل أطفال فى الساق اليمنى فى عمر تسعة أشهر، ولم تمثل هذه الإعاقة مشكلة عندى طوال حياتى، فبدأت فى مركز شباب الجزيرة، واشتركت فى بطولتين للأصحاء، واحدة فى رفع الأثقال والأخرى فى كمال الأجسام، وكانت المفاجأة أنى فزت بالمركز الأول فى البطولتين رغم أنه لم يكن فيها معاق واحد، بل كان كل المشاركين من الأصحاء، وأثار هذا دهشة وإعجاب كل من حولى، فنصحنى مدربى، وأتذكر أن اسمه «الكابتن جمال»، إلى الاتجاه لمنافسات المعاقين، حيث توقع أن أحقق الكثير فى هذه المنافسات. وبالفعل اتجهت إلى مركز شباب الحبانية بمنطقة باب الخلق، وبدأت فيه منافسات المعاقين مع المدرب محمود نبيل وكان مساعد مدرب المنتخب المصرى لرفع الأثقال للمعاقين، واشتركت فى أول بطولة جمهورية للمعاقين عام 1994 وفزت بالمركز الرابع، وحزنت جدا لذلك، فقد كنت أفوز بمسابقات الأصحاء، ولم يكن شيئا جيدا ألا أفوز بمسابقات المعاقين، وصممت على أن أبدأ فى حصد البطولات، فتدربت بجدية حتى فزت ببطولة الجمهورية ثلاث سنوات متتالية، فتم ضمى لمنتخب مصر عام 1997، ومنذ ذلك الوقت وأنا فى منتخب مصر. ماذا عن أبرز البطولات التى شاركت فيها والجوائز التى حصدتها؟ شاركت فى خمس دورات أوليمبية بارالمبية، بدأت فى سيدنى عام 2000 حيث فزت بالميدالية الفضية، وأثينا 2004 وفزت بالذهبية، وبكين 2008 وفزت بالبرونزية، ولندن 2012 برونزية، وريو دى جانيرو هذا العام وفزت فيها بالميدالية البرونزية أيضا، هذا بالإضافة إلى مشاركتى فى سبع بطولات عالم، حصلت فيهاعلى سبع ميداليات ما بين ذهبية وفضية، وعدد من البطولات العربية والأفريقية وفزت فيها كلها بميداليات ما بين ذهبية وفضية، وهناك أيضا بطولات دولية أخرى. هل شعرت يوماً بأنك أقل ممن حولك من الأصحاء؟ لم أشعر أبدا أنى أقل ممن حولى بسبب الإعاقة، لكن بشكل عام، فإن المعاق يكون لديه الحافز الدائم لإثبات وجوده فى عالم لا يعترف بالمعاق، لذلك فإن عنده التصميم والإرادة لتحقيق أهدافه، وهذا يشكل حافزا كبيرا يميز المعاقين عن الأصحاء. ماذا عن جدول تدريبك اليومى؟ أتدرب مرتين يوميا، لمدة ساعتين فى كل مرة. هل تشعر بأنك حصلت على حقك من الشهرة والاهتمام الإعلامى بقدر ما حققت من إنجازات؟ كل الألعاب الفردية فى مصر تعد لعبات شهيدة لا تحصل على الاهتمام الإعلامى الكافى، خاصة رياضات المعاقين، فقد كان هناك اتجاه فى وزارة الرياضة لاعتبار رياضات المعاقين ضمن برنامج الرياضة للجميع كرياضات ترفيهية على الرغم من النتائج الرائعة التى تحققها البعثات المصرية فى الدورات الأوليمبية البارالمبية، هذا فى الوقت الذى يوجد فى اتجاه دولى لتوحيد البطولتين الأوليمبيتين للأصحاء والمعاقين فى بطولة واحدة، حيث اتخذ قرار دولى بتوحيد البطولتين بدءاً من دورة طوكيو عام 2020، وذلك بعد أن وجدوا أن مستوى المنافسات ومهارات اللاعبين فى الدورات البارالمبية لا تقل أبدا عنها فى بطولات الأصحاء، هذا فى الوقت الذى نجد فيه تجاهلا كبيرا فى مصر لرياضات المعاقين، وظهر هذا فى عدم استقبالنا بالشكل الملائم عند عودتنا من ريو دى جانيرو، فقد فازت البعثة المصرية باثنتى عشرة ميدالية أوليمبية، ورغم ذلك فقد وجدنا تعتيما إعلاميا رهيبا على إنجازنا، فلم تكلف وسائل الإعلام نفسها حتى بمجرد عرض المنافسات ولا لحظات التتويج ورفع العلم المصرى. تبدأ منافساتكم الأوليمبية عقب انتهاء منافسات الأصحاء، وفى كل مرة تحققون نتائج طيبة مقابل إخفاق الأصحاء «إلا فيما ندر».. فهل إخفاق الأصحاء يعتبر دافعا لكم لتحقيق هذه النتائج الطيبة؟ لا نهتم بنتائج الأصحاء، بل نتعاهد على بذل أقصى جهد، ونتمنى من الله التوفيق، وأيا كانت نتائج الأصحاء، فنحن سنقوم بنفس الجهد، فالمعاق يبذل فى حياته مجهودا كبيرا، خاصة بالنسبة وسائل الانتقال للتدريب والمنافسات التى ترهقنا ماديا وجسديا، ولا نريد أن يضيع جهدنا بلا طائل، بل نريد أن نرى ثمرته، وهذه النتائج هى الحصاد التاريخى بهذا المجهود. كيف التحقت بالعمل فى مؤسسة الأهرام؟ شرفت بالانضمام لأسرة مؤسسة الأهرام فى عام 2000 قبل حصولى على أول ميدالية أوليمبية فى سيدنى، وكان ذلك تكريما من الأستاذ إبراهيم نافع لى على تفوقى الرياضى، ففى هذه الفترة اتجهت الأهرام نحو رعاية الرياضيين الذين كانت تأمل فيهم تشريف مصر، وكان عصرا ذهبيا للرياضة داخل مؤسسة الأهرام، ومن بين أبطال رياضات المعاقين الذين ضمتهم الأهرام البطلان الدوليان متولى مطحنة ومحمود العطار فى رفع الأثقال وغيرهما الكثيرين، ومنذ ذلك الحين وأنا أشرف بالعمل فى الأهرام. والجدير بالذكر أن هناك بطولة دولية للمعاقين كانت تقام بانجلترا واسمها دورة «ستوك ماندفيل» الدولية، وشاركت فيها الأهرام مرتين بفريق يحمل اسمها، وكان ممن يمثل الأهرام فى هذه البطولة أحمد حنفى وخالد عبد السميع بطلا رفع الأثقال، وأيمن محمد على وهانى عيسى ندا فى ألعاب القوى وغيرهم، وكان هذا التفوق الرياضى سمة مميزة لمؤسسة الأهرام. كيف دعمتك مؤسسة الأهرام فى تحقيق كل هذه الإنجازات؟ حصلت على خمس ميداليات أوليمبية وسبع ميداليات فى بطولات العالم المختلفة وأنا أحمل اسم الأهرام، وكانت مؤسسة «الأهرام» خير داعم لى خاصة بمنحى التفرغ الرياضى للتركيز على تحقيق البطولات، وأتمنى أن يستمر هذا الدعم لكى أرفع اسم الأهرام عالياً. ماذا عن ممثلى الأهرام فى دورة ريو دى جانيرو البارالمبية؟ شرفت بتمثيل مؤسسة الأهرام فى هذه الأوليمبياد، وشارك أيضا متولى مطحنة بطل رفع الأثقال الذى كان مرشحا للفوز بميدالية، لولا الإصابة التى هاجمته قبل بدء المنافسات، ومحمود العطار الذى حصل على المركز الثامن فى ألعاب القوى، وحسام الشوبرى مدرب تنس الطاولة. أعلنت أنك تفكر فى الاعتزال بعد فوزك بالبرونزية الأخيرة.. لماذا؟. أفكر فى الاعتزال بعد ما لاقيته من عدم اهتمام رسمى وإعلامى بإنجازاتنا، وظهر ذلك فى طريقة استقبالنا بمطار القاهرة، فقد اعتدنا فى السابق على أن يستقبلنا وزير الرياضة وبعض المسئولين فى مهبط الطائرة، ويتم الاحتفال بنا فى المطار وتسهيل إجراءات الخروج من صالة كبار الزوار، أما هذه المرة فقد استقبلنا نائب عن الوزير حيث اكتفى بلقاء مجلس إدارة اللجنة البارالمبية، ورحل دون أن يستقبل اللاعبين أو يقدم لهم التهنئة، وهذا ما ترك أثرا نفسيا سيئا علينا، خاصة أننا كنا مستائين من التجاهل الإعلامى لنا. لو قررت الاعتزال بالفعل.. ما هى خططك المستقبلية؟ لى خطط مستقبلية فى التدريب والتحكيم، فقد حصلت على دورة فى التدريب فى نقابة المهن الرياضية، ولى دراسة دولية فى التحكيم، ومن خلالها حصلت على رخصة بممارسة التحكيم دوليا، بجانب العمل على إعداد دبلومة بكلية التربية الرياضية بالإسكندرية تمهيدا للحصول على درجتى الماجستير والدكتوراه. هل هناك جنود مجهولون فى حياتك؟ هناك دور كبير لأسرتى فى حياتى، بدءا من والدى –رحمه الله- الذى اكتشفت بعد أن اكتسبت خبرة فى مجال الرياضى أنه كان يقوم، بعفوية، بدور الطبيب والمعد النفسى والمدرب فى بعض الأحيان، وأيضا والدتى التى منحتنى رعاية خاصة حتى وفاتها، هذا إلى جانب زوجتى وأبنائى الثلاثة، فهم أكبر داعم لى فى حياتى. رسالة توجهها لمن يريدون التفوق من أصحاب الاحتياجات الخاصة? أقول لهم إنهم لا يقلون شيئا عن الأصحاء، وأن بمقدورهم بالإصرار والإرادة وبالتوازن فى كل أمور الحياة أن يحققوا آمالهم فى التفوق، خاصة أن الدستور الجديد منح المعاقين حقوقهم، فلم يفرق بينهم وبين الأصحاء، وأناشد كل من يعملون على رعاية مصالح المعاقين وضع هذا الأمر فى الاعتبار.