يرى المفكر الشيعى المعروف المستشار الدمرداش العقالي أن طقوس الاحتفال بالحسين حرام شرعا، ووصف من يفعلون ذلك بأنهم خارجون عن الشيعة. العقالى قال في حواره ل«فيتو» إنه لابد من اتخاذ ما يصلح من المذهب الشيعي ، حتى يتم العمل به ضمن المذاهب السنية، مادام في صالح المسلمين .. وإلى نص الحوار . بداية .. ما شرعية الخروج على الحاكم في الفكر الشيعي كما خرج الحسين على يزيد بن معاوية ؟ - الفكر الشيعي يرى أن أولي الأمر هم الذين يعلمون معاني كتاب الله عز وجل ، والرسول قال :«من كنتُ مولاه فهذا «علي» مولاه» ، وبهذا أصبح علي بن أبي طالب هو ولي الأمر المحدد من رسول الله ، وأمر الرسول عليا بأن يحدد ولي الأمر بعده، وهو الإمام الحسن عليه السلام ، ولما وقعت الحرب بين الإمام الحسن وبين معاوية ، رأى الإمام أن عامة المسلمين ليس لديهم الفقه الكامل عن «ولي الأمر» وأنها تطيع صاحب القدرة المادية وليس صاحب القدرة العقلية، فعاهد «معاوية» على مرحلة انتقالية حتى لا يتقاتل الناس بسببهما ، وكان من بين شروط المعاهدة: ألا يولي «معاوية» ابنه «يزيد» الخلافة من بعده ، ولما مات الإمام الحسن ولّى «معاوية» ابنه «يزيد» الخلافة ونقض العهد ، فخرج الحسين رضي الله عنه على الحاكم يزيد، لأنه ليس ولي الأمر وليس له شرعية، وهو ولي أمر بالقوة الجبرية، ولهذا فالخروج عليه كان شرعيا، وكان استشهاد الحسين نبيلا من أجل نصرة الحق على الباطل . هل طقوس الاحتفال بالحسين شرعية أم غير شرعية؟ - من حق كل إنسان أن يحزن على الحسين ويبكي عليه في صمت ، لكن ليس بالطريقة التي يمارسها الناس الآن أمام ضريحه والبكاء عليه والتمسح بالقبر فكل هذه أمور غير دينية وغير شرعية ، وسبب هذا الأمر هو انه لما دعا الحسين أهل العراق الحسين كي ينصروه على يزيد بن معاوية خدعوه ولم يذهبوا معه وانضموا لجيش يزيد ، الأمر الذي قتل بسببه، فندموا على فعلهم، وأخذوا يلطمون على موته، وأصبح هذا الأمر متوارثا بين الناس حتى الآن ، وهذا ليس له علاقة بالدين ، وإذا رأينا شيعيا يلطم أو يفعل أمورا شاذة فهو لايفهم معنى التشيع . وهل التبرك بالعتبات الحسينية وابتلاع تراب «تربة» الحسين شرعي ؟ -التبرك بالعتبات شيء غير صحيح وغير شرعي ، أما التبرك بالتربة الحسينية فهو شرعي ، لأن التربة لها قصة على لسان رسول الله، حينما دخل حجرته وطلب من أم سلمة ألا يدخل عليه أحد، لأنه يراجع القرآن مع جبريل، وجاء الحسين وهو صغير وأراد الدخول لجده، وظل يبكي فدخل على جده، فسأل جبريل الرسول: «أتحبه»؟، فأجاب الرسول قائلا: وكيف لا أحبه، فقال جبريل «إن أمتك ستقتله وإن شئت جئتك بتراب من موضع قتله، فإذا صار هذا التراب دما فمعناه أن الحسين قتل»، فخرج الرسول على أم سلمة، وأخبرها بهذا الأمر وأعطاها قارورة بها تراب من موضع مقتل الحسين، فظلت أم سلمة تراقب هذا التراب حتى صار دما، فعلمت أن الحسين قد قتل، فأصبح موضع مقتل الحسين مكانا مباركا لأنه يذكر الشيعي بمقتل الحسين . وما صحة ما يقال عن أن ابتلاع تراب تربة الحسين يشفي من الأمراض ؟ -الشافي هو الله وجعل للشفاء أسبابا منها ماهو مادي مثل الأدوية التي يصفها الأطبها للمرضى ، ومنها ماهو معنوي بقراءة القرآن والصلاة ، وهو في هذا الأمر يأتي عندما يتأكد الإنسان أنه إذا صلى على تربة الحسين وقرأ القرآن فبالتأكيد سيشفى . هل يمكن الاستفادة مما حدث في مقتل الحسين في كربلاء للتقريب بين مذاهب السنة والشيعة؟ لابد من التدبر في أسباب مقتل الحسين، فقد منع الظلم وذلك حتى تمنع الظلم عن الناس ، لأن الفكر السني، وكذلك الفكر الشيعي الصحيح يتفقان على منع الظلم . هل حقا الإمام الحسين معصوم في المذاهب السنية والشيعية ؟ الله تعالى كرم أهل البيت في قرآنه ، وجعلهم إذا قالوا صدقوا ، وإذا أكلوا أكلوا من المال الحلال، ولا يمدون أيديهم للمال الحرام ، وإذا عملوا عملوا ابتغاء وجه الله ، وبهذا أصبح الإمام الحسين صادقا في كلامه وفعله ، والعصمة هي أن قول الإمام يكون صدقا وفعله حقا، ولا يبتغي بهما إلا رضا الله عز وجل .