أكدت السفيرة "ميرفت التلاوى"، رئيس المجلس القومى للمرأة، أن محاولة رسم رؤية مستقبلية لأوضاع المرأة المصرية لن يتحقق دون البحث فى الماضى عن كفاح المرأة وما قدمته لهذا الوطن، ومقارنة ما نالته من حريات وحقوق فى ظل عديد من العقبات والتحديات خلال مشوار كفاحها، وبين الواقع الحالى وما يفرضه من قيود تحول دون مساهمتها الفعالة وبحرية كاملة فى خطوات التنمية الحقيقية. وقالت "التلاوى" خلال الكلمة التى ألقتها فى ندوة "المرأة المصرية.. تحديات الماضى واستجابة الحاضر"، التى نظمها المجلس بالتعاون مع وزارة الثقافة: إن تاريخ المرأة المصرية حافل فى ميادين مختلفة منذ بدء التاريخ، وأنه على الرغم مما واجهته من صعوبات وتحديات إلا أنها استطاعت بإصرار ومثابرة أن تتبوأ مكانة وقدرًا فى عديد من المجالات، حيث تمكنت أن تصبح وزيرة وسفيرة وعالمة ذرة، وكانت كابتن عزيزة أول امرأة مصرية تقود طائرة، وتتقلد منصب كبيرة معلمين بمصر للطيران عام 1957، وغيرها من نماذج مشرفة. وأضافت: إن مقياس تقدم الأمم أو تخلفها هو مدى مشاركة المرأة ومكانتها فى المجتمع، الأمر الذى يضعنا أمام دور التعليم وأهميته للمرأة لينقلها إلى مكانة أفضل وآفاق جديدة تمكنها من مناهضة الأفكار والعادات السلبية، ومقاومة الضغط الاجتماعى والثقافات التى تعود بها إلى الوراء، وتحول دون مساهمتها الكاملة. وطالبت "التلاوى" المثقفين بتوضيح حقيقة وثيقة الأممالمتحدة لمناهضة العنف ضد المرأة للرأى العام، موضحة أنه فى كل عام تختار لجنة وضع المرأة بالأممالمتحدة موضوعًا مختلفًا، واختارت هذا العام موضوع "العنف ضد المرأة"، بسبب تعرض مليار سيدة حول العالم للعنف، مشيرة إلى أنها ليست اتفاقية ملزمة، ولكنها بمثابة التزام أدبى. وأوضحت أن الجديد فى تلك الوثيقة هو وضع تعريف محدد للعنف ضد المرأة، وربطه بالجوع، والحرمان من التعليم، والحرمان من الوصول للمناصب القيادية، والفقر، موضحة أنها تدعو إلى سن التشريعات التى تمنع ممارسة العنف ضد المرأة، وتشديد العقوبة على المعتدين، وتخلو تمامًا من أية مواد تتعلق بالعلاقة الزوجية أو تخالف الشريعة. من جانبه قال الدكتور "سعيد توفيق"، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة: إن المرأة المصرية لم تواجه تحديات أكبر من التى تواجهها فى اللحظة الراهنة.. مطالبًا بضرورة أن يكون هناك وثيقة أو دستور مبسط لحقوق المرأة، وأن يخرج لكل النساء فى جميع ربوع مصر. ومن جهتها أكدت الدكتورة "زبيدة عطا"، مقرر لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، على ضرورة دق ناقوس الخطر بأن حقوق المرأة المصرية تتعرض الآن لهجمة شرسة للعودة بها إلى الخلف، وأن تلك الهجمة ليست من قبل الرجال فقط، وإنما من قبل النساء أيضًا. وقالت "زبيدة": إن المرأة تواجه حاليا عقبات لمنعها من المشاركة فى الحياة العامة، مثل تعرضها للتحرش الجماعى المنظم.