عيون حزينة تعكس نظراتها أوجاع وآلام حياة لا تعرف عن الراحة والنعيم إلا القليل.. ترقب في صمت صغارها.. لا تعبأ بنظرات الجموع الناقدة لملامحها ومظهرها الذي لا يشبه بأي حال من الأحوال نساء أهل مصر المحروسة.. لأنها غجرية..! تتحمل في جلد وصبر تقلبات الدنيا وصدمات القدر، وبالرغم من سوء الأحوال إلا أنها لم تتردد لحظة في قرارها بالذهاب بأبنائها الأربعة إلى حديقة عامة في العيد لكي يتمتع صغارها بلحظات طفولية تماما كغيرهم من أقرانهم في مثل عمرهم. البراءة.. الصفة التي اجتمع عليها أبناؤها رغم اختلاف ملامحهم.. يخطفون من الدنيا ضحكات وابتسامات ويقتنصون من الوقت لحظات سعادة بعيدا عن واقعهم العسير. تبدي هذه الأم الغجرية اهتمامها لأبنائها جميعا علي حد سواء، ولكن قلبها دائما مع طفلها الذي يعاني إلي جانب صعوبة ظروف المعيشة من آلام في قدمه بفعل إعاقة حرمته من انطلاقه وحرية حياة الطفولة. قد تكون غجرية بملامح غير مصرية وقد تكون ملابسها غير معتاد الظهور بها في شوارع مدينتنا القاهرة العامرة بمختلف الأجناس من كافة الأشكال والألوان، ولكنها في الأخير أم..، قررت بكامل إرادتها تحمل الشمس وقسوة حرارتها وعسر الحال وسوء ظروف المعيشة ونظرات العامة من الناس..، فقط لكي تعتلي البسمة وجوه صغارها ولكي يكون العيد حقا سعيدًا عليهم.