من مصر ل «الحكومة»: ربنا ما يحوجني لحد!

ما إن سمعت «كلمة» الرئيس السيسي في ذكرى الاحتفال بثورة «30 يونيو»، حتى هدأ بالي، واطمأن قلبي، وقرت عيني، فذهبت- لأول مرة منذ سنوات- إلى سريري، ونمت نومًا عميقًا، غطيطًا، ولم يفزعني سوى اتصال من «مصر»!
نعم، اتصال من مصر.. لسه قافل معاها السكة حالا.. «دردشت» معايا كتير.. فتحت لي قلبها..وفضفضت عن نفسها..وبصراحة كانت زعلانة وغضبانة خالص، وصعبان عليها حالها وحال ولادها..وفي نهاية المكالمة حملتني رسالة «عتاب» للحكومة، قبل أن تعتذر عن إنهاء المكالمة؛ لأن رصيدها أوشك على النفاد، والأموال التي معها لا تكفي لتجديد الباقة.
مصر قالت لي أبلغ جميع المسؤولين في الدولة إنه «ميصحش كده»، وكررتها «3 مرات»، قبل أن تطالب كل المصريين باتقاء ربنا فيها.
مصر قالت لي: والله أنا مش فقيرة زي ما المسؤولين بيقولوا..أنا غنية جدًا، وأغنى مما يتصور المسؤولون..أنا نيلي عجب.. وترابي دهب..بس المشكلة في إللي مش عارف، أو مش عاوز يشتغل ويستغل خيراتي إللي منحهالي ربنا..أو بيستغلها لحسابه الخاص..
أنا-يا مصريين-عمري ما احتجت لحد.. من ساعة ما وعيت على وش الدنيا وأنا أم الدنيا، وخيري على الجميع.. أنا إللي كنت سلة غذاء العالم، إزاي دلوقت بتستوردوا 70% من طعامكم؟.. أنا إللي كنت في الجغرافيا مليش مثيل، وفي التاريخ عمري ما طلعت التانية، إزاي دلوقت عاوزين تغيروا جغرافيتي وتشوهوا تاريخي؟
إزي- يا مصريين- تمدوا إيدكم لغيركم، وتسمحوا للقريب والغريب يتريق عليكم، ويعايروكم؟ دا انتو طول عمركم خيركم على الجميع.. ياما وقفتوا جنبهم.. ياما حاربتم عشانهم.. ياما علمتوهم.. ياما ساعدتوهم.. إيه إللي جرالكم دلوقت؟ فين نخوتكم؟ فين رجولتكم؟ فين عزة نفسكم؟.. دي الفلوس إللي اتسرقت، ولسه بتتسرق مني كفيلة إنها تصرف على قارة كاملة، مش حتة دولة صغيرة.. والفلوس إللي بتصرفوها على الحفلات، والاحتفالات، والأجندات، والإمساكيات، والإكراميات، والشغل الشمال.. إلخ أكتر من ميزانية دول كتير مش لاقيين ياكلوا!
إزاي- يا مصريين- يكون عندكم نيل، وبحرين، وتستوردوا أكتر من 40% من احتياجاتكم من الأسماك؟ تيجي إزاي دي؟ حد يفهمني؟ لأ بلاش، حد يفهم المسؤولين، ويقول لهم والله العظيم ميصحش كده، ومصر هتشتكيكم لربنا!
حد يفهمني-يا مصريين- إزاي فيه فيلل ب3 جناين، وأكثر من 20% مش لاقيين عشة يداروا فيه؟ إزاي عندكم أزمة سكن وفيه أكتر من 2 مليون شقة فاضية.. إزاي واحد بيقبض أكتر من مليون جنيه في الشهر، وفيه ناس لغاية دلوقت بتحلم إن يكون مرتبها ألف جنيه..إزاي واحد يشتري شاليه 100 متر بأكتر من 5 ملايين جنيه عشان يقعد فيه أسبوع واحد في السنة من غير ما يطبق عليه قانون من أين لك هذا؟!
إزاي- يا مصريين- تكونوا من أوائل الشعوب إللي عرفت استخدام السكك الحديدية، ورغم كده بتشوفوا المهازل إللي بتحصل في المناسبات مع إللي بيسافروا الصعيد بالقطارات؟
إزاي- يا مصريين- عشان تصيفوا أسبوع في شرم الشيخ والغردقة، وتقعدوا في أي فندق، تدفعوا أكتر ما بيدفع السايح الأجنبي؟ هي دولتكم ولا دولتهم؟ حكومتكم ولا حكومتهم؟
أنا بقولهالكم- يا مصريين- متخلوش حد يضحك عليكم، وربنا ما يحوجني لحد.
****
فاصلة منقوطة
«الحماقة» ليست في «الفساد».. بل في «تبريره»!