"زيارات للأقارب.. احتفالات بالشوارع.. توافد على المنتزهات والشواطئ.. أصوات الأغاني المرتفعة".. كل تلك المظاهر ضمن احتفالات المصريين بعيد الفطر المبارك، ورغم تشابه محافظة مطروح في مظاهر الاحتفال مع باقي المحافظات إلا أن لمطروح طقوسها الخاصة، وترصد "فيتو" خلال السطور التالية أهم طقوس أبناء بادية مطروح بالاحتفال بالعيد. عيد الفطر عند بدو مطروح يُطلق عليه الأهالي بلهجتهم "عيد العيش"، فعيد العيش هو المسمى الأشهر لدى البعض من أبناء البادية قديمًا ومنهم ما زال يطلق عليه تلك الاسم، وذلك بسبب اعتياد أهل الصحراء على تقديم وجبة "العيش المقطع" أو كما يطلق عليه باللهجة البدوية "عيش الضرايب" كوجبة للفطور بعد صلاة العيد. فعقب عودة الرجال من صلاة عيد الفطر في الساعات الأولى من الصباح، يجد المرأة البدوية جهزت لهم وجبة "العيش المقطع" لتناول وجبة الفطور، وذلك احترامًا للعادات والطقوس البدوية التي يحرص عليها الأهالي، ويُطلق أهالي مطروح على تلك الوجبة ب"وجبة الكرامة"، إلا أنه مع التطور الذي تواكبه البلاد اختفت تلك العادة عن مدينة مطروح، إلا أنها تتواجد في النجوع والقرى بصحراء المحافظة. وترجع طريقة طهي وجبة العيش المُقطع أو كما يطلق عليها ابناء بادية مطروح ب"عيش الضرايب" إلى أنها عبارة عن خيوط مطهية من العجين شبيهة بخيوط المكرونة الاسباجتي، وتطحن تلك الخيوط وعقب ذلك تعجن بالماء دون خميرة حتى تكون متماسكة بعضها البعض. وعقب ذلك تقوم المرأة البدوية بفرد العجين كأقراص رقيقة، ويطوي كل قرص بطوله وعقب ذلك تقطع بالسكين لقطع صغيرة ويوضع عليها القليل من الدقيق ثم توضع في الماء المغلي أو الحليب ويوضع عقب ذلك القليل من الملح والزيت، وعقب ذلك تقدم مع السمن والرب "عصير التمر". وتعد "العصيدة" هي الحلوي المُكملة للعيش المقطع والتي لا تخلو من البيوت البدوية وهي عبارة عن دقيق يخلط بالماء الساخن المغلي، حتى يكون "عجينا"، ويضاف إليه قطع من التمر، ويقلب حتى ينضج ويضاف إليه المكسرات والسمن البلدي وعسل البلح، وهناك من يضيف إليها العسل الأسود.