شهر رمضان في مطروح له عادات وطقوس خاصة، فالأهالي يستطلعون الهلال بأنفسهم، وتعتبر المكمورة وأرز مبوغ أشهر الأكلات، والمفروكة والشاي الزردة والحلوي البدوية، إلا أن معظم العادات في طريقها للانقراض. قال محمد العمدة، رمضان هو شهر العبادة والتقرب من الله، وفي كل محافظة على مستوى العالم الإسلامي طقوسه الخاصة للاحتفال والتبرك بالشهر الكريم، وفي أقصى الحدود الغربية المصرية بعيدًا عن زحام القاهرة والإسكندرية تقع محافظة مطروح التي تتميز بطقوسها الخاصة للاحتفال بالشهر الكريم. وأضاف "العمدة"، في بداية الشهر يستطلع بادية مطروح في نجوع الصحراء الهلال بأنفسهم، مختلفين عن أبناء مطروح المقيمين بعاصمة المحافظة، والمناطق العمرانية الحديثة، ويستطلعوا الهلال بأنفسهم عن طريق خروج مجموعة منهم متوجهين إلى أعلى مكان بالنجع أو القرية، لاستطلاع الهلال، وما إن تظهر إشارته حتى يوقدون شعلة كبيرة بنفس المكان حتى يراها الأهالي معلنين بذلك ثبوت هلال الشهر الكريم. وأكد عبدربه أصيل، أحد أبناء بادية مطروح، أنه في عمق ونجوع الصحراء المطروحية يعتمد أبناء البادية على حركة الشمس والنجوم للاستلال على مواعيد السحور والإفطار، وذلك عن طريق غروب الشمس وحركة النجوم، مشيرًا إلى أن المرأة البدوية تبدأ الاستعدادات لاستقبال الشهر الكريم قبلها بأسابيع، حيث تعدّ القديد، ويذبح كل بيت شاة أو أكثر لتكون جاهزة للاستعمال طول شهر رمضان. وتابع "أصيل"، المرأة البدوية تستعد منذ ساعات الصباح الباكر للتجهيز والإعداد للإفطار، مشيرًا إلى أنه من أشهر الوجبات البدوية التي تكثر تناولها خلال الشهر الكريم المكمورة، وهي عبارة عن طاجن خضار، تقطع فيه الخضراوات شرائح وتترك دون تقليب حتى تتم تسويتها ويضاف عليها بعض قطع اللحم الضأن وتقدم كما هي، و"أرز مبوغ"، عبارة عن أرز يطهى على بخار المياه مثل "الكسكسي"، بالإضافة إلى "الأرز الأحمر" الذي يطلق عليه باللهجة البدوية "الرز الحمر"، وأيضًا "الشوربة المغربي" من أشهر الأكلات البدوية المحبوبة لدى أهل مطروح، حيث يكثر منها بدو مطروح في الإفطار. وأضاف، "من أبرز عادات وتقاليد أبناء البادية طول أيام شهر رمضان الكريم، إشعال النيران والمواقد المتوهجة قبل الإفطار حتى يقبل عليها السائرون في الصحراء، ثم تستخدم فيما بعد لإعداد الشاي الزردة، الذي تشتهر به المحافظة، وهو عبارة عن الماء يضاف إليه الشاي الاخضر الليبي ومعهم معلقة ونصف من السكر، يضعان جميعًا في البراد، ويغليان على "الفحم" أو الحطب المشتعل. واختتم، عقب صلاة التراويح، يتناول بدو مطروح، الحلويات، ومن أشهر أنواعها التي يعشقها البدو"المفروكة" وهي عبارة عن العيش بدون خميرة وتتم تسويته ووضع عليه كثير من قطعات التمر والسمن البلدي ويفرك بعضه على بعض، ولذلك أطلق عليه أهالي مطروح "مفروكة"، ويتناولون بجانبها اللبن المخضوض، وهو لبن الماعز الطازة.