كشف الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، استشارى الأطفال، وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، عن حقيقة علمية جديدة عن الصيام.. وقال إنه يزيد من سعادة الإنسان، وينشط الذاكرة، ويزيد الذكاء ويقوي القدرة على اتخاذ القرار بدليل تفوق المسلمين الصائمين في معركة عين جالوت ومعركة العبور، وغيرهما. وأوضح د. مجدي بدران أن الصوم يخلص الجسم من السموم التي تضر المخ، ويزيد من النيوروتروفينات، وهى بروتينات مغذية للأعصاب، حيث تفرز الحيوانات الصائمة والبشر جزيئات هامة تسمي بالنيوروتروفينات، وهي مواد تحافظ على سلامة الأعصاب وهامة لنمو وتطور ووظائف الأعصاب وبالتالى تحسن أداء المخ وكافة أعضاء الجسم. وأضاف: يفرز المخ في الحيوانات والبشر الذين يصومون صيامًا متقطعًا نوعًا من النيوروتروفينات المخية أصبح له شهرة كبيرة لأنه يزيد القدرة على التعلم والذاكرة، ويحمي المخ من التلف والانتحار المبرمج للخلايا.. والفئران المولودة المحرومة من هذا البروتين الثمين من النيوروتروفينات المخية تموت لأهميته القصوي للنمو وتطور الأعصاب. وأكد أن هناك علاقة بين انخفاض مستوى هذا البروتين والإصابة بالاكتئاب وفقدان الذاكرة. وقال عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة إن عبادة الصوم تكسب الاسترخاء، الذي يقلل من التوتر والقلق والاكتئاب، ويكسب السعادة ويعلم القناعة، ويزيد من هرمون الجوع الذي يزيد من تركيز هرمون السيروتونين؛ هرمون السعادة والسرور والانشراح وزيادة الشهية، وهو سر من أسرار الطمأنينة النفسية، وهو موصل عصبى أيضًا، وله دور كبير في تنظيم عملية النوم والمزاج والشهية.. والكأبة تحدث بنقصان مستوى هرمون السعادة. وأشار إلى أن الصوم يرفع الثقة بالنفس، والصوم الصحى يقلل الدهون، ويقلل من الشوارد الحرة التي تضر خلايا الجسم.. والصوم يعلم المدخن الامتناع عن التدخين وعند الامتناع فعلا تزداد كفاءة الذاكرة.. والصيام توفير للطاقة التي يستهلكها الجهاز الهضمى، بما يوازي 10 % من السعرات الحرارية في الأطعمة في: الهضم.. الامتصاص.. الإخراج.. والصيام يساعد منظومة الالتهام الذاتي، وهى الدفاعات الخلوية التي تجعل كل خلية نظيفة من الداخل من الملوثات أو الميكروبات أو الجزيئات الضارة. وأوضح أن الالتهام الذاتي، هو "ديدبان" مناعى يحرس الخلايا من الداخل، حارس خاص لكل خلية يعمل 24 ساعة، وصيانة دورية آلية للخلية.. ويطارد الشوارد الحرة حتى لا تدمر الخلايا.. وآلية إعادة تدوير المخلفات الخلوية لبناء مكونات مفيدة.. وهو الطريقة الوحيدة للتخلص من المكونات المسنة وإحلالها بالجديدة، وهو بمثابة نظام للتخلص من القمامة داخل الخلايا ينظفها أولا بأول من الجزيئات التالفة، ينظف كل شيء ضار، ويمثل استجابة تكيفية للبقاء على قيد الحياة، فقد تبين أن نقص الالتهام الذاتي يسبب شيخوخة الخلايا ويزيد من فقدان الذاكرة وضعف العضلات. ولفت د. مجدي بدران إلى أن الصيام يزيد من تركيز هرمون الجريلين، وهو هرمون الجوع ( الذي يسبب الشعور بالجوع )، فيزداد مستوى هرمون الجوع عندما تفرغ المعدة، وينشط هرمون الجريلين كافة المستقبلات العصبية في جميع أجزاء المخ وبالتالى يزداد الانتباه والذاكرة ويتحسن الأداء العقلى والذكاء، وتزداد كفاءة جميع أجهزة الجسم، ويزيد هرمون الجوع من الموصلات العصبية في منطقة الدماغ التي تتشكل فيها ذاكرة الأحداث الجديدة؛ مما يعنى أن الجوع المنظم يزيد الاستيعاب والذاكرة والذكاء. وتساءل الدكتور مجدي بدران: ولكن لماذا لا يتمتع بعض الصائمين بهذه المزايا التي أثبتتها الأبحاث الحديثة؟ وأجاب قائلا: للاستفادة من مزايا الصيام على المخ، يجب اتباع تعاليم الصوم الصحى بتناول الوجبات المتوازنة في الكم والنوع، والخالية من المواد الحافظة قليلة الدسم والسعرات الحراية والملح، والغنية بالخضراوات والفواكه الطازجة، وشرب الماء والسوائل الطبيعية بوفرة، والنوم من 6 - 8 ساعات يوميا في بيئة مظلمة هادئة، والبعد عن التدخين، وممارسة الرياضة يوميا، وتجنب السمنة والانفعالات قدر الإمكان.