الدكتور مجدي بدران أكد الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أن هناك 10 أبحاث ودراسات علمية حديثة أجريت على مدى الشهور الثلاثة الماضية أكدت أن الصوم والجوع المنظم يرتبط بطول العمر والاحتفاظ بالذاكرة وينشطها ويزيد الذكاء ، مشيرًا إلى أن هرمون الجوع " الجريلين " ينشط كافة المستقبلات العصبية فى جميع أجزاء المخ ، ويزيد من درجة الانتباه والذاكرة ويحسن الأداء العقلى والذكاء ويحقق كفاءة جميع أجهزة الجسم وان مستوى افرازه يزيد فى حالتى فراغ المعدة والصيام. وقال بدران فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الاوسط اليوم إن جميع تلك الدراسات والابحاث كشفت عن عملية بيولوجية تقوم بها الخلايا وتعد سر شبابها الدائم وهى عملية "الالتهام الذاتى " و تعد الطريقة الوحيدة للتخلص من المكونات المسنة داخل الخلية واحلالها بمكونات جديدة شابة تساهم فى بقاء الكائن الحى على قيد الحياة. وتابع ان الالتهام الذاتى هو حارس مناعى يعمل لمدة 24 ساعة ويحرس الخلايا من الداخل ويقوم بصيانتها دوريا بطرده للشوارد الحره التى تدمرها ، بالاضافة الى قيامه بتنشيط آلية إعادة تدوير المخلفات الخلوية لبناء مكونات مفيدة. وأوضح بدران انه ثبث حديثا ان الصيام يرفع المناعة وينشط عملية الالتهام الذاتى للخلايا ويزيد من كفاءتها ويحميها من الشيخوخة والتلف و الفناء المبرمج ، مشيرا الى ان اختلال هذه العملية يمهد للاصابة بالسرطان والعدوى المتكررة والشيخوخة المبكرة ونقص المناعة فى حالة ضعف هذه العملية فى الخلايا المناعية واصابة الاعضاء الداخلية للجسم بالشيخوخة بالاضافة الى زيادة فرص الاصابة بالزهايمر " الخرف " . وأشار إلى وجود 3 أشكال مختلفة من الالتهام الذاتى الذى تقوم به الخلايا ، وهى الالتحام مع جسيمات الإذابة أو التهامها أو الاتحاد مع البروتينات التى تضبط ايقاع الخلية ، لافتًا إلى أن الصوم يزيد من انتاج هذه البروتينات وهى بروتينات تمنع تواجد المعيب منها وتساعد على توليف بروتينات جديدة ثلاثية الابعاد داخل الخلية . وأوضح أن عملية الالتهام تعتبر آلية مناعية تلعب دورًا حيويًا فى تدمير الميكروبات التى تصل للخلايا كما أنها تسيطر على عملية الالتهابات ، وتنشط الخلايا المناعية، وإفراز وسائط كيميائية، وتحد من الإصابة بالأورام نتيجة قيامها بتدمير الجزيئات المسرطنة أولا بأول مما يفتح باب الامل أمام مجالات البحث حول كيفية تنشيط خاصية الالتهام الذاتى لعلاج السرطان . ولفت الى ان فشل او نقص الاداء فى هذه العملية يسبب تراكم " القمامة الخلوية " المكونة من افرازات وبقايا التهابات ومكونات ضارة تدمر الخلايا وتسبب شيخوختها وتضعف من كفائتها الوظيفية، و ان هناك عوامل عديدة تساعد على تنشيط عملية الالتهام الذاتى للخلايا يأتى فى مقدمتها الصوم المنتظم والتغذية الجيدة وممارسة الحركة المنتظة " ابسطها المشى " . وفسر العلاقة بين الصوم والالتهام الذاتى بأنه يضمن بقاء المكونات الخلوية أثناء فترة الصيام " الجوع " من خلال الحفاظ على مستويات الطاقة الخلوية والتى يتم فيها عزل المكونات الضارة عن بقية مكونات الخلية .